نفى مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية تفاصيل المحضر الذي نشرته صحيفة "النهار" المحلية بشأن تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.وقالت الرئاسة في تغريدة على "تويتر" يوم الجمعة، "نشر موقع "النهار" ما ادعى أنه محضر اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف وذلك نقلا عن "مصادر سياسية".
وأضافت الرئاسة "أن الكلام المنسوب في "المحضر" إلى رئيس الجمهورية لا أساس له من الصحة ومن نسج خيال "المصادر السياسية" بهدف إحداث بلبلة وتشويه الواقع".
ونشرت صحيفة "النهار" اللبنانية ما قالت انه "محضر اللقاء الأخير" الذي جمع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا غذاة اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
وقالت الصحيفة اللبنانية إنه وبعد عودة الرئيس المكلف من القاهرة، وتقديمه تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية، تمنى الحريري الحصول على ملاحظاته في اليوم الثاني.
وأضافت أنه وفي الساعات الفاصلة، افتعل ستار دخاني وبثت أجواء ايجابية مضللة عن إمكانية قبول عون تشكيلة الحريري، مشيرة إلى أن مصادر مطلعة تملك معطيات عن أن بعبدا تعمدت بث هذه الأجواء، وهناك من ذهب للقول إن بكركي باتت في جو اتجاه عون نحو مفاجأة التوقيع على التشكيلة.
وتابعت قائلة إن هذا الجو انسحب إلى بيت الوسط والأوساط الديبلوماسية، وأدى أيضا إلى تراجع في سعر صرف الدولار.
وأفادت بأن الحريري مضى في اليوم الثاني إلى قد بعبدا على أساس هذا الجو الايجابي.
وذكرت "النهار" أنها حصلت من مصادر سياسية على وقائع الاجتماع الأخير بين عون والحريري، وفيه أن الأخير تفاجأ بسلبية عون منذ بداية اللقاء.
ونشرت الصحيفة اللبنانية الحوار الذي دار بين الحريري وعون قبل الاعتذار عن تشكيل الحكومة وفي ما يلي أطواره:
الحريري: "هل تريد أن نعطي أنفسنا مهلة تفكير إضافية قبل أن نبدأ النقاش على هذا الأساس السلبي؟".
عون: "لا، لنتحدث بالتشكيلة".
ووضع الرئيس عون الأوراق أمامه، والتي تضم آخر تركيبة مقترحة من فريق المفاوضين أو الموفدين في إطار مبادرة الرئيس نبيه بري، في حين كان الحريري يمسك بتشكيلته الأخيرة، وقال عون: "هذه التشكيلة (تشكيلة الحريري) مرفوضة لأن فيها خروجا عن تركيبة مبادرة بري.. وأنا أريد حقيبة الداخلية والتربية والشؤون الاجتماعية في حصتي".
الحريري: "صحيح أنا قدمت تشكيلة مختلفة عن التركيبة المقترحة من الرئيس بري لأن مبادرته قائمة على أساس أن يمنح تكتل فخامتك النيابي الثقة للحكومة، أو يلتزم بمنح الثقة في البرلمان، وأني سأسمي وزيرين مسيحيين.. ماذا حل بهذين الشرطين لنعود للحديث في تركيبة مبادرة الرئيس بري".
عون: "لا، هناك معارضة كبيرة ضمن التكتل لمنحك الثقة، وإذا تركنا الحرية لنواب التكتل ليقرروا يمكن أن تحصل الحكومة على ثقة اثنين أو ثلاثة نواب بالأكثر.. أما تسميتك الوزيرين المسيحيين فلا تمشي (ما بتمشي).. يمكن أن نتوافق عليهما أنا وأنت أو نجد طريقة للتوافق عليهما" (وفُهم أن عون يطلب تسميتهما).
الحريري: "إذا كان تكتلك النيابي غير ملتزم بمنح الثقة، ولن يمنح الثقة للحكومة، فعلى أي أساس فخامتك ستنال 8 حقائب من أصل 24 حقيبة؟".
عون: "إذا من الواضح أننا لن نتفق".
الحريري: "فخامة الرئيس، برفضك التشكيلة وقولك أننا لن نتفق، فأنت تضعني في موقف الذي لا يملك سوى خيار الاعتذار.. إذا أردت فخامتك تغيير اسم أو إسمين، أو التوافق على إسم أو إسمين، فأن مستعد".
عون: "أنا أريد تغيير كل الأسماء المحسوبة من ضمن حصتي، أو الحقائب العائدة لي".
الحريري: فخامة الرئيس، أنت تقول لي "اعتذر".
عون: "إيه تفضّل اعتذر".
الحريري: "فخامة الرئيس، سأكون واضحا، سأخرج من هنا وأبلغ الاعلام أن فخامتك رفضت التشكيلة، وقلت لي أننا لن نتفق، وبناء عليه أنا أعلن اعتذاري عن الاستمرار في محاولة تأليف الحكومة".
عون: "إيه بلغهم".
وذكرت "النهار" أن الحريري قام بمحاولة أخيرة وقال: "أنت متأكد يا فخامة الرئيس قبل الوصول إلى قرار الاعتذار أنك لا تريد أن نعطي أنفسنا مهلة تفكير، فأعود الى زيارتك غدا بعد الظهر لتكون قد فكرت بناء على الموقف الذي أبلغتك إياه".
عون: "لا ما في لزوم، وما في لزوم ترجع بكرا".
الحريري: "شكرا".
وخرج الحريري من الاجتماع ليبلغ الاعلاميين اعتذاره.
قد يهمك ايضا:
التفاؤل بعد لقاء ميشال عون وسعد الحريري ينعش "الليرة"
لم يكن لدى الحريري اي خيار في المهلة التي أعطيت للاثنين
أرسل تعليقك