افتتاح مكتب لـطالبان في قطر خطوة إيجابية ولكنها لا تمهد للسلام الأفغاني
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

أعلنت اعتزامها عدم استخدام أراضيها في الإضرار بدولة أخرى

افتتاح مكتب لـ"طالبان" في قطر خطوة إيجابية ولكنها لا تمهد للسلام الأفغاني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - افتتاح مكتب لـ"طالبان" في قطر خطوة إيجابية ولكنها لا تمهد للسلام الأفغاني

حركة طالبان الأفغانية تفتتح مكتبًا لها في قطر 

حركة طالبان الأفغانية تفتتح مكتبًا لها في قطر  كابول ـ أعظم خان يجيء افتتاح حركة "طالبان" الأفغانية مكتبًا سياسيًا لها في العاصمة القطرية الدوحة ليكون بمثابة المكان الذي تستطيع من خلاله إجراء حوار مع الجهات كافة بلا استثناء، وهو تطور مهم للغاية طالما كان أمرًا مرغوبًا، خاصة بعدما أعلنت اعتزامها عدم استخدام أراضيها في الإضرار بدولة أخرى، ولا يمكن لأحد أن يقلل من شأن الجهود الدبلوماسية التي بُذلت من أجل تحقيق ذلك.
وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن البيانات الصادرة عن اجتماعات كرزاي وأوباما في كانون الثاني/ يناير الماضي، واجتماع كاميرون وكرزاي وزرداري في لندن في شباط/ فبراير الماضي، واجتماع كيري وكرزاي وكايني في بروكسل في نيسان/ أبريل الماضي، كانت قد ركزت جميعها على ضرورة جذب حركة "طالبان" إلى مائدة المفاوضات، والتي سبق وأن انسحبت منها منذ آذار/ مارس من العام الماضي.
وأسفرت هذه الجهود في نهاية المطاف عن صيغة تقول ببساطة إن "طالبان" أعلنت اعتزامها عدم استخدام الأراضي الأفغانية في الإضرار بدولة أخرى، وهو ما يسعد فريق المفاوضين الأميركيين الذين يعتبرون ذلك الإعلان ببساطة شديدة يعني أن طالبان "لن تسمح بعودة الإرهابيين العالميين من جديد" إلى أفغانستان.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أن ذلك لا يضر "طالبان" ولا يقيدها بأي التزام، إذ بإمكان قادتها أن يقولوا لأصدقائهم إنهم إنما يقصدون من ذلك استخدام أميركا الأراضي الأفغانية في انطلاق طائرات الدرون الأميركية لضرب أهداف لها في باكستان.
وتشير إلى أن طالبان تقدمت بقائمة تشير إلى ما يرغبونه من مكتبهم في قطر، والذي يشمل رغبتهم في الحوار مع البلدان الأخرى و"الأفغان" والمنظمات الإقليمية والأمم المتحدة والمنظمات غير الإقليمية.
وتقول  الصحيفة: إن أهم ما جاء في قائمة "طالبان" هو بند الحوار مع "الأفغان"، فمنذ كانون الثاني/ يناير من هذا العام طالب الرئيس الأفغاني كرزاي بعدم فتح مكتب لـ"طالبان" في الدوحة إلا بعد موافقتها على الدخول سريعًا في المفاوضات مع ممثليه.
وقامت "طالبان" الآن بمنح نفسها غطاءً سياسيًا لمقابلة وفد كابول الحكومي الذي اختارت له مسمى "الأفغان"، ومن حيث المبدأ تستطيع "طالبان" البدء مع أي وفد أميركي، والاتفاق على بعض إجراءات بناء الثقة واتخاذ ترتبيات من شأنها قطع علاقتها بتنظيم "القاعدة"، ثم الدخول في جولة محادثات مع الحكومة الأفغانية، والترتيب لتسوية سياسية، وإنهاء الأعمال العدائية.
ولا يمكن لأحد بطبيعة الحال أن يتوقع أن تسير الأمور في سلاسة ونعومة، فقد أطلقت "طالبان" صراحة على نفسها اسم "الإمارة الإسلامية"، وهو الاسم نفسه الذي كانت تحمله حكومتها قبل الغزو الأميركي العام 2001 ، وبالنسبة إلى الشعب الأفغاني فإن هذا المسمى أشبه بمحاولة استعادة حكم "طالبان".
ولم يُعرف بعدُ ما إذا كانت "طالبان" سوف تستخدم مكتبها في الدوحة كي تظهر بمظهر حكومة مؤقتة، أم تستخدمه في حوار من أن أجل التوصل إلى حل وسط مع أفغان لا ينتمون إلى "طالبان"، وبصفة عامة فإن الكثيرين من سكان العاصمة كابول يراودهم شكوك كبيرة تجاه نوايا "طالبان".
ومع ذلك فإن "طالبان" سوف تواجه أزمة مع نفسها، حيث لايزال التيار المتشدد داخلها يعتقد بضرورة مواصلة القتال، ومحاولة الاستيلاء على السلطة فور انسحاب قوات الناتو مع نهاية العام 2014.
ويتساءل مقاتلو الحركة الذين لم يتم استشارتهم في هذه العملية عن الحكمة من وراء تقديم تضحياتهم في الوقت الذي تحاول فيه قياداتهم التوصل إلى صفقة مع العدو.
وتضيف اصحيفة أن مزاعم طالبان بأنها تقاتل من أجل إنهاء الاحتلال الأجنبي للبلاد باتت أقل مصداقية في نظر الأفغان، لا سيما وأن قوات الناتو تواصل استعداداتها للانسحاب من البلاد. وتتوقع طالبان حتى هذه اللحظة أنه في استطاعتها الحوار والقتال في آنٍ واحد، ولكنها سوف تكتشف أن ذلك أمر من الصعب تبريره، وبالتالي سوف تضطر إلى تعليق الشق القتالي من هذه الإستراتيجية.
ولا ينبغي التعجب كثيرًا من الطريقة التي تعامل بها كرزاي مع العملية ككل على الرغم من عدم اعتراضه على افتتاح المكتب. ويسهل تبرير أسباب رفضه في المستقبل في استخدام عبارة "الإمارة الإسلامية"، وغموض التزام "طالبان" بالحوار مع الحكومة، وإصرار "طالبان" على القتال أثناء الحوار، كما أنه لا يثق في عملية تجري خارج نطاق سيطرته.
وتذكر الصحيفة أنه حتى الآن فإن الصورة القاتمة المتشائمة تقول باستمرار القتال والعنف، فقد شهد، الأربعاء، هجومًا دمويًا آخر في كابول شمل محاولة اغتيال أحد كبار زعماء المعارضة، ولم تلتزم "طالبان" علنًا بوقف العنف كجزء من عملية فتح مكتب لها في الدوحة، ولكنها سوف تكتشف أن الحوار لن يحقق تقدمًا ما لم تلتزم بوقف نزيف الدماء الأفغانية.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتتاح مكتب لـطالبان في قطر خطوة إيجابية ولكنها لا تمهد للسلام الأفغاني افتتاح مكتب لـطالبان في قطر خطوة إيجابية ولكنها لا تمهد للسلام الأفغاني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon