صورة من الارشيف لمجمع التحرير
صورة من الارشيف لمجمع التحرير
القاهرة ـ أكرم علي/علي رجب
أكد شهود عيان لـ"العرب اليوم" قيام العشرات من معتصمي ميدان التحرير، صباح الأحد، بإغلاق مجمع التحرير، في إطار الدعاوى المنتشرة في الميدان للعصيان المدني العام في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، في الوقت الذي أعلنت فيه 17 حركة ثورية وسياسية عن تنظيم مسيرات سلمية، الإثنين، لمناسبة
ذكرى التنحي، وللمطالبة بإسقاط ما وصف بـ"نظام جماعة الإخوان"، والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية، بينما هددت مجموعة الـ"بلاك بلوك"، باقتحام قصر الاتحادية الرئاسي، تحت شعار "رحيل مرسي أو الفوضى".
وحاول العديد من موظفي المجمع والمواطنين، إقناع المعتصمين بفتح المجمع لعدم تعطيل مصالحهم، إلا أنهم رفضوا تماما وافترشوا الأرض أمام أبواب المجمع، وعلقوا لافتات كتبوا عليها :"المجمع مغلق بأمر الثوار"، " المجد للشهداء"، وسادت حالة من الغضب بين موظفي المجمع، وقام بعضهم بالاشتباك مع المتظاهرين المنتشرين حول المجمع والذين قاموا باغلاقه، مطالبينهم بفتح المجمع، الا أن المتظاهرون رفضوا وأصروا على إغلاقه.
أعلنت قوى ثورية وسياسية عن تنظيم مسيرات سلمية، يوم غد الإثنين، 11 شباط/فبراير فى الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وللمطالبة بإسقاط ما وصف بنظام جماعة الإخوان والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية، حيث قال منظمون إن "تلك المسيرات تأتي في ذكرى التنحي لتجديد العزم، وتأكيد الإصرار على استكمال مسيرة الثورة وتحقيق النصر وثبات إرادة الشعب المصري وشبابه الذى أجبر الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي عن السلطة"، موضحين أن "المسيرة الأولى ستنطلق من أمام مسجد الفتح في ميدان رمسيس، والثانية من أمام مسجد السيدة زينب، في الساعة الخامسة مساءً للتوجه إلى ميدان التحرير".
وقد دعا "التيار الشعبي"، إلى تنظيم مسيرات سلمية تتوجه إلى ميدان التحرير، الإثنين، وقال في بيان صحافي "تدعوكم القوى السياسية والثورية لتجديد العزم وتأكيد الإصرار على استكمال مسيرة الثورة وتحقيق النصر وإرادة الشعب"، في حين أعلن شباب "جبهة الإنقاذ الوطني" عن تنظيمهم 4 مسيرات تنادي بـ4 مطالب للثورة وهي (عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية)، وستتحرك المسيرات من السيدة زينب ورمسيس وشبرا ومسجد مصطفى محمود متوجهة إلى التحرير، فيما تتحرك المسيرات من مساجد رابعة العدوية والنور بالعباسية بعد صلاة العصر، تتحرك مسيرات المحافظات من الميادين العمومية إلى مقرات المحافظة.
وقال شباب الجبهة إن "المطالب التي سترفع خلال التظاهرات هي تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإسقاط الدستور، وإقالة النائب العام، وتعيين آخر بترشيح من مجلس القضاء الأعلى، وتقنين وضع جماعة الإخوان، ومنع سيطرتهم على مقاليد الحكم بالبلاد، والإفراج عن الشباب المعتقلين".
وأكد المتحدث الرسمي باسم حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، عبدالله حلمي، أن الحزب سيشارك الإثنين، في مسيرة ذكرى التنحي، والتي ستنطلق من مسجد السيدة زينب في تمام الساعة 4:30، وتتجه إلى التحرير، وذلك بمشاركة عدد من قيادات الحزب من أعضاء هيئة المكتب والأمانة العامة، وأكثر من 13 حزبًا وحركة سياسية، في حين أعلن "اتحاد القوى الصوفية" مشاركتها في مسيرات ذكرى التنحي، مضيفًا أن "القوى الصوفية ستشارك في المسيرات، وأن مصر يحكمها مجموعة من أفشل الشخصيات غير قادرة على إدارة شؤون البلاد، وثبت بالدليل القاطع أن إدارة الدكتور مرسي لمصر ستؤدي إلى انهيار مصر بشكل كامل خلال الأشهر الثلاث المقبلة، وأن مصر تعيش في تخبط اقتصادي واجتماعي وسياسي، وهي مؤهلة بامتياز لدخول نادي الدول الفاشلة".
وقال بيان القوى السياسية المشاركة في مسيرات الإثنين، "يمر عامان على ذلك المساء الذي حبست فيه الأنفاس في ميادين التحرير، بل ويمكن أن نقول في بلاد العالم أجمع، والناس في انتظار خطاب طال انتظاره يعلن تنحي الديكتاتور حسني مبارك عن حكم مصر، ورغم كل ما سال من دماء، وكل العيون التي راحت برصاص قوات أمنه وكل المصابين الذين سقطوا برصاصه وخرطوشه وقناصته، أنيرت السماء بشماريخ الانتصار والهتاف وتبادل الثوار في الشوارع الأحضان، فقد سقط الديكتاتور الذي ظن أنه لن يسقط، إنه يوم الحادي عشر من شباط/فبراير، يوم احتفل الشعب المصري بخلع محمد حسني مبارك بعد ثلاثين عامًا من القمع والفساد والنهب، ثمانية عشر يومًا قضاها الثوار في ميدان التحرير يوحدهم هتاف (الشعب يريد إسقاط النظام)، (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، قضاها البعض في محاولات للتفاوض والحوار مع أبرز رموز مبارك على أمل بأن يتم احتواء حركة الشارع، وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليها وإن بشروط أفضل، تحاورت الرموز وبقى الثوار في الشارع، وكان انضمام الطبقة العاملة إليهم بالإضراب والتظاهر الخطوة الحاسمة التي حسمت مصير الديكتاتور، وجعلت خسائر الإبقاء عليه أكبر من التخلي عنه ولو موقتًا، لكن واقع الأمر أن المخلوع لم يتنحى، وإنما كلف – وهو من لم يحق له تكليف أحد في تلك اللحظة- القوات المسلحة بإدارة البلاد، فهلل الكثيرون وقد بهرتهم اليد التي ارتفعت بالتحية العسكرية لشهداء الثورة، وارتفعت أصوات قليلة وإن كانت حاسمة تحذر من حكم العسكر الذي لا يختلف عن قائده الأعلى، ولم تطل فترة البهجة فسرعان ما تلوثت تلك اليد بدماء الشهداء قتلاً وتعذيبًا ومن جديد امتلأت المعتقلات، وفي مواجهة شعار استكمال الثورة، اجتمعت الرموز والقوى السياسية على الانتقال الدستوري، ووضعت آمالها وأقنعت قطاعات واسعة من الشعب بأن المخرج من الحكم العسكري هو الانتخابات البرلمانية، ومن بعدها انتخابات الرئاسة ثم دستور للبلاد بهذا الترتيب حسب استفتاء وعد الموافقين عليه بالجنة والمعترضين عليه بالنار، إضافة إلى بعض الأصوات التي توهمت أنه بالإمكان تغيير نظام يملك ترسانة من العسكر والسجون والقوانين والمعتقلات ورأس المال من خلال صندوق الانتخابات، فجاء البرلمان وانعقدت جلساته بغالبية إسلامية، على حين ظل الثوار يذبحون على بعد شارعين منه، فلم يلقوا من البرلمان سوى الإدانة والتشويه، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية بأول رئيس مدني منتخب، من جماعة (الإخوان المسلمين)، ضرب الرقم القياسي في الكذب ونقض وعوده للشعب التي انتخب من أجلها، وفي مواجهة مرشح نظام الرئيس المخلوع، ومن جديد سالت الدماء وسقط الشهداء، وبالتوازي مع هذا القمع السياسي الذي لم يتوقف يومًا، زاد القمع الاقتصادي والاجتماعي، فأغلقت المصانع وطرد العمال وارتفعت الأسعار، ولم تتمكن الحكومات المتتالية أن تحقق ولو مطلبًا واحدًا من مطالب العدالة الاجتماعية، مثل تحديد حد أدنى وأقصى للأجور، حكم مباركي ثم حكم عسكري ثم حكم إخواني والقمع هو ذاته والفقر هو ذاته ومحاولات إجهاض الثورة هي ذاتها، وفي كل المراحل لم يتخل أي حكم منهما عن دعم ما سميوا بفلول مبارك، من أصحاب المال والسلطة والعلاقات، لم يستغنى عنهم حكم العسكر لأنه جزء منهم، ولم يتخل عنهم (الإخوان المسلمين) لأن مصالحهم مشتركة، فلم يكن الخلاف أبدًا خلاف بين قوى دينية وأخرى علمانية فقط، وهو ما عبر عنه حسن مالك بوضوح حين قال (رأس المال لا يعرف الأيديولوجيا)، وهو المبدأ الذي يتجسد الآن بأوضح أشكاله في عمليات المصالحة التي تتم على قدم وساق مع رموز النظام الذي يفترض أن الثورة خلعته، حتى أنه لم يبق إلا أن يخرج مبارك من سجنه، في كل تلك المراحل ظلت هناك قوى ومجموعات ثورية ترفض الاعتراف بانتهاء الثورة وبداية الاستقرار، مجموعات وقوى قدمت أغلى شبابها وقودًا للثورة، ولم ولن ترضى سوى باستكمال تلك الثورة التي استشهد من أجلها الآلاف، إنها تلك القوى والمجموعات التي كانت جادة في ما تقصده حين هتفت في التحرير بأن (الشعب يريد إسقاط النظام)، لم تكن تقصد تغيير الوجوه الفاسدة بوجوه أقل فسادًا، ولم تكن تقصد مزيدًا من النزاهة في الانتخابات، ولا دستور تكتبه قلة لا تعبر سوى عن نفسها، ولا سياسة اقتصادية تزيد فقر الفقراء فقرًا وثراء الأغنياء ثراءً، وكانت مخلصة لما تهتف به من إسقاط النظام برموزه وسياساته وقمعه وانحيازاته، وفي الذكرى الثانية لسقوط الديكتاتور، آن لهذه القوى التي لم تتخلى يومًا عن نصرة الثورة، ولم تُقايض على شعاراتها ومطالبها بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، أن تسعى إلى توحيد الجهود في جبهة ثورية موحدة، تقود الثورة إلى انتصارها، ذلك أن الأمر الوحيد الذي تغير جذريًا مع ثورة 25 يناير الباسلة، هو كسر هذا الشعب للخوف وتصميمه على العيش بكرامة".
والمشاركون في المسيرات هم (حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ـ حركة شباب من أجل العدالة والحرية ـ حزب الدستور ـ الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر ـ حزب الكرامة ـ الجبهة الحرة للتغيير السلمي ـ اتحاد شباب ماسبيرو ـ حركة شباب الثورة العربية ـ الاشتراكيون الثوريون ـ التيار الشعبي المصري ـ حزب مصر الحرية ـ الجمعية الوطنية للتغيير ـ حركة كفاية ـ اتحاد القوى الصوفية ـ اتحاد شباب الثورة ـ حزب الوفد ـ شباب حزب الجبهة ـ حركة علمانيون ـ الجبهة الحرة لتغير السلمي ـ حركة 6 أبريل ـ الجبهة الديمقراطية).
من ناحيتها، هددت مجموعة الـ"بلاك بلوك"، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التي يبلغ مشتركوها نحو 44 ألف شخص، باقتحام قصر الاتحادية الرئاسي، تحت شعار "رحيل مرسي أو الفوضى"، لإجبار الرئيس مرسي على الرحيل من منصبه، وقالت رسالة الجماعة المنشورة: من مجموعة (بلاك بلوك) إلى مرسي وإخوانه، الرحيل أو الفوضى، مشيرة إلى أن عناصر من المجموعة تعرضت لإصابات بالغة في اشتباكات الجمعة الماضية.
في الإطار ذاته، أعلنت الحركات والقوى المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك، والمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، في مقدمتها "أبناء مبارك" عن تنظيم وقفة احتجاجية، الإثنين، في ميدان مصطفى محمود بالملابس السوداء في ذكرى مرور عامين على تنحي مبارك، حيث قال أحد الداعين للوقفة إن "كل الحركات المؤيدة للرئيس السابق ستشارك في الوقفة، وأنه سيجري كشف حقائق وأسرار عن "ثورة 25 يناير للمرة الأولى، وعن قيام (الإخوان) باقتحام وحرق السجون".
أرسل تعليقك