أعلن السفير الفلسطيني بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، يوم الاثنين المقبل، لبحث الموقف الأميركي بشأن "شرعنة الاستيطان".
وأوضح اللوح أن "المندوبية الدائمة لدولة فلسطينأ جرت مشاورات بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة العربية والأشقاء العرب، لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الموقف الأميركي الأخير الذي عبر عنه وزير الخارجية".
وأضاف أن مايك بومبيو أكد أن بلاده "لم تعد تعتبر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية مخالفا للقانون الدولي"، مضيفا أن هذا الموقف "يأتي ضمن سلسلة من المواقف والقرارات الأحادية المخالفة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334".
وكان بومبيو قد قال، الاثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب "تراجعت عن المواقف التي اتخذتها إدارة سلفه باراك أوباما، فيما يتعلق بالموقف من المستوطنات".
وقال إنه "في عام 1978، قالت إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر إن المستوطنات الإسرائيلية لا تتسق مع القوانين الدولية، بينما عارض الرئيس رونالد ريغان ذلك في عام 1981، وقال حينها إنه لا يعتقد أن هذه المستوطنات سيئة".
وتابع: "بعد دراسة كل الجدل القانوني حول المستوطنات، نتفق (إدارة ترامب) مع الرئيس ريغان، فتشييد المستوطنات في الضفة الغربية لا يتعارض مع القانون الدولي".
ولاقت هذه التصريحات ردود فعل دولية غاضبة، رافضة للموقف الأميركي، خاصة أن جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة تعتبر غير شرعية بنظر القانون الدولي، كما أنها تمثل العقبة الأساسية أمام تحقيق السلام.
وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة التام لتصريحات الحكومة الأميركية التي اعتبرت فيها أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية شرعية، ولا تخالف القانون الدولي.
وأضاف المصدر أن قيام إسرائيل ببناء المستوطنات، يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ويقف عقبة أمام تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحل الدولتين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكد المصدر أن تحقيق السلام الدائم يتطلب حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وفقالمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
بينما أعلن الفاتيكان أن دعم الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة يهدد بتقويض عملية السلام مع الفلسطينيين.
وقال الفاتيكان في بيان: "في سياق القرارات الأخيرة التي تهدد بتقويض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والاستقرار الهش بالفعل في المنطقة، يجدد الفاتيكان التأكيد على موقفه الداعم لحل دولتين لشعبين، باعتبار ذلك السبيل الوحيد للوصول إلى حل كامل لهذا الصراع الطويل".
وأكد الفاتيكان أن البحث عن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعرض للخطر بعد أن دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بناء المستوطنات في الضفدة الغربية المحتلة.
وتخلت الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، عن موقفها القائم منذ أربعة عقود، والذي يصف المستوطنات بأنها "مخالفة للقانون الدولي".
وأثار إعلان إدارة ترامب بشأن المستوطنات إدانة من الفلسطينيين والحكومات العربية.
وأشادت إسرائيل، الثلاثاء، بحرارة بالموقف الأميركي الجديد، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستدعو غلى فتح تحقيق دولي بقانونية موقف واشنطن.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالإعلان الأميركي، كما قام بجولة في مجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم.
يأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، بغلق مؤسسات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة، لمدة 6 أشهر، وذلك بقرار من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مكتب مديرية التربية والتعليم، ومكتبا يزود تلفزيون فلسطين بالخدمات الإعلامية في حي الصوانة، واعتقلت مدير المركز الصحي العربي في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأوضحت الوكالة أن السلطات الإسرائيلية وضعت قرارا موقعا من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، يقضي بإغلاق المؤسسات المذكورة لمدة 6 أشهر.
بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت السلطات الإسرائيلية مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، وأغلقت المسجد الرصاصي في البلدة القديمة واستولت على مفاتيحه، واحتجزت موظفي مدرسة الأيتام الإسلامية لعدة ساعات داخل المسجد.
ووفقا لوسائل إعلام فلسطينية، فقد تمركزت "قوات ومخابرات الاحتلال عند مدخل مكاتب فضائية فلسطين، ثم اقتحمتها وقامت بتفيش بعض المكاتب، وصادرت أحد الكمبيوترات، ثم علقت قرارا يقضي بإغلاقها لمدة 6 أشهر وسلمت مراسلته كريستين ريناوي استدعاء للتحقيق".
وقامت السلطات الإسرائيلية بتفتيش الملفات وأجهزة الكمبيوتر في مقر المديرية، فيما انتشر عناصر المخابرات الإسرائيلية داخل المبنى وعلى بابه الرئيسي
واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضا مقر المركز الصحي العربي في شارع السلطان سليمان بمدينة القدس، وصادرت بعض ملفاته وكاميرات المراقبة واعتقلت مديره أحمد سرور، كما اعتقلت ومدير مكتب الأرز للإنتاج التلفزيوني المصور أيمن أبو رموز.
يذكر أن عدد المستوطنين يزيد على 600 ألف، من بينهم 400 ألف في الضفة الغربية، والباقون في القدس الشرقية، ويعد وجودهم مصدر احتكاك وتوتر مستمر مع 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ عام 1967.
قد يهمك ايضاً
صحيفة بريطانية تكشف تزايُد تهديدات النظام الإيراني لمعارضيه في أوروبا
مُحتجّون عراقيون يستعيدون "الأحرار" وأوامر استدعاء جديدة تطال وزراء ومسؤولين في بغداد
أرسل تعليقك