تشديد التدابير الأمنية في مدينة صنعاء
صنعاء ـ علي ربيع
لقي ثلاثة يمنيين، حتفهم، ظهر السبت، وجرح اثنان آخران، أثناء محاولة لاغتيال أحد ممثلي جماعة الحوثي "الشيعية" المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، أثناء تواجده، في أحد شوارع صنعاء على مقربة من مبنى السفارة الأميركية في صنعاء، فيما اعتبرت الجماعة الحادث محاولة لإفشال الحوار، وعملية ناجمة عن
التحريض المستمر ضد عناصرها.
وقال شهود عيان لـ"العرب اليوم" إن مسلحين مجهولين، كانوا على متن سيارة أجرة، أقدموا على إطلاق نار كثيف على سيارة ممثل جماعة الحوثي في الحوار عبد الواحد أبوراس، أثناء مروره ظهر السبت، من تقاطع شارع الجامعة العربية مع شارع "النصر" في العاصمة صنعاء، على بعد نحو 800 متر من مبنى السفارة الأميركية".
وأكد شهود العيان في حديثهم لـ"العرب اليوم" أن مطلقي النار كانوا يستقلون سيارة أجرة منزوعة الأرقام، لاذوا بالفرار على متنها قبل أن تصل قوات الأمن التي كانت تقيم نقطة تفتيش على بعد نحو 200 متر من مكان الحادث الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من مرافقي ممثل جماعة الحوثي وإصابة اثنين آخرين بجروح".
ويعد الحادث أول إخفاق للسلطات اليمنية التي عملت على نشر نحو 60 ألف جندي لتأمين المشاركين في فعاليات الحوار الوطني الذي كان بدأ أعماله الاثنين الماضي، بإشراف من الأمم المتحدة ودعم دولي في سياق تنفيذ أهم خطوات المرحلة الانتقالية التي يعيشها اليمن، وفقاً لخارطة الطريق الخليجية التي وافقت عليها الأطراف اليمنية في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2011، عقب اشتداد موجة العنف التي كانت رافقت الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت ضد الرئيس اليمني السابق.
إلى ذلك دان المشاركون في مؤتمر الحوار اليمني الحادث، وطالب نائب رئيس المؤتمر عبدالوهاب الآنسي الذي كان يرأس جلسات السبت، من على منصة المؤتمر، بسرعة التحقيق في الحادث، والكشف عن الجناة، معبراً عن "إدانة أعضاء مؤتمر الحوار لما أسماه"محاولة الاغتيال التي تعرض لها عضو المؤتمر أبوراس".
من جهتها، استنكرت جماعة الحوثي، في بيان لها، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، الحادثة ووصفتها بأنها "خطوة إجرامية خطيرة" مطالبة بإخلاء العاصمة صنعاء من "الميليشيات المسلحة"، و قالت إن الحادثة "تثبت مدى هيمنة القوى العسكرية التقليدية على العاصمة صنعاء، وسعيها لإفشال الحوار الوطني".
وحملت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم"أنصار الله" السلطات الأمنية المسؤولية، عن الحادث وأكدت أنه "لن يدفعهم سوى إلى المزيد من التمسك بخيار الشراكة الوطنية وتحقيق أهداف الثورة الشعبية السلمية"، معتبرةً أن محاولة اغتيال أبوراس التي أسفرت عن مقتل مرافقيه الثلاثة، سببها "التحريض المستمر ضد بعض مكونات الشعب اليمني"، في إشارة منها إلى أنصارها الذين يحكمون السيطرة على مناطق من شمال اليمن، ويتهمون بولائهم لأجندة إيران في المنطقة.
وذكر بيان الحوثيين أن قتلى الحادث هم "علي سعد المنصوري، وعبد الحكيم ناشر أبو عروق، وبكيل عبدالله عمير" وأن المصابين هما "محمد السياني، وعبد الله صواب".، مشيراً إلى أن الحادث يعبر، بحسب قوله، "عن رفض بعض القوى الغير راغبة في الحوار الوطني والتي لا تسعى إلى دولة يسودها النظام والقانون والعدالة والمساواة". في تلميح مبطن إلى قوى الأحزاب والجماعات السنية، التي يتصدرها حزب الإصلاح(الإخوان المسلمون) والجماعات السلفية.
ويشارك نحو 565 عضواً في الحوار اليمني القائم، يمثلون مختلف الأطراف والقوى السياسية، وسط مقاطعة من قبل فصيل في"الحراك الجنوبي" يطالب بالانفصال عن شمال اليمن، ويتزعمه من الخارج نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض.
وتتواصل جلسات الحوار اليمني، كما هو مقرر، ستة أشهر، وسط مخاوف وتكهنات بفشله، فيما سيتوزع المشاركون فيه إلى تسع فرق عمل، تناقش ملفات البلاد الشائكة المطروحة على طاولة الحوار، حيث من المفترض أن يتوصل الفرقاء اليمنييون في نهاية المطاف إلى وضع تصورات نهائية بشأن مستقبل الدولة في اليمن وشكلها، بالإضافة إلى التوافق على كتابة دستور جديد، يستفتى عليه شعبياً وتقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/ فبراير 2014، تنهي المرحلة الانتقالية.
أرسل تعليقك