صحافة الصدفة تغير معادلة صناعة الرأي العام والإعلام
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

وسائل الاتّصال الحديثة تفتّت الجمهور وتكرّس الفرديّة

"صحافة الصدفة" تغير معادلة صناعة الرأي العام والإعلام

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "صحافة الصدفة" تغير معادلة صناعة الرأي العام والإعلام

الدكتور نديم منصوري
القاهرة ـ العرب اليوم

قلب انتشار "صحافة الصدفة" أو "صحافة المواطن" معادلة الإعلام، فأصبح الفرد شريكًا في الرسائل، ومتحررًا من الوسيلة، وغير خاضع إلى تأثيرات الإعلام التقليدية، التي كانت تنتج عن معادلة مرسل+رسالة+متلقي، ورد فعل هذا المتلقي.

وبرزت الحاجة إلى معرفة مفاتيح تشكّل الرأي العام، والمؤثرات فيه، جراء انتشار وسائل التواصل الجديدة، التي قلّلت من استعمالات أبحاث الرأي العام، ليس بسبب عدم أهميتها بل بسبب صعوبتها المتزايدة مع التحولات النوعية في وسائل التأُثير في الناس.

ودخلت مفردات بديلة عدة في دلالة على الفرديّة الطاغية في استعمال التكنولوجيا الجديدة للتواصل والإعلام، بعدما كانت المفاهيم التقليدية للرأي العام تكثر من استخدام مفردات، مثل "الجماهير"، باتت تعتمد على مفردات مثل "المستخدم".

وكانت الأبحاث تقوم على معرفة انعكاس رسائل تلفزيونية محددة بدقة وتتبع تأثيرها على سلوك المشاهدين، كما كانت استطلاعات الرأي اللاحقة تشير إلى حجم التأثير الكلي لمجموع الرسائل والوسائل الإعلامية التي مرت عبرها.

واستطاعت بعض دراسات علماء النفس والاتصال رصد كيفية سريان الرسائل الإعلامية داخل تكوينات الدماغ.

كان كل ذلك ممكنًا يوم كانت الجماهير تتلقى رسائل "جماعيّة"، مثل نشرات الأخبار المسائية، التي يتسمر ملايين المشاهدين في وقت محدد لمتابعتها، أما اليوم، وعلى الرغم من استمرار وجود تأثير الوسائل التقليدية هذه، إلا أنَّ شبكة الإنترنت واستخداماتها التفاعلية، تجعل ذلك صعبًا.

وباتت الظاهرة الأكثر انتشارًا استفراد كل شخص من الأسرة باستخدام الإنترنت، وهذه الظاهرة تعرف بـ"تفتيت الجمهور" على يد وسائل الاتصال الحديثة.

وأكّد الدكتور نديم منصوري، في كتابه "سوسيولوجيا الإنترنت"، أنّ "تقنية المعلومات وأدواتها الرقمية أحدثت تغييرًا جوهريًا في طبيعة الآليات الإعلامية التي يمارسها الإنسان، بعد أن منحته فرصة جمع كم هائل من البيانات في بيئة رقمية توفر له فرصة تحليلها إلى عناصرها الأولية، وإعادة تشكيل مادتها بالطريقة التي يريد، مع توفر فرصة زج الوسائط المتعددة المفعمة بالمؤثرات السمعية والبصرية".

وأشار منصوري إلى أنّه "بعد الإنترنت لم تعد علاقة الإعلام بالرأي العام تقتصر على المفهوم المحدود للإعلام التقليدي، المرتبط بالمعلومة والإرسال، بل أضحى مفهومًا متشعبًا يرتبط بالمعلومة والتفاعل، ففقدَ الموجه القديم قدرته على حصر المعلومة ضمن إدارة مركزية توجه الرأي العام، وأصبح مصدر المعلومة متنوعًا ومتعددًا".

وينظر البعض إلى مثل هذه التحولات برضا على اعتبار أنها تشجع التنوع وتخفف من الكبت الإعلامي أو تلاعب الإعلام بالعقول، ولكن ما يجب توقعه في المجتمعات التي تكثر فيها المعاناة، حدوث انقلابات، بعضها قد يسبب مزيدًا من نزف الدم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافة الصدفة تغير معادلة صناعة الرأي العام والإعلام صحافة الصدفة تغير معادلة صناعة الرأي العام والإعلام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon