الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار" المعارض صلاح الدين مزوار
الرباط - رضوان مبشور
قرر الانضمام إلى جبهة "الأحزاب السياسية المغربية والجمعيات المدنية" المقاطعة للحوار الوطني بشأن المجتمع المدني، الذي أطلقه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الشوباني، ليضم بذلك صوته إلى كل من حزب "الاتحاد
الاشتراكي للقوات الشعبية"، و"الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان"، المشكل من 17 هيئة حقوقية، الذين عبروا عن الموقف ذاته في وقت سابق.
وأصدر المكتب السياسي لحزب "التجمع الوطني للأحرار" بيانًا، السبت قال فيه "إن الحوارات الوطنية التي تعالج قضايا الوطن تتمتع بمواصفات ومعايير تختلف تمامًا عن المقاربة، التي تعتمدها حكومة عبد الإله بنكيران، وعلى رأسها حوارات المؤسسات قبل إطلاق النقاش الوطني".
كما انتقد البيان كذلك "تغييب الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في بلورة منهجية أعمال الحوار الوطني، والتوافق بشأن أهدافه، الأمر الذي يُعدُ إقصاءًا لهؤلاء الفاعلين، ما يفرغ الحوار من محتواه".
وأكد ذات البيان أن "حزب التجمع الوطني للأحرار يضم صوته لكل الأصوات التي ترفض المنهجية التي تم اتباعها في هذا الحوار الوطني، في شأن المجتمع المدني، وباقي الحوارات الوطنية، ولا يرفض الحزب الحوار في حد ذاته".
كما عبر البيان عن "رفضه التام للوصاية التي تحاول حكومة عبد الإله بنكيران تمريرها، من خلال تعيين أشخاص، مقربين من اللجنة الوطنية، لإدارة الحوار الوطني استنادًا لمعايير ذاتية".
وفي سياق متصل، اعتبر صلاح الدين مزوار أن "واقع العمل الحكومي الحالي، بعد أكثر من سنة على تنصيب الحكومة، يبين أن لديها نقص كبير، لاسيما على مستوى الكفاءات، وأن عبد الإله بنكيران يحاول، من خلال خطاب التماسيح والعفاريت، تبرير إخفاقات فريقه الحكومي المتعددة، وذلك بإيهام المغاربة بوجود أشخاص لا يسميهم يمنعونه من العمل".
وقال مزوار، في حديث لجريدة "L’économiste" المغربية الناطقة باللغة الفرنسية، أن "الحكومة المغربية الحالية تفتقر إلى الوضوح والشجاعة في اتخاذ قراراتها، ولم تتمكن من الخروج من دوامة ردود الأفعال، بدل المبادرة إلى الفعل".
كما وصف مزوار وزير المال السابق في حكومة عباس الفاسي، وزراء حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بـ"المهووسين بالتحكم والاستحواذ"، وذلك في إشارة منه إلى الطريقة التي يتعامل بها وزراء بنكيران مع باقي حلفائهم في الحكومة، التي تضم إلى جانب حزب "العدالة والتنمية" ذو الغالبية، كل من أحزاب "الاستقلال"، و "التقدم والاشتراكية"، و"الحركة الشعبية".
كما شدد مزوار على أن هاجس الهيمنة لدى وزراء حزب "العدالة والتنمية" من شأنه أن يدخل التحالف الحكومي في مرحلة حرب داخلية بين مكوناته، محذرًا من المخاطر التي قد تسبب فيها الحكومة للمقاولة والطبقة المتوسطة على حد سواء.
واعترف صلاح الدين مزوار بـ"ذكاء الخطاب السياسي عند عبد الإله بنكيران، والمتسم بخلط الأوراق، ووضع هالة من الغموض حوله، وهي التي مكنته من تولي رئاسة الحكومة، والتحدث في نفس الوقت بلغة المعارضة".
أرسل تعليقك