تَجَدُّد المواجهات بين بوليساريو الداخل والأمن المغربي في مدن الصحراء
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

مُحَلِّل سياسي يؤكد أنه لولا الجزائر التي تدعمهم لما وقع ما وقع

تَجَدُّد المواجهات بين "بوليساريو الداخل" والأمن المغربي في مدن الصحراء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تَجَدُّد المواجهات بين "بوليساريو الداخل" والأمن المغربي في مدن الصحراء

مواجهات بين عناصر جبهة "البوليساريو" وقوات حفظ الأمن المغربي

الرباط ـ رضوان مبشور   عادت أجواء التوتر والاحتقان إلى شوارع مدينة العيون، إثر تجدد ال في مدن العيون والسمارة وبوجدور في الصحراء المتنازع عليها بين المغرب و"البوليساريو" منذ خروج الاستعمار الإسباني منها عام 1975.   وتزامنت هذه الأجواء المشحونة مع وصول وفد صحافي من دول الاتحاد الأوروبي للوقوف على حقيقة الأوضاع في المنطقة التي توترت بعد سحب الولايات المتحدة الأميركية لمقترحها الداعي إلى توسيع مهمة بعثة "المينورسو" في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو المقترح الذي رفضه المغرب باعتباره يمس بسيادته على أراضيه، ونجح في إقناع سلطات واشنطن في سحب مقترحها المقدم إلى أعضاء ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الصحراء قبل 48 ساعة من التصويت عليه.
   وخرجت مسيرات حاشدة الاثنين في شوارع مدينة العيون وصفتها مصادر "العرب اليوم" بكونها أكبر مسيرة مؤيدة لأطروحة الانفصال في تاريخ نزاع الصحراء، حيث ضمت أزيد من 500 متظاهر، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المسيرات الداعية للانفصال في شوارع مدينة العيون التي تسيطر عليها السلطات المغربية، منذ العام 1975.
   وأضافت مصادر "العرب اليوم" أن المسيرات رغم أنها بدأت بشكل سلمي إلا أنها عرفت في مراحلها الأخيرة مناوشات عدة بين المحتجين وقوات حفظ الأمن، مما أسفر عن إصابة 30 عنصراً من قوات التدخل السريع بجروح متفاوتة الخطورة، مما استدعى نقلهم إلى المستشفى العسكري في العيون لتلقي العلاج.
   وأردفت المصادر أن بعض المراهقين الذين تم تجنيدهم من طرف عناصر "البوليساريو" قاموا برشق عناصر الأمن المغربي بالحجارة والزجاجات الحارقة من فوق أسطح المنازل، كما عمدوا إلى توزيع نداءات واستدعاءات مكتوبة لتنظيم مسيرات حاشدة لتأجيج الأوضاع في المدينة، مسخرين الإمكانيات المادية واللوجستية جميعها لحشد أعداد مهمة من المراهقين والقاصرين والنساء للمشاركة في هذه المسيرات، وإثارة انتباه الوفد الصحافي الأجنبي الذي يتكون من 8 صحافيين من وسائل إعلام غربية مختلفة.
   وقال مصدر أمني لـ"العرب اليوم" إن "الانفصاليين بمجرد ما بلغ إلى علمهم أن هذا الوفد الصحافي الأوروبي، يعقد لقاءً مع والي جهة العيون ومجموعة من أعيان وشيوخ الصحراء، حتى توجهوا في مسيرات نحو مقر ولاية العيون، وهم يرددون شعارات انفصالية ويحملون أعلام جبهة البوليساريو".
   وأضافت المصادر نفسها أن عناصر الأمن المغربي "تعاملت مع الوضع بكل احترافية وضبط للنفس، رغم المحاولات المتكررة من المتظاهرين لاستفزاز عناصر القوات من أجل استدراجهم للمواجهة". وبمجرد خروج الوفد الصحافي الأوروبي، وتوجهه إلى منزل زعيمة "انفصاليي الداخل" في العيون أميناتو حيدار، عمد المتظاهرون إلى إغلاق بعض الشوارع وعرقلة عملية السير والجولان في المدينة، وهو ما دفع بعناصر الأمن إلى التدخل السريع لتحرير الشارع العام، بعدما عمد المتظاهرون إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة عن طريق الرشق العشوائي بالحجارة.
   وذكرت مصادر عليمة لـ"العرب اليوم" من مدينة العيون، أن قادة "بوليساريو الداخل" منحوا أموالاً للأطفال والنساء من أجل استعمالهم دروعاً بشرية أثناء دخولهم في مواجهات قوات الأمن، إذ تراوحت المبالغ الممنوحة للمتظاهرين مابين 100 و 1000 درهم (12.5 و 125 دولاراً)، تمنح للمتظاهر حسب الدور الذي يقوم به أثناء التظاهر.
   وقال المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكدال في الرباط تاج الدين الحسيني في تعليقه على ما يحدث بالعيون إنه "لولا الجزائر التي تدعم البوليساريو، لما وقع ما وقع"، مضيفا أن "هذه الاحتجاجات تجاوزت التذمر من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن هذه المؤامرة تحاك ضد المغرب من طرف جهات خارجية، لأنها تعلم أنها الوسيلة الوحيدة لزعزعة استقرار الصحراء"، وأردف أن "هؤلاء المحتجين ليسوا صحراويين، بل هم أفارقة نزحوا من شمال أفريقيا، وهم مراهقون لهم سوابق جنائية، نازحون من كلميم وباقي الأقاليم الجنوبية للمغرب"، مُحذراً في الوقت ذاته وزارة الداخلية المغربية في التعامل مع مثل هذه الأحداث.
   وعن دواعي هذه الأحداث التي تعرفها مدينة العيون، قال تاج الدين الحسيني إنها "جاءت كرد فعل عن الصدمة التي تلقتها جبهة "البوليساريو"، وبالتالي لم تجد أمامها من حل، سوى الخروج في وقفات غير سلمية، ومن ثم فإن بعض انفصاليي الداخل عمدوا بشكل مخطط إلى احتلال الشارع العام، وشرعوا في رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة".
   وحذر تاج الدين الدولة المغربية من استفزازات جارتها الشرقية الجزائر، ونبه إلى ضرورة "ألا ننسى أن الجزائر كانت تبحث عن إمكانية إعطاء جبهة البوليساريو صفة عضو ملاحظ في الأمم المتحدة وهم يسيرون في هذا الاستنزاف بالوسائل كلها".
   وعن إمكانية العودة مجدداً إلى حمل السلاح أوضح أن"التهديد بالسلاح مستمر منذ مدة، وإن رفعت البوليساريو السلاح، فهذا يعني أن الجزائر تسعى إلى الحرب، فلا يعقل أن تكون الجزائر هي المستضيفة لـ"البوليساريو" فوق أراضيها، وهي الداعمة لها عسكرياً واستراتيجياً، وهي التي وقعت اتفاقية مع المغرب في إطار اتحاد المغرب العربي تمنع على كل طرف أن يستعمل ترابه الإقليمي لتهديد دولة أخرى، كما أن تسلح الجزائر في الأعوام الأخيرة فاق التصورات كلها".
وختم تاج الدين الحسيني بقوله إن "الكرة الآن توجد في ملعب الجزائر، إما أن تقرر الاستمرار في السلام، أو أن تعلن الحرب، وستكون هي من تتحمل المسؤولية التاريخية في كل ما ستقوم به".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تَجَدُّد المواجهات بين بوليساريو الداخل والأمن المغربي في مدن الصحراء تَجَدُّد المواجهات بين بوليساريو الداخل والأمن المغربي في مدن الصحراء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon