مصر ترفض المحاولات الإيرانية وتضع أمامها العراقيل وسط مطالبات عربية بصدها
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

فيما تسعى طهران إلى مخاطبة ود القيادة و"الإخون" المسلمين

مصر ترفض المحاولات الإيرانية وتضع أمامها العراقيل وسط مطالبات عربية بصدها

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مصر ترفض المحاولات الإيرانية وتضع أمامها العراقيل وسط مطالبات عربية بصدها

الرئيس محمد مرسي ووزير الخارجية الإيراني على أكبر ونظيره المصري محمد كامل عمرو

لندن ـ سليم كرم يرى المحللون السياسيون أن "الحكومة الإيرانية كانت تتوقع بعد سقوط نظام حسني مبارك أن الفرصة باتت سانحة أمامها لاستعادة وتحسين علاقتها مع مصر، ولكن على ما يبدو أن الأمر أصعب مما كانت تتخيل طهران". وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "طهران أخطأت عندما وصفت ما يسمى بثورات الربيع العربي والانتفاضات التي شهدتها كل من مصر تونس بأنها "انتفاضة إسلامية". إلا ان هذه النظرة الإيرانية تفتقد إلى كثير من الدقة وذلك على الرغم من أن أحزابًا إسلامية هي من تتولى السلطة في كل من مصر وتونس الآن. لاسيما وأن إيران نفسها سبق وأن قامت بقمع انتفاضة للمعارضة العام 2009 ، كما أنها تستثني حليفتها سورية من هذه الانتفاضة الإسلامية، إذ تقوم بدعم نظام بشار الأسد في الوقت الذي تعارضه عمليًا دول خليجية مهمة، كما تنأي دول عربية أخرى بنفسها عنه. وفضلا عن ذلك، تراجعت الحكومة الإيرانية عن دعمها الحماسي للبحرين التي تطالب فيها الغالبية الشيعية النظام الملكي السني الحاكم للبلاد والذي يدعمه الغرب، بإصلاحات ديموقراطية".
وقد تصدرت سورية أجندة المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي خلال زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي. وقد وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الزيارة بأنها "خطوة تبشر بعهد جديد في تاريخ العلاقة بين البلدين"، وذلك على الرغم من عدم تطابق وجهات نظر الطرفين حول بشار الأسد، وقيام الرئيس المصري محمد مرسي بالمطالبة علنًا بمحاكمة الرئيس السوري بارتكاب جرائم.
وإذا ما ألقينا نظرة على تاريخ العلاقات بين البلدين، نجد أن هناك كمًا هائلًا من الأحداث التي تقف عائقًا أمام التقارب بين البلدين، فقد كانت مصر طوال سنوات حكم مبارك الثلاثين في حضن المعسكر الأميركي بصورة راسخة في الشرق الأوسط. أما إيران فقد انقطعت علاقاتها بمصر عندما قام الرئيس المصري الراحل أنور السادات بالتوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد العام 1978 مع إسرائيل، ثم قيامه بعد ذلك بتوفير المأوى والملاذ الآمن لشاه إيران السابق وعائلته. كما أن المصريين يتخذون موقفًا معاديًا من إيران بسبب موقفها المشين عندما قامت بتخليد ذكرى قاتل السادات العام 1981 بإطلاق اسمه الشهيد خالد الإسلامبولي على أحد شوارع طهران.
ومن بين المتغيرات التي شهدتها العلاقة بين البلدين بعد الثورة، رغبة الكثير من المصريين بمن فيهم الرافضن لاتفاقية السلام مع إسرائيل، في انتهاج سياسة خارجية مستقلة تسمح بإقامة علاقات طبيعية مع إيران. ومع ذلك، تظل مسألة العلاقة مع إيران مسألة حساسة.
وقد نفت الحكومة المصرية خلال الأسبوع الماضي نفيًا تامًا التقارير التي تقول إن "قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قد قام بزيارة القاهرة خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي لتقديم المشورة في مسائل أمنية". ويرى الكثير من المراقبين أن "هذا الادعاء المثير كان الهدف منه على ما يبدو تلطيخ سمعة الرئيس المصري الذي تضعه المعارضة المصرية في موقف دفاعي بسبب الدستور الجديد". ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الرواية لها علاقة باستبعاد وزير الداخلية أحمد جمال الدين من التشكيل الوزراي الجديد. وقد نفى قاسم سليماني نفسه تلك التقارير.
وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر عادة ما تلقي باللوم على جهات خارجية في المصاعب التي يواجهها مرسي، لكنه مما لا شك فيه أن مرسي يواجه عداء شديدًا في الداخل والخارج، ولاسيما من دولة الإمارات العربية التي ألقت القبض على 11 مصريًا بتهمة الاشتباه في ارتكابهم أعمالًا تخل بالأمن القومي الإماراتي.
ويقول قائد الشرطة في دبي ضاحي خلفان إن "التهديد الذي تشكله إيران يعادل التهديد التي يشكله الإخوان المسلمين". وأضاف في حديث له مع "صحيفة الشرق الأوسط" أن "كليهما يُصدر الثورة وأن ما يهدف إليه الإخوان المسلمين في الوقت الراهن هو تشويه سمعة حكام الخليج". إلا أن صحيفة "الغارديان" البريطانية "تستثني قطر التي منحت الحكومة المصرية أخيرًا قروضًا ومنحًا بقيمة 2.5 مليار دولار لوقف تدهور الجنيه المصري أمام الدولار".
ومع ذلك فإن قلق أصدقاء مصر من العرب الأكبر يأتي من إيران. ويقول الكاتب السعودي حمد الماجد إن "هناك فيروسًا في إقليم ملوث وأنه وينبغي على الحكومات الخليجية ووسائل إعلامها أن تعتمد على سياسة الرئيس مرسي في صد إيران وتقدمها نحو المنطقة وليس في التشكيك فيه".
والواقع أنه في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الإيراني يجتمع بالرئيس مرسي، كانت القاهرة تشهد حدثا يؤكد مدى محدودية الانفراجة في العلاقات المصرية الإيرانية. فقد كان هناك مؤتمر لإيرانيين من الأهواز عاصمة إقليم كوزيستان بشأن ما يُسمى بالاحتلال الفارسي للأراضي العربية والذي شارك فيه أحد أعوان مرسي، إضافة إلى الأزهر، وتشكو إيران من أن "هذا المؤتمر عمل سلفي متطرف تدعمه السعودية وقطر".
ومن المنتظر أن يقوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للقاهرة خلال شباط/فبرايرالمقبل لحضور مؤتمر القمة الإسلامية. كما تشير الصحيفة إلى "حضور مرسي بعد انتخابه مباشرة لمؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران ضد رغبة أميركا وإسرائيل"، ولكنه وصف دعم الانتفاضة السورية ضد الأسد بأنه "واجب أخلاقي".
ومن كل هذه المؤشرات، مازال الوقت طويلًا أمام اثنين من القوى المهمة في الشرق الأوسط، كي ينجحا في استئناف علاقات طبيعية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ترفض المحاولات الإيرانية وتضع أمامها العراقيل وسط مطالبات عربية بصدها مصر ترفض المحاولات الإيرانية وتضع أمامها العراقيل وسط مطالبات عربية بصدها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon