مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، والسفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرستاين
صنعاء ـ علي ربيع
اتهم سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى صنعاء جيرالد فايرستاين، الأحد، إيران بالسعي لإفشال الحوار الوطني القائم في اليمن، معبرًا عن قلق بلاده إزاء ما وصفه بـ"الدور السلبي" الذي تلعبه إيران في اليمن، في وقت تلوح بوادر لانضمام شخصيات من المعارضة اليمنية الجنوبية المقيمة في الخارج إلى مؤتمر الحوار
اليمني الشامل، المدعوم دوليًا، ضمن متطلبات العملية الانتقالية في البلاد، والذي كان قد بدأ أعماله في الـ18 من آذار/مارس ويستمر نحو ستة أشهر.
وقال فايرستاين، في مؤتمر صحافي عقده الأحد، في العاصمة صنعاء "نحن سعداء بما تم إنجازه حتى الآن، على صعيد الحوار في اليمن و نتطلع إلى أن تؤدي النقاشات الفعلية إلى تطور الأمور إلى الأمام"، مشيدًا بالمشاركة الإيجابية لممثلي "جماعة الحوثي" (الشيعية) وممثلي "الحراك الجنوبي السلمي".
وجدد السفير الأميركي التزام بلاده بدعم مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، ومساندة الجهود المبذولة لإنجاحه، باعتباره "أهم إجراء في عملية انتقال السلطة في اليمن، المستندة إلى اتفاق المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية المزمنة، الموقعة أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2011، موضحًا أن الحكومة الأميركية خصصت 20 مليون دولار لدعم الحوار الوطني في اليمن، والإصلاحات الدستورية، والانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في شباط/فبراير المقبل.
وحذر فايرستاين من أي محاولات لإعاقة عملية انتقال السلطة في اليمن، مؤكدًا أن "المجتمع الدولي لن يتردد في إتخاذ الإجراءات الرادعة ضد من يسعون إلى تقويض جهود العملية الانتقالية"، مبديًا تفاؤله بأن الذين قاطعوا الحوار سينضمون إليه لاحقًا"، في إشارة منه إلى قيادات جنوبية مُعارضة تقيم في الخارج.
وأكد سفير واشنطن لدى صنعاء أن "رعاة العملية الانتقالية في اليمن (مجموعة العشر) ملتزمون بالجدول الزمني للعملية الانتقالية، وأن الحديث عن التمديد لرئاسة هادي أمر مبكر وسابق لأوانه حتى الآن"، إلا أنه لم يستبعد أن تناقش الفكرة للاتفاق بشأنها، في حال لم يتم الانتهاء من خطوات نقل السلطة في الموعد المحدد".
وتنتهي مدة رئاسة هادي الانتقالية في شباط/فبراير 2014، حيث من المفترض أن تجرى انتخابات عامة، بموجب الدستور الجديد، الذي سيتوافق على كتابته أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، المنعقد حاليًا في صنعاء، وسط مخاوف من تحديات تقف دون إنجاز القضايا المطروحة للنقاش على طاولة الحوار، وفي مقدمتها ما يتعلق بشكل الدولة، والعلاقة بين شمال اليمن وجنوبه، بالإضافة إلى مستقبل المتمردين الشيعة في الشمال.
كما أشاد فايرستاين بجهود الرئيس هادي في عملية هيكلة الجيش، معبرًا عن تطلع بلاده إلى استكمالها، مشيرًا "إلى أن فريق الخبراء العسكريين الأميركيين، المشارك في تقديم الاستشارات الفنية، بشأن هيكلة المؤسسة العسكرية اليمنية، عاد أخيرًا إلى صنعاء، وأنه يواصل لقاءاته مع قيادة وزارة الدفاع اليمنية، ورئاسة هيئة الأركان، لاستكمال عملية الهيكلة".
وفي سياق متصل، أنهى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر مشاورات غير معلنة، خلال اليومين الماضيين، مع قيادات في المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج، في مساع منه لإقناعهم بالالتحاق بركب الحوار الوطني.
وكشفت مصادر مطلعة في دبي لوسائل إعلام محلية يمنية، أن المشاورات التي حضرها كل من رئيس وزراء اليمن الأسبق حيدر العطاس، والقياديان الجنوبيان سالم صالح محمد، وعبد الرحمن الجفري، أفضت إلى الاتفاق على تنسيق لقاء مرتقب يضم القيادات الجنوبية اليمنية في الداخل والخارج، برعاية من الأمم المتحدة، لتوحيد وجهات نظرهم بشأن مستقبل اليمن".
أرسل تعليقك