أفادت مصادر "العربية" و"الحدث"، الجمعة، بأن العميد سالار آبنوش، قائد عمليات "الباسيج"، وصف الاحتجاجات الإيرانية بأنها "حرب عالمية حقيقية".
وقال آبنوش إن "الاحتجاجات الأخيرة كانت حرباً عالمية حقيقية طالت جميع أنحاء البلاد بشكل فجائي.. الله وحده هو الذي أنقذنا منها.. ووصف إخمادها بالمعجزة"، حسب ما نقلت عنه وكالة "إيسن".
ونقلت المواقع عن قائد عمليات الباسيج قوله، الخميس، إنه "على الرغم من تأخرنا في قطع الإنترنت، فإن الخطوة ساعدت في تعطيل تنظيم المحتجين"، وبعد عودة الإنترنت تدريجياً في إيران، الخميس، توالى تحميل فيديوهات جديدة بشكل مكثف على مواقع التواصل حول الاحتجاجات التي عمت البلاد خلال قطع الخدمة، ليقرر مجلس الخبراء، بعد ذلك، حجب جميع شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية، وفق مواقع إيرانية.
وعمدت إيران، الأحد، إلى قطع الإنترنت إثر نشر ناشطين مقاطع فيديو تظهر حجم التظاهرات.
وعادت خدمات الإنترنت تدريجيا في محافظات هرمزكان وكرمانشاه وأراك ومشهد وقم وتبريز وهمدان وبوشهر وبعض مناطق طهران، وفي محاولة لـ"شيطنة" الاحتجاجات، اعتبر المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني، الأربعاء الماضي، أنه "تم دحر العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة"، في إشارة إلى التظاهرات التي اجتاحت البلاد على مدى الأيام الماضية.
وعلى خطى المرشد، اتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، "الأعداء والأجانب" بالوقوف وراء الاحتجاجات. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن روحاني أعلن، الأربعاء، انتصار الحكومة على ما وصفها بـ"الاضطرابات"، متهماً "أعداء أجانب بإشعالها"، وذلك في إشارة إلى آلاف المحتجين الذين خرجوا ضد رفع أسعار البنزين.
مظاهرات موالية للحكومة الإيرانية
نشرت وسائل إعلام إيران الرسمية أنباءً عن تسيير مظاهرات موالية للنظام الإيراني في عدة محافظات، خلال اليومين الماضيين، أظهرت أن عماد هذه المسيرات هي ميليشيات الباسيج، التابعة للحرس الثوري وبعض اللاجئين الأفغان، وجنسيات أخرى ممن يدرسون على نفقة النظام في مراكزه الدينية التي أنشأها بهدف تصدير الثورة.
واعتبر ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن الاحتجاجات لم يتم قمعها، ونشرت وكالة "إيسنا" الإيرانية صوراً للمتظاهرين في أصفهان من بينهم صورة قالت إنها لطلاب أفارقة يدرسون في الحوزة الدينية في أصفهان.
يُذكر أن نحو 120 ألف طالب للعلوم الدينية يدرسون في حوزات إيران ومراكزها وجامعاتها الدينية، على نفقة الدولة، بهدف نشر التشيّع وتصدير الثورة الخمينية في أنحاء العالم، وهذا أحد أسباب تذمر المواطنين الإيرانيين الذين كرروا في احتجاجاتهم الأخيرة رفضهم لإنفاق موارد البلاد على تغذية التطرف وإنشاء الجماعات الدينية.
وأفاد ناشطون إيرانيون بأن النظام الإيراني، ومثل كل مرة، أجبر تلامذة وطلاب المدارس والموظفين على حضور المسيرات المؤيدة وتصويرها على أنها مظاهرات تؤيد سياساته، حتى فيما يتعلق برفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.
ووصف العميد، سالار آبنوش، قائد العمليات في قوات الباسيج، الاحتجاجات بأنها كانت "حرباً كونية" ضد إيران، قائلاً إنها "عمَّت البلاد بشكل متسارع".
وأفادت مصادر لـ"العربية.نت" بأن ميليشيات الحشد الشعبي العراقية شاركت مع الحرس الثوري في الباسيج بقمع مظاهرات الجراحي جنوب الأحواز، الإثنين، حيث قتل 12 متظاهراً وأصيب 4 آخرون. كما قتل 3 متظاهرين في مدينة الكورة القريبة منها.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية أن 60 متظاهراً في مدن ومناطق وبلدات مختلفة في إقليم الأهواز، منذ بداية الاحتجاجات في 15 نوفمبر، حيث تعد هذه الحصيلة في إقليم الأهواز هي الأكبر من بين كافة المحافظات.
وذكرت المنظمة أن السلطات الإيرانية حوَّلت إقليم الأهواز إلى ثكنة عسكرية وفرضت حصاراً کاملاً وأحكاماً عرفية غير معلنة، وقامت باعتقال الآلاف وأغلقت مداخل ومخارج المدن والبلدات، مطالبة الأمم المتحدة بإرسال لجنة تقصي حقائق ومحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مجازر القتل.
وأعلن محافظ طهران أن الاحتجاجات عمَّت 22 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، أي 70% من مساحة البلاد. هذا بينما أحصت جماعات المعارضة الإيرانية وقوع 251 قتيلاً و3700 جريح و7000 معتقل في احتجاجات إيران كحصيلة أولية.
أميركا تفرض عقوبات
فرضت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، "لدوره في" فرض "قيود واسعة على شبكة الإنترنت في إيران"، التي تشهد موجة احتجاجات كبيرة.
وأكد وزير الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين، في بيان أن "المسؤولين الإيرانيين يدركون أن وجود شبكة إنترنت حرة ومفتوحة في البلاد يكشف عدم شرعيتهم، لذلك يسعون إلى فرض قيود عليها، من أجل خنق التظاهرات المناهضة للنظام
".
ويعرف عن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جواد آذري جهرمي، بأنه ذو خلفية أمنية وفي نفس الوقت، يمثل توجه روحاني لمحاولته في إدخال طاقات شابة في إدارة البلاد.
جهرمي، البالغ من العمر 37 عاما، هو أصغر وزير في حكومة الرئيس، حسن روحاني، كان مسؤولاً سابقاً بوزارة الاستخبارات الإيرانية وكان قد عارض علناً حجب مواقع التواصل.
قاوم الوزير ضغوط المتشددين لحجب تطبيق "إنستغرام" الأكثر شعبية في البلاد بعد "تلغرام" الذي تم حجبه قبل أشهر.
يريد المجلس الأعلى الإيراني للإنترنت الذي يهيمن عليه المتشددون نحو حجب موقع "إنستغرام" كلياً، وهو آخر منصة تواصل اجتماعي يمكن الوصول إليها بحرية في البلاد.
وعبّر جهرمي في مقابلة صحافية سابقة عن فخره بماضيه الاستخباراتي، وذلك رداً على المنتقدين الذين يتهمونه بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان من خلال دوره في التعذيب لانتزاع الاعترافات من المتهمين، وكذلك الإشراف على رصد مكالمات وتحركات أنصار الحركة الخضراء، منذ احتجاجات عام 2009.
وأكد جهرمي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، سوابق عمله في وزارة الاستخبارات قائلاً: "من دواعي فخري أنني كنت موظفاً في وزارة الأمن، لكنني أرفض الأمور غير الصحيحة التي نُسبت لي".
كانت تيارات وشخصيات إصلاحية ومعتدلة ناصرت الرئيس الإيراني، حسن روحاني وساهمت بشكل أساسي في فوزه بولاية ثانية، عبرت عن خيبة أملها من تشكيلة حكومته التي ضمت وزراء ذوي خلفيات أمنية متهمين بالتورط بأعمال القمع والتعذيب والسجن ضد الناشطين والصحافيين، فضلاً عن دورها في تشديد الرقابة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وخنق حرية التعبير.
وركزت الانتقادات بشكل أساسي على تعيين روحاني لجواد آذري جهرمي، وزيرا للاتصالات، نظرا لتسلمه مسؤوليات أمنية منذ أن كان عمره 21 عاما حيث تولى عملية الاستجواب والتحقيق والتعذيب ضد المعتقلين السياسيين، وقد تم تعيينه خلال الانتفاضة الخضراء عام 2009 مساعدا لوزير الاستخبارات في الشؤون التقنية والمدير العام للتنصت في الوزارة، وذلك لغرض السيطرة على اتصالات المنتفضين، بحسب منظمات حقوقية إيرانية.
وأفادت تقارير بأن جهرمي سيقوم خلال الوزارة الجديدة بتشديد المراقبة والتنصت على المكالمات الهاتفية للناشطين والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في إيران ليتم تقديمها تباعاً لوزارة الاستخبارات.
اعتقال 100 مِن قادة الاحتجاجات
أكّدت قناة "إيران إنترناشيونال عربي" على تويتر، نقلاً عن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، إن الحرس الثوري اعتقل 100 شخص من قادة الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد.
ونقلت قناة "إيران إنترناشونال عربي"، عبر حسابها على "تويتر"، الجمعة، عن ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، وخطيب جمعة طهران، أحمد خاتمي، قوله إنه لا أحد يعارض الاحتجاجات، كما نفى قمع التظاهرات، لكنه وصفهم بـ"الأشرار الذين ركبوا موجة الاحتجاجات".
وأشار خلال خطبته إلى أن ما وصفه بـ"العدو" أقرّ بأنه خطط لأعمال الشغب الأخيرة لمدة 3 أعوام وقام بتدريب عملائه في خارج وداخل البلاد.
يأتي ذلك في ما توعدت السلطات القضائية الإيرانية المتظاهرين بعقوبات "مغلظة".
وأقرَّ الحرس الثوري الإيراني، الجمعة، بأن التظاهرات شملت 28 محافظة و100 مدينة في يومها الأول. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب القائد العام للحرس الثوري قوله: "تمكنا من وقف الاضطرابات خلال 48 ساعة".
وزير الخارجية الأميركي يُهدِّد
أكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستحاسب مسؤولي النظام الإيراني الذين يقمعون بعنف الشعب الإيراني.
وكتب بومبيو، تعليقاً على فرض عقوبات أميركية على وزير الاتصالات الإيراني، حسبما ذكرت قناة العربية الإخبارية الجمعة "سنحاسب أفراد النظام الإيراني على قمعهم العنيف لشعبهم".
وفرضت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي "لدوره في فرض قيود واسعة على شبكة الإنترنت في إيران"، التي تشهد موجة احتجاجات كبيرة
وقال وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين، في بيان، إن المسؤولين الإيرانيين يدركون أن وجود شبكة إنترنت حرة ومفتوحة في البلاد يكشف عدم شرعيتهم، لذلك يسعون إلى فرض قيود عليها من أجل خنق التظاهرات المناهضة للنظام".
قد يهمك ايضاً
المُتحدّث باسم الجيش الليبي يُؤكّد أنّ نجاح العملية السياسية مرتبطٌ بتفكيك الميليشيات الإجرامية
فتح مدخل "أم القصر" بالقوّة وأعداد كبيرة من المُتظاهرين تتوافد على ساحات التظاهر في العراق
أرسل تعليقك