عناصر تابعه للجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
شهدت دمشق وريفها قصف واشتباكات عنيفة منذ ساحات الصبح الأولى، فيما ذكرت مصادر مقربة من الحكومة أن الجيش السوري بدأ بتوسيع دائرة عملياته لتشمل مناطق وبلدات الريف الدمشقي كافة، وفيما قال نشطاء معارضون إن القوات الموالية للأسد قتلت ما لا يقل عن مائة شخص فروا من القصير بعد استيلائها مدعومة
بحزب الله اللبناني على المدينة الأسبوع الماضي. واحتدمت المواجهات بين الجيش النظامي السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، في حين عززت قوات المعارضة مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب, وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر رحبة التسليح داخل المطار.
وشهدت دمشق الاثنين حسب شبكة شام الإخبارية قصفاً من الطيران الحربي لقوات الحكومة على حي جوبر وقصف مستمر بالمدفعية على حي برزة بالتزامن مع استمرار حصار القوات الحكومية لحي برزة من المحاور كافة، وفي الريف قصف من الطيران الحربي على مدينة زملكا وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات ميدعا وحرستا وعربين وداريا ومعضمية الشام والزبداني وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية واشتباكات في محيط مدينة داريا، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات واسعة في مدينة الكسوة.
وأكدت مصادر مطلعة مقربة من الحكومة السورية أن الجيش بدأ خلال الساعات الـ 48 الماضية توسيع دائرة عملياته لتشمل مناطق وبلدات الريف الدمشقي كافة التي تتمركز بداخلها أو على أطرافها عناصر المجموعات المسلحة من جيرود وصولاً إلى نهاية الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة (خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل) ومن العتيبة إلى ما بعد منطقة الزبداني التي شهدت فجر الاثنين عمليات مكثفة ومركزة للجيش أسفرت عن تدمير عدد من مقرات المعارضة المسلحة ومخازن أسلحتها ومقتل عدد كبير من المسلحين الذين كانوا يتحصنون داخل الجبال الحدودية الفاصلة بين لبنان وسورية.
ففي منطقة كناكر والمزارع المحيطة بها وفقاً للمصدر أوقعت وحدة عسكرية مجموعة من عناصر جبهة النصرة قتلى وجرحى، كما قامت وحدة عسكرية أخرى بالقضاء على تجمعات للمسلحين في منطقة جيرود بريف دمشق.
وذكرت مصادر متابعة أن التعزيزات التي وصلت أخيراً إلى القلمون توحي بقرب العملية العسكرية فيها بدءاً من مدينة يبرود وصولاً إلى بلدة حلبون بالترافق مع عمليات للجيش في منطقة الزبداني القريبة. لكن المصادر أشارت إلى أن المعارك هناك قد تطول بسبب طبيعة المنطقة الحرجية والجبلية والتباعد ما بين بلدات المنطقة على خلاف الحال في القصير والغوطة الشرقية، لافتةً إلى أن قرب المنطقة من الحدود اللبنانية يضفي تعقيداً على عمليات الجيش المقبلة.
وفي حمص قالت شام إن قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء حمص القديمة والمحاصرة وتركز القصف على حي وادي السايح، وقصف من الطيران الحربي استهدف المنطقة الواقعة بين مدينة الحولة وبلدة عقرب وقرى عز الدين ودير فول وقصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة قلعة الحصن وبلدة الغنطو.
جاء ذلك, بعد استعادة القوات الحكومية مدعومة من حزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام.
وقال مراسل الجزيرة إن معظم سكان مدينة القصير مع الجرحى نزحوا إلى مناطق مجاورة دون أي مساعدة, سالكين طرقاً ترابية, مشيرا إلى أن الجرحى انتشروا بين مناطق في حمص وريف دمشق ومنطقة عرسال اللبنانية.
وقال نشطاء إن القوات الموالية للأسد قتلت ما لا يقل عن مائة شخص فروا من القصير بعد استيلائها مدعومة بحزب الله اللبناني على المدينة الأسبوع الماضي.
وذكر الناشطون لرويترز أن معظم القتلى أصيبوا في إطلاق نيران بنادق آلية وقصف استمر على مدى الأيام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريعة شرقي القصير إلى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الأسد.
وقال الناشط هادي العبد الله إنه كان ضمن آلاف الأشخاص الذين فروا من القصير، وانتهى به الأمر بين مجموعة من المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن سياراتهم وساروا 35 كيلومترا عبر أرض زراعية لمنطقة تعرف باسم بساتين الحسينية قرب الطريق الرئيسة المؤدية إلى مدينة حمص في وسط سورية. كما قال العبد الله إنهم كانوا يحملون جرحى كثيرين من القصير، وإن هؤلاء كانوا من أول من قتلوا لأنهم لم يتمكنوا من الهروب من إطلاق النار, مشيرا إلى أن معظم الجثث تركت, مع اعتقال معظم الجرحى.
وذكر ناشط آخر يدعى محمد القصيري أن الجيش الحكومي انتشر في ثلاث مناطق قرب الطريق الرئيسي لاستهداف الفارين من القصير. وقال القصيري "لم يتبق للخروج من القصير سوى ممر ضيق واحد، ولكن الجيش السوري كان ينتظر في نهايته ليبعث برسالة مفادها أن أي شخص له أي صلة بالقصير سيعاقب".
وفي حلب ذكرت شام أن قصفاً بالمدفعية الثقيلة شهدته مدينة السفيرة وعلى بلدة المنصور ومناطق عدة في الريف الشمالي وسط اشتباكات في جبل معارة الأرتيق وجبل شويحنة واشتباكات عنيفة داخل مطار منغ بين الجيش الحر والقوات الحكومية كما تمكن الجيش الحر من تحرير نقاط عدة ومقار جديدة داخل المطار وسد قصف من الطيران الحربي يستهدف المطار.
واحتدمت المواجهات بين الجيش الحكومي السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، وذلك وسط توقعات باتساع نطاق المواجهات, مع الكشف عن استعدادات النظام لعمليات واسعة.
وقال اللواء مصطفى الشيخ أحد قادة المعارضة إن خطط الجيش الحكومي هي استخدام القريتين كقاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها.
من جهتها, قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب, وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر رحبة التسليح داخل المطار، وقالت المعارضة إنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة فيما تصاعدت سحب الدخان من عدة مواقع داخل المطار جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط.
في غضون ذلك, نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سوري قوله إنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت الوكالة نقلا عن محللين إن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.
وقالت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات إن القوات السورية بدأت انتشاراً كبيراً في ريف حلب استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.
يشار إلى أن حلب، وهي ثاني كبرى المدن السورية وكانت العاصمة الاقتصادية للبلاد، تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012, ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.
وفي درعا حسب شام تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء درعا البلد واشتباكات عنيفة في محيط حاجز السكن الشبابي، وقصف من الطيران الحربي على مدينة إنخل وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات كفرشمس وجاسم كما شنت قوات النظام حملة حرق للمنازل في بلدة المليحة الغربية.
كما ذكرت شبكة شام أن محافظة دير الزور شهدت قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف معظم أحياء دير الزور المحررة واشتباكات عنيفة في أحياء الصناعة والرصافة والموظفين بين الجيش الحر وقوات النظام، وفي إدلب قصف من الطيران الحربي استهدف مكتب الحبوب عند مفرق قرية جوباس جنوب سراقب كما استهدف الجيش الحر استهداف رتلا للقوات الحكومية أثناء توجهه إلى مدينة إدلب بالقرب من بلدة محمبل، وفي الرقة قصف من الطيران االمروحي بالبراميل المتفجرة استهدف أحياء عدة في مدينة الرقة وسط اشتباكات عنيفة مستمرة داخل الفرقة 17 بين الجيش الحر والقوات الحكومية، في القنيطرة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية في بلدة القحطانية وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على المناطق المحيطة بها وعلى بلدات جباتا الخشب وطرنجة.
أرسل تعليقك