الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يستقبل جون ماكين
صنعاء ـ علي ربيع
رحب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الثلاثاء، خلال استقباله في صنعاء عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين بقرار الولايات المتحدة الأميركية رفع القيود عن عودة السجناء اليمنيين في معتقل"غوانتانامو" مؤكداً أنه سيتم إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع بالتعاون مع واشنطن. ويأتي هذا في وقت تجددت
فيه هجمات المسلحين القبليين على خطوط نقل الطاقة وكابلات الألياف الضوئية في محافظة مأرب(شرق صنعاء) بعد يومين من تفويض هادي للسلطات المحلية وقوات الجيش والأمن بوضع حد للانفلات الأمني في البلاد.
ووصل عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون ماكين، الثلاثاء إلى صنعاء في زيارة وصفتها المصادر الحكومية بأنها من أجل "دعم ومساندة لليمن".وبحث معه الرئيس هادي خلال استقباله له والوفد المرافق له، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية"كيفية سير التسوية السياسية التاريخية بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة".
كما استعرض هادي طبيعة الأزمة في بلاده منذ نشوبها مطلع العام 2011 وأكد للسيناتور الاميركي "أن اليمنيين غلبوا الحكمة والمصلحة الوطنية العليا من خلال الحلول السلمية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب". كما تطرق إلى جهود بلاده في محاربة تنظيم"القاعدة" الذي كان سيطر على مناطق من أبين وشبوة (جنوب اليمن) في عام2011 قبل أن يتمكن الجيش من طرده منتصف العام الماضي.
وقال هادي " إن قوة من الجيش انتدبت لضرب وطرد "القاعدة "من أبين وشبوة ضمن عملية أطلق عليها" السيوف الذهبية" مؤكداً أن هزيمة التنظيم تلك ستمثل "بداية النهاية لإنهائها من جزيرة العرب" .
وبخصوص رفع واشنطن القيود عن عودة المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو" رحب الرئيس اليمني بهذه الخطوة وأكد أنه "سيتم العمل على إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع وبذل كل الجهود من أجل ذلك وبتعاون مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية".
من جهته عبر السيناتور جون ماكين عن تقديره "لجهود هادي الاستثنائية"، وقال"إن اليمن قد اتخذ الخيار السلمي بصورة نموذجية يحتذى بها وتعتبر الأفضل في منطقه الشرق الأوسط مؤكدا استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لجهود هادي".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قرر الخميس، رفع القيود عن عودة المعتقلين في "غوانتانامو" إلى بلدانهم، البالغ عددهم 166 ومن بينهم نحو 84 معتقلاً يمنياً، في سياق خطة أوباما لإغلاق المعتقل، إثر تزايد الضغوط على حكومته، خاصة بعد إضراب نحو 100 معتقل عن الطعام، واللجوء إلى إطعامهم بالقوة".
على صعيد آخر، تجددت، مساء الاثنين، هجمات مسلحي القبائل في مأرب(شرق صنعاء) على خطوط نقل الطاقة الرئيسية القادمة من محطة التوليد الغازية في صافر، ما أدى إلى انقطاع كلي للكهرباء عن صنعاء ومدن أخرى، كما طاولت الهجمات كابلات الألياف الضوئية في مأرب وشبوة والجوف، ما أدى إلى تعطل خدمة الانترنت جزئياً في عدد من مناطق اليمن".
وأكد مصادر حكومية يمنية، أن مسلحين قاموا مساء أمس(الاثنين) بالاعتداء على خطوط نقل الطاقة في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم المحافظات اليمنية".
وكانت السلطات اليمنية تمكنت قبل يومين، من إعادة التيار الكهربائي بعد إصلاح الأضرار التي تعرض لها أنبوب تصدير النفط، وخطوط نقل الطاقة بفعل هجمات سابقة، في مأرب ونهم(شرق صنعاء) في حين أمر الرئيس هادي، قبل يومين السلطات المحلية وقادة الجيش والأمن الصلاحيات الكاملة لمنع تكرر هذه الهجمات وملاحقة مرتكبيها، ووضع حد للانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد.
ويعيش اليمن في ظل عملية انتقالية سياسية تتزايد خلالها الاضطرابات الأمنية والهجمات القبلية المتكررة على المصالح الحيوية لعدم تلبية الحكومة لمطالب لهم، وفي غضون ذلك تتواصل فعاليات الجولة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد منذ 18 آذار/مارس، في صنعاء، ضمن خطوات نقل السلطة برعاية دولية وإشراف من الأمم المتحدة، ويعول على مخرجاته في وضع حد لمشكلات البلاد وكتابة دستور جديد يستفتى عليه نهاية العام الجاري، تمهيداً لانتخابات عامة في شباط/فبراير تنهي العامين الانتقاليين اللذين أعقبا تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة.
أرسل تعليقك