تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

3 من النشطاء السوريين متهمون بالدعوة للمساواة والعدل وسيادة القانون

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج "العين الساهرة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج "العين الساهرة"

برنامج "العين الساهرة"
دمشق - جورج الشامي

بعضها إثماً وضلالاً عن البعض الآخر، فالمحرض على الإرهاب إرهابي، والتكفيري إرهابي، والمضلل إرهابي، والقاتل المسلح إرهابي، جميعهم ينهلون من مستنقع واحد، ويخدمون غرضاً خسيساً واحد، ومقصلة التاريخ لن ترحم منهم واحد، سوريّة الإباء والمقاومة رغم أنوف الأعداء ستبقى سوريا المجد والكبرياء"، وبعيداً عن ركاكة النص اللغوية والنحوية، فإن الفكر المقدم يلخّص بشكل واضح وجليّ، طريقة تفكير المؤسسة الإعلاميّة الحكوميّة في سوريّة، وبطبيعة الحال المؤسسة السياسيّة، التي لا تقبل أي طرف آخر، وتضع الجميع مهما كانت صفتهم أو طريقة تفكيرهم في خانة "الأعداء الإرهابيين التكفيريين".

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
في هذه الحلقة من البرنامج الأسبوعي الذي يقدم عادةً "اعترافات العصابات الإرهابية المسلحة التي تقتل وتشرد وتعدم وتعيث فساداً في الأرض، اختلفت الرؤية، وتغيرت الأطروحات، وقدَّم البرنامج هذه المرة، اعترفات 3 ناشطين إعلاميين، شابين وفتاة بالتعاون مع جهات أجنبية لبث التظاهرات والعمل مع "الجهات الإرهابيّة التي تدمر سوريّة، إضافة إلى تلفيق الأحداث، ونشر الأخبار والأحداث المغرضة عبر الإعلام العربي والعالمي، خصوصًا عبر قناتي "سكاي نيوز"، و"الأورينت"، اللتان حسب الاعترافات زودتا المعترفين بالأجهزة والمعدات، والمال، والحشيش.
واعتاد الإعلام العربي والعالمي منذ انطلاق الثورة السوريّة على ناشطين إعلاميين من سوريّة، لمنع الحكومة السوريّة أي قناة عربية أو أجنبية من دخول الأراضي السوريّة وتغطية الأحداث، باستثناء قنواتها المحلية، إضافة إلى بعض القنوات اللبنانية والإيرانية والروسية المؤيدة للنظام والحكومة في دمشق.
وكما عادة التلفزيون السوري في برامجه جاءت الاعترافات ملقنة، وبعيدة عن الواقع، ومشتتة، وغير متزامنة فيما بينها، ولا يوجد فيها أي اتساق مع الحدث، إضافة إلى أنها قديمة ومتأخرة، "حيث تتحدث في معظمها عن بداية الحراك قبل ثلاث سنوات". وكثرت الاستنكارات والاستهجانات من قبل الناشطين والسياسيين السوريين والعرب، ورفعت اللافتات في التظاهرات في أنحاء سورية والتي تتضامن مع الثلاثي الشاب، ونشرت البيانات التي توضح الخلل في هذه الاعترافات، وأبرزها أنّ الشابة متطوعة في الهلال الأحمر، ولا علاقة لها بالحراك الثوري، وحازم وأحد الشابين يعمل فنان ولم يشارك في أي تظاهرة، أما الآخر فهو صحافي مستقل تهمته الوحيدة أنه حاول تشكيل تجمع سياسي سلمي تحت اسم "تجمع سوريّة للجميع".

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
وخصص البرنامج ما يقارب 20 دقيقة للمعترفين الثلاثة واعترافاتهم بنقل الأحداث في دمشق وريفها للقنوات المغرضة المشاركة في هدر الدم السوري، وخصصت الدقائق الخمسة الأخيرة للمعلق جعفر أحمد الذي استعرض المضبوطات، من أجهزة تصوير وحواسب، و20 غرامًا من الحشيش، وتتجول الكاميرا بين المضبوطات من كاميرات عالية الجودة، تظهر الزينت" التي يزيد عمرها عن 20 عامًا، ولم تعد تستخدم في أي مكان في العالم، وعلى ما يبدو أنها وضعت بالخطأ من قبل معد البرنامج.
وكان المقطع الأكثر غرابةً، في الـ 25 دقيقة، عندما استعرض المذيع المضبوطات من لافتات ورقية تستخدم في المظاهرات، منها "لكل شخص حق الاعتراف بالوجود القانوني، لا يجوز النفي التعسفي، لا يجوز الاسترقاق أو الاستعباد، المساواة والعدل، سواسية أمام القانون"، وهو ما دفع العديد من المتابعين للسخرية من المعد والمذيع، خصوصًا أنّ ما تحمله هذه اللافتات بشكل كامل تدعو لسيادة القانون، والعدالة والمساواة، واعتبر البعض أن هذه الحلقة من البرنامج تدين في المقام الأول النظام السوري الذي يعتقل ويبث اعترافات لشبان سوريين يدعون لأهداف وأطروحات سامية.
ويستعرض البرنامج في الدقائق الأخيرة كتيب تكتيكات الحراك الثوري السوري، والذي ضبط بحوزة المعرفين الثلاثة، حسب المذيع، والذي يحوي طرق سلمية للتعبير عن الرأي، كالأغنيات الساخرة، أو صبغ البحرات بالأحمر كطريقة للاعتراض على القتل. إضافة إلى تمكن القوات الأمنية في سورية "بعد المتابعة الجدية" من ضبط "هارد" يبين تواصل "المكتب الإعلامي" المكون من الناشطين الثلاثة مع "عصابات الجيش الحر" في دمشق وريفها، رغم أن الإعلام السوري ينفي بشكل متواصل وجود أي عناصر للمعارضة المسلحة في دمشق.
وسلّطت هذه الحلقة من برنامج "العين الساهرة" الضوء بشكل كبير، على الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في سوريّة من قبل السلطات، بعيداً عن صدق مشاركة المعترفين الثلاثة من عدمها والتي ثبت بالدليل أنها في الغالب غير حقيقية وملفقة، ولكن سيناريو الحلقة الذي أُعد ونُفذ في فرع الأمن الجنائي في دمشق، يدين أولاً الحكومة السورية، والأفرع الأمنية التابعة له، التي ترفض أن ينقل أي حدث لجهات معارضة أو مختلفة معها بالرأي للخارج، وتعتقل الإعلاميين، وتعرضهم للتعذيب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon