مدينة سيدي إفني في المغرب
الرباط ـ رضوان مبشور
عاد الهدوء إلى شوارع ، عقب المواجهات الساخنة بين قوات الأمن العام، ومجموعة من شباب المدينة الغاضب على إقدام عمالة المدينة التابعة لوزارة الداخلية على طرد شخص من العمل مكلف بالنظافة، حيث قامت مجموعة من أصدقائه بالاعتصام في مقر العمالة احتجاجاً على طرده، لينضم
إليه أصدقاؤه في العمل ومجموعة من شباب المدينة العاطلين، لتشتد المواجهات بين الطرفين التي دامت قرابة أسبوع، وشهدت إصابات كثيرة في صفوف الطرفين.
وكان شباب المدينة المحتجون ضد عناصر قوات حفظ الأمن، قاموا بعرقلة حركة المرور وإغلاق الطرقات المؤدية إلى كل من مدينة كلميم في الجنوب ومدينة تيزنيت شمالاً للحيلولة دون وصول تعزيزات أمنية إضافية للمدينة، بعد فشل المفاوضات التي جمعت بعض الناطقين باسم المحتجين وسلطات المدينة وممثلي الأمن العمومي ووزارة الداخلية، حيث تم الاستعانة بتعزيزات إضافية من قوات حفظ الأمن والقوات المساعدة وعناصر التدخل السريع، التي تدخلت لتفريق الاعتصام مما خلّف إصابات بالغة في صفوف رجال الأمن بمختلف تشكيلاته، كما سجلت أيضاً إصابات في صفوف المحتجين، الذين فضّلوا معالجة إصاباتهم في مدن بعيدة عن سيدي إفني حتى لا يتم اعتقالهم بتهمة التجمهر غير المرخص له والمشاركة في الاحتجاجات واعتراض سبيل القوات العمومية والاعتداء عليها.
وأشارت مصادر إلى "العرب اليوم" من وزارة الداخلية عن إمكانية وجود عناصر من جبهة "البوليساريو" الانفصالية في الوقوف وراء هذه الأحداث، وبخاصة أن المشكلة في الأساس كانت بسيطة جداً ولا تحتمل هذه الأبعاد كلها التي اتخذتها.
وأضافت المصادر نفسها، أن قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها تكبدت خسائر مهمة من خلال إصابة قرابة 30 عنصراً من أفرادها، بالإضافة إلى خسائر مهمة في السيارات التابعة لها، حيث تم إتلاف العديد منها نتيجة الرشق الكثيف بالحجارة التي تعرضت له من قِبَل المحتجين على مدى أسبوع، كما تم حرق مجموعة من فضاءات المدينة، نتيجة حرق العجلات المطاطية في الشوارع وبخاصة المحيطة بعمالة المدينة ومفوضية الأمن التابعة لها.
وسجل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة سيدي إفني في اتصال مع "العرب اليوم" اعتقال شابين من المحتجين، حيث تم اقتيادهما إلى مفوضية الشرطة، ليتم تقديمهما في وقت لاحق للعدالة لتقول كلمتها، كما استنكرت التعنيف اللفظي والجسدي الذي تعرض له بعض المحتجين من طرف عناصر حفظ الأمن، كما استنكرت الجمعية الحقوقية ذاتها اعتقال المدعو، كريم المبيدع، البالغ من العمر 17 عاماً، الذي تمت إحالته للمحكمة الابتدائية بتيزنيت للنظر في التهم المنسوبة إلية والتي تتعلق أساساً بـ"المشاركة في الاحتجاجات والتجمهر غير المرخص له واعتراض الأمن العمومي والاعتداء على عناصر الأمن"، حيث مازالت عائلته معتصمة في مقر مفوضية الأمن في مدينة سيدي إفني.
أرسل تعليقك