عناصر من الجيش الجزائري أثناء محاولته تحرير الرهائن في منشأة "الحياة" النفطية
عناصر من الجيش الجزائري أثناء محاولته تحرير الرهائن في منشأة "الحياة" النفطية
الجزائر ـ حسين بوصالح
كشف أحد الرهائن الجزائريين الذين تمكنوا من الفرار من جحيم الاعتداء "الإرهابي" على منشأة "الحياة" النفطية في عين أمناس التابعة لولاية إليزي في أقصى الجنوب الشرقي الجزائري، عن أن الجماعة المسلحة كانت ترتدي زيًا أفغانيًا، كما كانوا يتحدثون بلهجات مختلفة غير الجزائرية الدارجة، في
حين أكد المتحدث أن القائد الذي كان يخاطب المحتجزين كانت لهجته ترقية (إحدى اللهجات الأمازيغية المستخدمة في مالي والجزائر)، وأنه يتقن اللغة الإنكليزية.
وأكد الرهينة الجزائري الفار ويُدعى بدري (38عامًا)، الذي ينحدر من ولاية قالمة في الشرق الجزائري، في حديث خاص لـ"العرب اليوم" أنه كان جالسًا رفقة مجموعة من العاملين الأجانب في المصنع لحظة سماع طقات نارية قريبة، قبل أن يهرع إلى غرفته و يختبئ، بعدما تأكد ورفاقه أن العملية هي هجوم "إرهابي" استهدف المنشأة النفطية، مضيفًا أنه كان يحمل وثائق تخص المصنع والعمال الأجانب، وأنه خوفًا من مساءلة "الإرهابيين" له، قام بإخفائها في غرفته.
وأوضح بدري الذي تمكن من الفرار بعد الاشتباك الذي اندلع بين الجيش الجزائري والمجموعة "الإرهابية"، أن "هذه الأخيرة جمعت كل عاملي المنشأة، وعددهم حوالي 700 عامل، من مختلف الجنسيات، في قاعة واحدة، في الوقت الذي أخذ الكلمة أحد المسلحين يُدعى أبو البراء، الذي تحدث بلهجة ترقية، وأحيانا كان يتحدث بإنكليزية متقنة، وأنه خاطب الجزائريين قائلا: لا خوف عليكم، أنتم مسلمون ولن نريد بكم شرًا، مسعانا نبيل ولا ننوي شرًا بالمسلمين".
وذكر بدري أن "عدد المسلحين الذين كانوا يرتدون زيًا أفغانيًا كان ما يقرب من 40 مسلحًا، وأن حديثًا دار بين الأمن الجزائري والجماعة المسلحة، حيث طالبت الجماعة القوات الجزائرية بتسهيل مهمة خروجها، وفق شروط ذكرها الإعلام، منها توفير سيارات رباعية الدفع، وممر آمن إلى الأراضي المالية، لكن قوات الأمن لم ترد على مطالبهم".
كذلك أشاد الرهينة الجزائري الفار بـ"العمل الكبير الذي قامت به مختلف القوات الجزائرية"، مؤكدًا أنهم "بمجرد تمكنهم من الفرار فرادى، لحظة نشوب الاشتباك مع الإرهابيين، تكفلت بهم قوات الدرك الوطني، ووفروا الحماية حتى تمكنوا من العودة إلى الديار سالمين"، وقد وصل بدري إلى مسقط رأسه صبيحة السبت، في حدود الثالثة صباحًا.
أرسل تعليقك