عامل إسرائيلية يعلم الطفل على كيفية وضع قناع غاز في محطة التوزيع في القدس الشرقية
دمشق، القدس المحتلة ـ جورج الشامي/ ناصر الأسعد
أعلنت دمشق استعدادها "شن هجوم مفاجئ" للانتقام من إسرائيل، ردًا على قصف جيش الاحتلال أحد المواقع السورية، فيما دانت روسيا وإيران التصرف الإسرائيلي، بينما حذَّرت الإدارة الأميركية النظام السوري من تهريب أسلحة إلى "حزب الله" تؤدي إلى "زعزعة استقرار المنطقة ". وقال السفير السوري في لبنان علي
عبد الكريم علي:" دمشق لديها الخيار والقدرة على شن هجمات مفاجئة، ردًا على القصف الإسرائيلي، والأمر الآن لدى الجهات ذات العلاقة لإعداد الزمان والمكان للعملية". وقدمت الخارجية السورية في وقت سابق، شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، فيما تعهدت تل أبيب، بمنع "حزب الله" اللبناني من "الحصول على صواريخ سورية"، وضمان "ألا يقع مخزون الأسلحة الكيميائية في أيدي المتطرفين الإسلاميين".
وتعرضت الهجمات الإسرائيلية على سورية، إلى انتقادات من جانب روسيا وإيران، وبعض الدول الأخرى التي اعتبرت القصف "انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة".
وأعربت روسيا عن "قلقها العميق" إزاء الهجمات، وقالت خارجيتها :"إذا تم التأكد من هذه المعلومات، يصبح الأمر هجمات على أهداف في أراضي دولة ذات سيادة، وهو فعل ينتهك ميثاق الأمم المتحدة وغير مقبول أيًا كانت دوافعه، ونحن نتخذ خطوات فورية لتوضيح الوضع بكل تفاصيله".
بدوره حذر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من أن الهجوم على مشارف دمشق سوف تكون لها عواقب وخيمة"، فيما "دانت الجامعة العربية أيضًا الهجوم"، وقال الأمين العام نبيل العربي :"هذا العدوان الإسرائيلي هو انتهاك واضح لأراضي دولة عربية ذات سيادة، وهو عمل ضد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي".
وقال مسؤولون سابقون في الأمن الإسرائيلي، إن "شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله، اضطرت تل أبيب إلى اتخاذ هذه الإجراءات"، مؤكدين أن "هذه الهجمات رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل مستعدة إلى التحرك إذا ما واجهت مخاطر".
وقال المدير العام السابق للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، العميد شولو بروم:"إن هجمات الأربعاء تشير إلى أن توقعات إسرائيل صدقت، وبدأ نقل النظم الروسية إلى حزب الله.. ولقد رأيت الآن معلومات عن ضربة مجمعة"، موضحًا:" كان الهدف مؤسسة على مقربة من دمشق حيث يجري تحميل الشاحنات بالأسلحة المتجهة إلى "حزب الله"، بينما كانت هناك قافلة بعيدة تعرضت إلى الهجوم".
بدوره، قال النائب في الكنيست الإسرائيلي تساحي هنغبي:" الغارات الجوية ليست كافية لمواجهة خطر (حزب الله)، الذي يحاول الحصول على أسلحة متطورة من سورية"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تُفضِّل أن يسيطر الكيان الغربي على نظم هذه الأسلحة، ولكن لأن العالم ليس مستعدًا الآن للقيام مرة أخرى بما حدث في ليبيا أو غيرها من الأماكن، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة معضلة لا تعرف كيفية الرد عليها".
في السياق ذاته، قال مدير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والمؤسسة البحثية" مايكل اليمان:"الحادث قد يكون أظهر أن دمشق تحصل على الأسلحة الأكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية من (حزب الله)، وإيران لمحاربة المتمردين"، بينما "توجه إسرائيل رسائل إلى إيران بأنها على استعداد لاتخاذ خطوات ضد طهران والنظام السوري الذي ينهار حاليًا".
أرسل تعليقك