محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش
آخر تحديث GMT11:49:30
 لبنان اليوم -

وسط نفي وزارة الدفاع البريطانية بوجود أي دليل منهجي على إدانتهم

محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش

معتقل عراقي في سجن المعاقل في البصرة عام 2004

 لندن ـ سليم كرم طالب فريق المحامين الممثل لمئات المعتقلين العراقيين السابقين، الثلاثاء من المحكمة العليا البريطانية، بـ "إجراء تحقيق عام وعلني بشأن المزاعم بشأن ارتكاب القوات البريطانية في العراق انتهاكات منهجية ومنظمة على نطاق واسع ضد المعتقلين من خلال التورط في أعمال وحشية مروعة وانتهاكات وترهيب". وقال فريق المحاماة المدافع عن عدد من العراقيين الذين سبق للجيش البريطاني اعتقالهم في العراق إن "اللجوء للقضاء وإجراء تحقيق، هو السبيل الوحيد لمنع الانتهاكات المنهجية المنظمة وأساليب التعذيب الوحشية في المستقبل".
وكان يشكو ما يزيد عن ألف سجين عراقي سابق من أنهم تعرضوا لإساءة المعاملة بصورة قاسية، بعد أن اعتقلتهم القوات البريطانية خلال فترة احتلالها لجنوب شرق البلاد على مدى خمس سنوات، بينما يقول آخرون من بينهم نساء وأطفال إنهم "تعرضوا لانتهاكات أثناء وجود ذويهم وأقاربهم من الرجال داخل المعتقلات البريطانية".
ويقول المحامي مايكل فوردهام إنه "آن الأوان لضرورة إجراء تحقيق عام في هذه القضايا الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات البريطانية في العراق خلال الفترة من العام 2003 وحتى 2008".
وأضاف فوردهام أن "الانتهاكات كانت منهجية ومنتظمة، وتشكل جزءًا من ثقافة وتدريبات القوات البريطانية"، وأكد أن "إجراء تحقيق عام ومستقل، هو السبيل الوحيد، ليس فقط لتحديد من هو المسؤول عن تلك الانتهاكات، وإنما هو أيضًا السبيل للحيلولة من دون تكرار ذلك في المستقبل".
وقال إن "الدولة في بريطانيا يمكن أن تخل بالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان، إذا لم تقم بوضع أنظمة واتخاذ إجراءات لمنع تكرار ذلك في المستقبل".
يذكر أن هذا الصراع القضائي قد امتد لأكثر من ثلاث سنوات بين فريق المحامين المدافع عن المعتقلين العراقيين وبين وزارة الدفاع البريطانية التي تحاول تجنب إجراء تحقيق عام في تلك القضايا.
وتنفي وزارة الدفاع البريطانية "وجود أي دليل على أن هذه الانتهاكات كانت منهجية"  وتؤكد أن "لجنة التحقيق التي سبق تشكيلها والمعروفة باسم هيئة المزاعم التاريخية في العراق، قادرة على كشف حقيقة ما حدث داخل معتقلاتها في العراق".
وقال متحدث باسم الوزارة إن "إجراء تحقيق عام سابق لآوانه، وغير مناسب، وسيستغرق وقتًا أطول مما استغرقته لجنة المزاعم التاريخية". وأضاف أن "الوزارة تنظر إلى الانتهاكات بجدية، وهو ما دفعها لتشكيل تلك اللجنة".
يذكر أن الكثير من الدعاوى الفردية التي حققت فيها لجنة المزاعم التاريخية، قد انتهت بسداد مبالغ تعويض. وخلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت الوزارة أنها "دفعت ما يقرب من 14 مليون جنيه لتسوية 205 دعاوى، إضافة إلى سداد 1.1 مليون جنيه إلى 22 مدعيًا آخر خلال الأسابيع الماضية". ويتم الآن التفاوض مع 180 آخرين من المعتقلين السابقين حول مبالغ التعويض. وهناك ما يقرب من 700 حالة أخرى في الطريق.
إلا أن فورد هام قال أمام المحكمة إن "لجنة الوزارة لم تكشف عن الأسلوب المنهجي المنتظم للانتهاكات"، كما اعترض المحامون كذلك على أن "اللجنة كانت تضم ضباطًا من الشرطة العسكرية الذين يخضعون لإدارة كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، وهو ما يتنافى مع قواعد الحيدة".
وتركز معظم الادعاءات في تلك القضايا على عمل فريق استجواب القوات المشتركة الذي يكتنفه الغموض، والذي يعمل تحت إدارة ثلاثة أفرع من الأجهزة العاملة في مركز الاعتقال القريب من البصرة، والذي سبق وأن تم وصفه في إحدى المحاكم البريطانية بأنه "سجن أبو غريب البريطاني".
وتشير تسجيلات فيديو إلى "أساليب الاستجواب التي عانى منها المعتقلون والتهديدات بالقتل والحرمان الحسي والحرمان من النوم والتجويع". وكان أحد حرس فريق الاستجواب قد أكد لصحيفة "الغارديان البريطانية" بأن "هذه الانتهاكات كانت تتم بصورة روتينية واعتيادية". وقد استمعت المحكمة إلى تسجيلات تكشف عن تلقي الحرس في السجن أوامر لإيقاظ المعتقلين كل 15 دقيقة، وهو الأسلوب المعروف باسم عملية اليقظة التامة.
كما تشير الادعاءات إلى "تعرض المعتقلين هناك للضرب والركوع على الركبة في أوضاع مؤلمة، واحتجازهم في زنزانة صغيرة لا تزيد مساحتها عن متر، كما تعرض البعض لصدمات كهربائية، بينما عانى البعض الآخر من إهانات جنسية على يد جنديات بريطانيات".
وكانت صحيفة الغارديان خلال العام 2010 قد كشفت في تقرير لها عن أن "هذا الفريق  كان يتدرب سرًا مع غيره من أفراد الجيش البريطاني بشأن أساليب الاستجواب المهينة والمسببة للإرباك والحيرة والإنهاك والقلق والخوف، من خلال برنامج تدريبي يعلم المتدربين على الاستعانة بأساليب التهديد والحرمان الحسي والإرغام على التعري وإبقائهم عراة كلما رفضوا الانصياع إلى أوامر المستجوبين، وذلك على نحو يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش محامو المعتقلين العراقيين يُطالبون بإجراء تحقيق مستقل في انتهاكات الجيش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon