رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري
بيروت ـ جورج شاهين
جدد الرئيس سعد الحريري "القسم على الوفاء لمبادئ إنتفاضة الإستقلال، والتمسك بخط الإعتدال الوطني، وبذل المستحيل، في سبيل حماية وحدة لبنان، وسلامة العيش الواحد بين كل أبنائه". وشن هجوما عنيفا على حزب السلاح ما يعني "حزب الله" محملا إياه مسؤولية حماية القتلة في وقت جدد فيه التأكيد والهران على
المحكمة الدولية من اجل محاكمة عادلة.
جاء ذلك في الكلمة التي القاها مساء الخميس في الإحتفال المركزي الذي اقيم في " البيال " في وسط بيروت في الذكرى الثامنة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء بحضور سياسي غاب عنه الأقطاب الموارنة في 14 ىذار الرئيس امين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وتصدر الحضور رئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة وحشد نيابي وسياسي وحزبي ودبلوماسي وامني وقضائي وشعبي من مختلف مناطق لبنان
وأكد الحريري في الذكرى الثامنة لهذه الشهادة، أن "14 آذار تاريخ وطن لن يموت، لا تفرطوا بها ولا تتراجعوا ولا تسلموا لبنان لتجار الطائفية والفساد والممانعة. هم حاولوا بكل الوسائل القضاء على 14 آذار، بالسياسة، بالارهاب، بالمال، بالسلاح، ولم ينجحوا. نصبوا الافخاخ واغتالوا القيادات وفجروا الاحياء واثاروا النعرات، ولكنهم لم ينجحوا، ولن ينجحوا. فدماء رفيق الحريري وشهداء 14 آذار اقوى من احزاب السلاح ومخططات الاسد والمملوك لتخريب لبنان".
وقال: "سأكون الى جانبكم في معركة الإنتخابات المقبلة، مهما كان القانون، ومهما كانت التحديات واشتدت المخاطر، على أساس مشروع وطني سياسي يرفض التفريط بالدولة لحساب مشاريع الهيمنة والإقتسام الطائفي".
وشدد "على الثوابت، التي سبق وأعلنتها في شأن قانون الإنتخاب، والأهم من ذلك في شأن تصحيح المسار الوطني والدستوري، الذي يكفل إنقاذ الوفاق الوطني من الضياع، وتثبيت اركان العيش المشترك على أسس متينة".
وأشار الحريري الى أنه "انطلاقاً من اتفاق "الطائف" بادرنا الى تقديم إقتراحات، تقضي بإجراء تعديلات دستورية، تشمل تعليق إلغاء الطائفية السياسية، وتسهيل إنشاء مجلس للشيوخ، والمباشرة بإعتماد اللامركزية الموسعة، وإعتبار إعلان بعبدا بشأن حياد لبنان جزءاً لا يتجزأ من مقدمة الدستور".
من جهة أخرى، أشار الحريري الى أن "السلاح غير الشرعي، مصنع يومي لإنتاج النزاع الأهلي والفتن بين المذاهب، ولإنتاج الجزر الأمنية، والجريمة المنظمة وغير المنظمة، والإرهاب، وشبيحة الأحياء، ومخالفة القوانين، والخطف، والفساد، واللصوصية، والتهريب والإستقواء على الدولة".
ولفت الى أن "ترسانة "حزب الله" تفوق بأهميتها ترسانة الدولة اللبنانية. وهو يزود ما يُسمّى سرايا المقاومة بالسلاح والمال، وهي موجودة عملياً في طرابلس وعكار والمنية والضنية وزغرتا والبترون والكورة وكسروان وجبيل والمتن وبعبدا وعاليه والشوف وصيدا، اضافةً الى بيروت والضاحية وكل الجنوب والبقاع".
وقال: "حزب الله، يرفض الإعتراف بهذا الواقع، ويتمسك بمعادلة " كل السياسات في خدمة السلاح. هو مستعد لتقديم التنازل رشوة وزارية لرئيس الحكومة على حساب حصة الحزب، لقاء ان تتشكل حكومة لا تقترب من موضوع السلاح. وهو مستعد أيضاً، لمجاراة حليفه ميشال عون بقانون اللقاء الأرثوذوكسي للإنتخابات، ليضمن بقاء البرلمان تحت سقف السلاح. وهو مستعد لأن يمرّر تمويل المحكمة الدولية في الحكومة، ويتناسى لوليد جنبلاط حملاته السابقة وموقفه المتشدد من نظام الاسد ودور ايران في قمع الشعب السوري، لقاء ان يبقى السلاح بعيداً خارج التداول".
وسأل الحريري "هل يعقل أن يمنع "حزب الله" حتى اليوم، تسليم المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟ هل يعقل، ان نسلِّم، قدرنا بالعيش معاً، في المدينة الواحدة، والحي الواحد، والبيت الواحد لمشروع حزبي يرفض ان تكون الدولة، هي المرجع لكل المواطنين؟ وهل يعقل بعد كل التجارب المريرة التي شهدها لبنان، ان يصر "حزب الله" على جر لبنان، والشيعة خصوصاً، للدوران في نفس الحلقات المفرغة".
الى ذلك، أكد الحريري أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط حتماً، وسقوطه سيكون مدوياً في سوريا، وكل العالم العربي، وكل الدنيا. لكن هذا السقوط، لن يكون وسيلة لتكرار تجارب الاستقواء بين اللبنانيين من جديد. إن هذه التجارب يجب أن تتوقف عند الجميع إلى الأبد"، منادياً بتقديم التنازلات
لدولة لبنان، للشرعية الدستورية، للقانون، للعدالة، للمؤسسات العسكرية والأمنية للعيش المشترك ولرسالة لبنان".
وأشار الحريري الى "أننا قدَّمنا مبادرة، ولكن مشروعنا لن يقف عند هذه المبادرة. ونحن نعلم الأخطاء التي وقعنا فيها، ولن نسمح بتكرارها، بل سنعمل على إصلاحها، أخطاؤنا نعرفها ولن نكررها بل سنصلحها".
ورأى الحريري أن "كل لبناني يستطيع أن يرى أن المشكلة هي إن هناك دويلة تأكل الدولة، تأكل مؤسساتها ونظمها، تأكل المرفأ والمطار والدواء والطعام والمازوت والجامعة والكهرباء والاتصالات. اليوم كل لبناني قادر على أن يرى أن المشكلة ليست في خطأ قاتل وقع في عرسال، المشكلة هي في سلاح قاتل منتشر في كل لبنان، لأن هناك دويلة أقوى من الدولة. كل لبناني يتذكر أن رفيق الحريري كان حلمه هو نفس حلم كل لبناني من كل طائفة وكل منطقة وكل مكان".
وتوجه الحريري الى لكل لبناني ولكل لبنانية بالقول "نحن مع كل اللبنانيين، سنحوِّل الحلم إلى حقيقة. والخطوة الأولى هي الانتخابات النيابية، التي سنخوضها معا، كلنا سويا، مع حلفائنا في 14 آذار، مع اللبنانيين المؤمنين بالدولة المدنية من كل الطوائف والمذاهب، المؤمنين بلبنان السيد الحر المستقل الموحد الديموقراطي الناجح".
وكان الإحتفال بدأ بالنشيد الوطني، فدقيقة صمت عن روح الشهيد قدم عريف الحفل زياد عيتاني الذي قال إنه في الـ14 من شباط 2005 "انطفأ القمر وتهاوت النجوم وتوقف الزمان، احتشد الظلام وخيمت الاشجان والاحزان، في ذلك اليوم استشهد رفيق الحريري لأجل لبنان، اجلالا لروح الرئيس الشهيد وسائر الشهداء الوقوف دقيقة صمت".
واستهل الإحتفال بكلمة نازك رفيق الحريري التي وجهتها أمس وقالت فيها: "أيها الأحبة، طوينا من عمر الفراق ثمانية أعوام، ودربا من المخاطر والتحديات. فقدنا أحباء وتقاسمنا دمع الغياب وتشاركنا الألم والأمل في آن واحد . ثمانية أعوام منذ استشهادك يا رفيق عمري ودربي، نعم ثمانية أعوام مرت طويلة ومحفوفة بالتجارب والمحن المريرة والقاسية".
وأضافت "اليوم، ترجع بي الذاكرة إلى ذاك الحلم الكبير الذي ولد بيننا قبل موعد الشهادة، في قلب الرجل الذي آمن بالله سبحانه وتعالى وأيقن بقدرة لبنان وبإرادة شعبه. لم يبق الحلم آنذاك مشهدا على ورق، ولكنه تحول إلى عملية إعادة إحياء للوطن، قلبا وقالبا، وإلى مسيرة وطنية وإنسانية أراد لها شهيدنا الكبير أن تكون الهدف الـمشترك بين جميع اللبنانيين واللبنانيات".
وأكدت ان "هكذا سلك لبنان طريقه إلى المجد، ليعود وطنا للمحبة والسلام وللإبداع بكل أشكاله. وهكذا دون شعب لبنان أسطورة نجاح في تاريخ الأمم، من خلال تحمل مسؤولياته الوطنية، كما أكد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أحد خطاباته: "ليس الوقت وقت التهرب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئة دون فئة. نحن جميعا مسؤولون، كل في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير. ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقا مستقبليا".
تابعت: "نحن اليوم على عتبة عهد جديد من التحولات التي تجري في منطقتنا وفي العالـم أكمل. وجميعنا يريد أن يبقى لبنان القلب النابض، وأن يواصل التجربة الناجحة في الإعمار والإنماء التي حققها بقيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبــتعاون أهلـه وتضحياتهم. فدعونا نستثمر سر نجاحنا ونعزز جوهر الحياة في وطننا، في هذا البلد الرسالة، فقيام الدولة والسيادة لا يكون إلا بالحوار والنقاش والدراسة وتطوير الرؤى والتعاون والعيش المشترك وحماية المحكمة الدولية".
واسترسلت: "بيدنا نبني مستقبلنا مع سائر الأمم. وعناصر النجاح واضحة ومتوفرة.دعونا نجعل التجاذبات رؤى نتعاون على تحقيقها وتطويرها، لنبني لشعبنا الحبيب وطنا حرا سيدا مستقلا في أرض لبنان".
وختمت بالقول "آخر الكلام، دعاء نرفعه للمولى عز وجل أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب، وأن تنجلي الحقيقة وتتحقق العدالة من أجل روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء الوطن الأبرار.أللهم ألف بين قلوبنا، واجمعنا على الخير والـمحبة، وأنعم علينا بدوام الأمل والأمن والسلام. وإلى لقاء قريب إن شاء الله".
وتحدث في الإحتفال منسق الامانة العامة لـ "14 اذار" فارس سعيد الذي قال ان "لبنان في خطر لأن من يتولى السلطة اليوم لم يتعلم من الماضي ويحاول ربطه بنظام البعث الأسدي بعدما ربطه في الماضي بنظام البعث مع صدام".
ورأى ان "لبنان في خطر بسبب الإنهيار المتسارع لدولته وعجزها عن تطبيق القانون وتوفير الأمن للمواطن فحولت لبنان إلى ما يشبه الدولة الفاشلة".
وطالب بإعادة الاعتبار لإتفاق الطائف نصاً وروحا"، معلنا" ان اليد ممدودة لاصحاب النوايا الطيبة لاعادة الاعتبار للدولة".
ودعا "الى وضع حد للفتنة المذهبية التي تهدد لبنان كما العالم العربي وإلى بناء شبكة امان تحول ضمن تجديد مآسي الماضي وذلك عن طريق وضع حد لسياسة الاختزال".
واضاف "علمتنا التجربة منذ اغتيال الحريري أننا قادرون على نقل الجبال إذا توحدنا ونحن قادرون ومصممون على حمل الأمانة"، متابعا "يجب إعادة الاعتبار إلى السياسة وتحويل "14 آذار" الى كتلة سياسية عابرة للطوائف لتحديث العمل السياسي وتفعيله".
كما القيت في الإحتفال كلمات منها فحص بإسم "المجتمع المدني" لمصطفى فحص نجل العلامة الشيعي البارز في معارضته لتوجهات الثنائي امل وحزب الله السيد هاني فحص قال فيها: "في أواخر التسعينيات كنت طالبا في معهد العلاقات الدولية في موسكو، وزارنا الرئيس رفيق الحريري، ومن عادتهم هناك أن يكون الاهتمام بالزائر موازيا لحجم بلده. إلا ان زيارة الرئيس الحريري عدلت هذا العرف. وبدا أن الاهتمام بلبنان نابع من الاهتمام بحجم الزائر".
أضاف: "صاحب مقولة "ما حدا أكبر من بلده" عز عليه هذا التعديل، وأظن أنه شكل له تحديا إضافيا كي ينطلق منه ليقنع العالم أن إعمار لبنان وبناء دولته وجعله أمثولة عربية واقليمية، مع كل ما يلزم من تفاهمات دولية، يجعل الاهتمام باللبنانيين أينما ذهبوا موازيا لحجم بلدهم".
ورأى أن "كل الشعوب العربية، هي المعادل التاريخي لارادة الله، ومكره بالماكرين، وهي التي تعرف مواعيد الفصول، و تزهر في الربيع شهادة، كما يزهر الشجر نورا. وكما يحتاج الورد الى شوك يحرسه، تحتاج الثورة الى من يحرسها، من كل أعدائها وبعض أصدقائها، وأخطاء الثوار الذين يخطئون، وجل من لا يخطئ".
وختم فحص قوله "رفيق الحريري يدك المضرجة بدمك دمنا، دم لبنان، هي أيدينا التي تدق باب الحرية في عواصم الربيع العربي، وكلما أغلق باب، فتح الشعب للحرية أبوابا".
وعرض فيلم وثائقي تحية ل"شهداء ثورة الأرز" تضمن مقتطفات لكل من الرئيس رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيارالجميل، وليدعيدو، انطوان غانم، وسام عيد ووسام الحسن.
وروى خالد الحاج وروبي صعب من قطاع الشباب في "تيار المستقبل" قصة "الحلم"، وتحدثا عن الرئيس الشهيد وانجازاته، وأكدا أن رفيق الحريري "اعطى الأمل بوطن". كما أكدا ان ما زرعه فيهما باق، وان أملهما بالغد لا زال كبيرا، وهو "أمل ان يكون لبنان الحلم ما زال موجودا، 14 شباط البعض يراها ذكرى، والبعض يراها تاريخ، ونحن نراها أمل ومصدر قوة ليكون غدا أحلى".
وكان رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري قد اكد فى وقت سابق اليوم أنه "سيكون الى جانب 14 آذار في معركة الانتخابات المقبلة مهما كان القانون ومهما كانت التحديات والمخاطر على اساس مشروع وطني سياسي يرفض التفريط بالدولة على حساب مشاريع الهيمنة والانقسام الطائفي".
وفي كلمة متلفزة في الذكرى الثامنة لإغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في البيال، أكد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري على "الثوابت التي سبق واعلنها حول قانون الانتخاب"، مقرا "بوجود مأزق تعانيه الحياة الوطنية اللبنانية وهو مأزق يريد البعض ان يختزله بقانون الانتخاب فيما نراه تعبيرا عن خلل اصاب المثلث الذهبي الذي يجب ان ترتكز إليه دولة لبنان وهو العيش المشترك والحياد الايجابي وحصرية السلطة".
كما اكد ان حصرية السلطة في يد الدولة اللبنانية وقال "أننا من هنا بادرنا انطلاقا من اتفاق الطائف الى تقديم اقتراحات واضحة تقضي باجراء تعديلات دستورية تؤدي لالغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس شيوخ واعتبار اعلان بعبدا بشأن حياد لبنان جزءا من مقدمة الدستور، اما حصرية السلطة في يد الدولة اللبنانية ومؤسساتها فهي بيت القصيد في كلمتي اليوم".
ولفت الحريري إلى أن "مشكلة السلاح غير الشرعي في لبنان، بكل وظائفه الاقليمية والداخلية والطائفية والعائلية والجهادية والتكفيرية، هي ام المشاكل في لبنان، وكل اللبنانيين يعرفون ان السلاح غير الشرعي مصنع يومي لانتاج النزاع الاهلي والفتن بين المذاهب ولانتاج الجزر الامنية والجريمة المنظمة والارهاب وشبيحة الاحياء ومخالفة القوانين والفساد واللصوصية والاستقواء على الدولة".
واشار إلى أن "كل اللبنانيين يعرفون ان "حزب الله" يمتلك ترسانة من الاسلحة الصاروخية والثقيلة والخفيفة يقال انها تفوق ترسانة الدولة، وسراي "حزب الله" موجودة عمليا في طرابلس وعكار والمنية والضنية وزغرتا والكورة وكسروان وجبيل والمتن وبعبدا وعاليه والشوف اضافة الى بيروت وكل الجنوب والبقاع، وفي المقابل هناك فتات من السلاح بأيدي تنظميات وفصائل لبنانية وفلسطينية خارجة عن القانون ولجأت الى هذا الخيار بذريعة الدفاع عن النفس في ظل ترسانة "حزب الله" وسرايا "حزب الله"، قائلا: "هذا هو الخطر الاكبر و"حزب الله" يرفض الاعتراف بهذا الامر".
ورأى الحريري أن "حزب الله مستعد لتقديم رشوة وزارية لرئيس الحكومة على حساب حصة الحزب، لقاء ان تتشكل حكومة لا تقترب من السلاح وهو مستعد لمجاراة حليفه رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بالقانون الارثوذكسي ليبقي البرلمان تحت سقف السلاح، وهو مستعد لأن يمرر تمويل المحكمة الدولية في الحكومة ويتناسى لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حملاته السابقة وموقفه من نظام الاسد لقاء ان يبقى السلاح خارج التداول".
وأعتبر أن " حزب الله" لا يستطيع ان يرى لبنان من دون المنظومة العسكرية والامنية التي بنتها ايران على مدى 30 سنة، وهنا يقع مأزق الدولة التي تتعايش مع الدولية فوق غابة من السلاح غير الشرعي، السلاح غير الشرعي من كل الطوائف والجهات، أي سلاح "حزب الله" وسلاح "فتح الاسلام" ومن هم على صورة "فتح الاسلام"، قائلا: " اعلم ان هذا الكلام لن يرضي فئة من اللبنانيين وهو بالاخص لن يرضي فئة كبيرة من الطائفة الشيعية التي تعتقد ان سلاح "حزب الله" قوة مضافة للطائفة ودورها، لكن هذه هي الحقيقة".
ولفت إلى ان "الصراحة تقتضي ان أنبه ان مخاطبتنا لـ"حزب الله" لا تستهدف ان تأخذ الطائفة الشيعية بجريرة هذا الحزب، لا نرى ان "حزب الله" هو الطائفة الشيعية"، مشيرا إلى أن "عمر الشيعة في لبنان اكثر من الف سنة اما "حزب الله" فحالة جاءت مع ايران منذ 30 سنة"، مؤكدا أن "ما من احد يمكن ان ينفي حقيقة ان "حزب الله" يتخذ من جمهور كبير في الطائفة الشيعية قاعدة لمشروعه الداخلي والاقليمي وهي الحقيقة المؤلمة التي اتمنى من الشيعة ان يفهموا خطورتها على الوحدة الاسلامية وعلى الوحدة اللبنانية مع يقيني ان فئة كبيرة تعرف هذا الامر وتتغاضى عنه"، مشددا على أن "مصير الشيعة هو من مصيرنا ومصير كل لبنان، وربما يكون "حزب الله" قد نجح في محو الثقافة التعددية للطائفة الشيعية، كما اجهز على التنوع السياسي فيها واتخذ من السلاح سبيلا للتهويل على الشركاء والاقربين، لكن هذا النجاح هو الوجه الآخر للفشل الذي حققه "حزب الله" على مستوى علاقة الشيعة مع المجموعات الاخرى".
وأشار الحريري إلى أن "المحكمة الدولية تتقدم والمجرمون سينالون العقاب عاجلا ام آجلا، ولكن هل يعقل ان يواصل "حزب الله" دفن رأسه في الرمال ويرفض ان يرى حال القلق والنفور والانقسام في الساحة الاسلامية بسبب رفض تسليم المتهمين وحالة الاستقواء على المحكمة الدولية؟"، متسائلا: "هل يعقل ان يمنع "حزب الله" حتى اليوم تسليم المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟ وهل يعقل ان نسلم المصير الواحد لحزب يرفض ان تكون الدولة المرجع لكل اللبنانيين؟ هل يعقل ان يصر "حزب الله" والشيعة للدوران في نفس الحلقات المفرغة؟"، قائلا: "منذ 40 عاما ولبنان لم يتوقف عن الدوران في حلقات الخلاف الاهلي".
وشدد على أن "اي انكار لوجود وظيفة مباشرة لسلاح "حزب الله" في الحياة السياسية اللبنانية هو انكار لجوهر المشكلة، وعندما نطالب بايجاد حل وطني لهذه المشكلة نقصد بالفعل حلا وطنيا، وحلا لمصلحة كل الوطن وكل المجموعات وحمايتها، فالسلاح الذي يحمي الشيعي هو نفس السلاح الذي يحمي المسيحيين والسنة وكل اللبنانيين دون استثناء، والدولة وحدها هي الحل والجيش اللبناني هو وحده الجهة المؤتمنة على سلامة الوحدة الوطنية".
وقال الحريري: "لقد اعتاد المسلمون العقلاء ان يرددوا ان لا معنى لوجود لبنان دون المسيحيين وان هذا البلد وجد لتكون له رسالة مشتركة في هذا الشرق واقول انه لن يكون هناك معنى لبقاء لبنان دون المكون الاسلامي وان التكامل مع المكون المسيحي يجب ان يشكل حافزا لانهاء التشنج والكمائن المذهبية"، لافتا إلى أنه "يريد ان يبحث مع الاخوة في الطائفة الشيعية ومع عموم اللبنانيين عن مساحة اكبر للاعتدال وللحياد الايجابي الذي يحمي لبنان اي عن مساحة اوسع للعيش الوطني المشترك وللحياة المشتركة التي لا بديل عنها"، مؤكدا على أن "نظام الاسد سيسقط حتما، وسقوطه سيكون مدويا بإذن الله في سوريا وكل العالم العربي وكل الدنيا، لكن هذا السقوط لن يكون وسيلة لتكرار تجارب الاستقواء بين اللبنانيين من جديد".
وأشار إلى أن "هذه التجارب يجب ان تتوقف عند الجميع الى الابد لذلك انني لا انادي بأي تنازلات لـ14 آذار ولا لـ"تيار المستقبل" ولا لهذه الطائفة، بل انادي بتقديم التنازل لدولة لبنان والشرعية الدستورية والقانون والعدالة والمؤسسات العسكرية والامنية والعيش المشترك ورسالة لبنان"، لافتا إلى أنه "لدينا خارطة طريق للوصول الى دولة لبنان المدنية، ونحن تيار سياسي مدني معتدل وديمقراطي ولا احد سيجرنا الى موقع الطائفية او العنف او التطرف".
ولفت الحريري إلى "أننا قدمنا مبادرة لكن مشروعنا لا يقف عند هذه المبادرة ونعرف الاخطاء التي قمنا بها ولن نكررها وسنصححها، ومشروعنا هو ان نعطي الشباب والشابات حق الانتخاب بعمر 18 سنة، وأن نعطيهم ببلدان الانتشار حق استرجاع الجنسية اللبنانية، وإعطاء المرأة اللبنانية مواطنيتها الكاملة بما فيها الحق ان تعطي اولادها جنسيتها"، مضيفا: "مشروعنا ان نعيد لهذا البلد مكانته بين اخوانه العرب ومكانته على الخريطة الدولية، وان نجدد الامل عند كل البنانيين ونضع الوضع الاقتصادي والمعيشي على خط التحسن ونوقف الانهيار الذي يعاني منه كل اللبنانيين في كل المناطق".
وأكد أن "اليوم كل لبناني قادر ان يرى ان المشكلة ليس خطأ قاتلا في عرسال بل المشكلة سلاحا قاتلا منتشرا في عرسال بحجة وجود دويلة اقوى من الدولة"، لافتا إلى أنه "عندما اغتيل رفيق الحريري الكل تذكر كيف كانت حياة كل لبناني قبل دخول الحريري الى السياسة وبعدها واليوم الكل يمكنه ان يتذكر كيف كان وضعه منذ سنتين وكيف اصبح اليوم"، مشيرا إلى أن "كل لبناني يرى ان المشكلة هي ان هناك دويلة تأكل الدولة، والمرفأ والمطار والدواء والاكل والمازوت والجامعة والكهرباء والاتصالات"،
وأضاف: "حلم رفيق الحريري ان لا تبقى الدولة اللبنانية حلما عند اللبنانيين، واليوم في الذكرى الثامنة لاغتياله نقول لكل اللبنانيين لن يبقى هذا الحلم حلماً"، مؤكدا "أننا سنحوّل الحلم الى حقيقة والخطوة الاولى هي الانتخابات النيابية التي نخضوها مع بعضنا ومع حلفائنا في 14 آذار ومع اللبنانيين المؤمنين بالدولة المدنية وبلبنان السيد الحر المستقل الموحد الديمقراطي الناجح"، لافتا إلى أن "الخطوة الاولى لعودة الثقة والاستقرار والاستثمار والعيش الكريم والحياة الوطنية والامل هي الانتخابات، ونخوضها سويا لتغيير الوضع الحالي"،
واعتبر أن "14 آذار، هي تاريخ اكبر من كل الاحزاب، لا تفرطوا بها ولا تتراجعوا عن مبادئها ولا تسلموا لبنان لتجار الطائفية والفساد والممانعة"، قائلا: "هم حاولوا بكل الوسائل، بالسياسة والارهاب والقتل والمال والسلاح، القضاء على 14 آذار ولم ينجحوا، واغتالوا القيادات وفجروا الاحياء ولكنهم لم ينجحوا ولن ينجحوا"، مشددا على أن "دماء رفيق الحريري ودماء شهداء 14 آذار اقوى منهم جميعا، واقوى من احزاب السلاح ومن مخططات الرئيس السوري بشار الاسد واللواء السوري عادل مملوك لتخريب لبنان".
واضاف "كشفهم رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن فقتلوه، وقبل ذلك كشفهم وسام عيد وقتلوه".
ولفت إلى أن "انتفاضة الاستقلال كشفتهم فانهالوا عليها بسهام الانتقام لكن 14 آذار بقيت كالأرز عنوانا للكرامة الوطنية لا ينكسر"، مشددا على أن "شهداء 14 آذار من رفيق الحريري الى وسام الحسن لم يسقطوا في سبيل قوانين انتخاب ولا في سبيل كراسي للسلطة، فهؤلاء شهداء السيادة والحرية وليس شهداء النزاع على مغانم سياسية".
وذكّر الحريري بـ"القسم على الوفاء لمبادئ ثورة الاستقلال وبذل المستحيل لحماية العيش الواحد والتمسك بخط الاستقلال"، لافتا إلى أنه "حان وقت السؤال الكبير هل يبقى لبنان على حاله، مجرد ساحة مفتوحة لسباق الطوائف ام نواصل العمل للانتقال الى مجتمع وطني موحد تدار تحت سقفه الخلافات تحت شعار الدولة؟"، قائلا: "العيب ان تصبح الطائفة هي البديل للدولة او ان يتقدم الاحتكام للطائفة على الاحتكام للدولة في السياسة والادارة والقضاء والاقتصاد وحتى في اختيار انماط الحياة".
واشار إلى أنه "عندما اغتيل الحريري سقطت رايات الطوائف وارتفعت رايات لبنان وتمكن اللبنانيون من طرد قوات بشار الأسد"، معربا عن أسفه لأن "هناك من تستهويه لعبة تنكيس الاعلام اللبنانية واعادة رفع اعلام الطوائف ولكن علم لبنان سيبقى هو الأعلى ولبنان اولا سيبقى فوق الجميع
أرسل تعليقك