أطفال غزة يبيعون طفولتهم مقابل أجر زهيد لرفع أنقاض الحرب
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

القطاع يمثل أعلى معدل بطالة في العالم بعد 3 حروب

أطفال غزة يبيعون طفولتهم مقابل أجر زهيد لرفع أنقاض الحرب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أطفال غزة يبيعون طفولتهم مقابل أجر زهيد لرفع أنقاض الحرب

أطفال غزة
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

تمثل غزة أعلى معدل بطالة في العالم بعد ثلاث حروب خاضتها على مدار ست سنوات، وترسل العائلات التي تعاني من فقر مدقع أطفالها إلى العمل تحت الأنقاض، ويمكنك مشاهدة الصبية وهم يعملون تحت الأنقاض الناجمة من آثار الحرب بين إسرائيل وحماس 2014.

وأفادت وزارة العمل الأميركية بعدم وجود برامج للقضاء على عمالة الأطفال، وتبين أن السلطة الفلسطينية فشلت في التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بعمل الأطفال بعد أن انضمت إلى اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ويكشف التقرير الذي صدر عام 2014 من قبل وزارة العمل الأميركية أن الأطفال في غزة مدفوعين إلى تهريب البضائع عبر الأنفاق فى غزة حتى أغلقت عام 2014، واستخدم الأطفال أيضًا لتهريب المواد المخدرة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

 ويوثق التقرير تدريب الاحتلال للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارم 12 عاما، مع رصد حالة واحدة من استخدام طفل كدرع بشري وآخر كمخبر من قبل القوات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة.

وأوضح الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي في غزة أن واقع عمالة الأطفال في غزة يعتبر من أسوأ الأزمات على مستوى العالم، مضيفًا " ستنخفض عمالة الأطفال في حال وجود ضمان اجتماعي سليم للعائلات الفلسطينية الفقيرة، ويجب تضافر الجهود من جميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال".
ويعمل الصبي عزيز رنتيسي 6 سنوات في جمع قطع الأسمنت من المباني البالية في دلو من البلاستيك، وينقل الصبي ما جمع من الحجارة ويبيعها وشقيقه عبد الفتاح (8 أعوام) مقابل 5 شيكل أو 50 بنسًا لكل 50 كيلو يجمعوه من الحجارة، وإذا استطاعوا جمع خمسة أحجار أسمنتية سليمة فإنم يربحون 15 بنسًا.

ويمكن القول أن الصبي وشقيقه يربحان حوالي 5 إسترليني أسبوعيًا، ويعملان منذ الرابعة أو الخامسة بعد الظهر بعد الانتهاء من المدرسة في الحادية عشر، ويقول عزيز " لم أركب دراجة أبدًا أتمنى أن أملك واحدة، لكن الرجل الذي يشتري الحجارة سيغلق قريبًا وليس هناك وقت للعب بالدراجة، وهناك شيئان أتمناهم في هذه الحياة : أن أحصل على دراجة سوداء وأستمر في جمع الحجارة".

ويعمل الشقيقان كجامعي أنقاض فى بيت حانون واحدة من أكثر المناطق تضررًا خلال الحرب التي استمرت لمدة 51 يومًا عام 2014 وأسفرت عن مقتل 220 فلسطينيًا و73 إسرائيليًا، ويعد عزيز وعبد الفتاح من بين 104 ألف طفل فلسطيني مجبرًا على العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعتقد أن غزة لديها أعلى معدل للبطالة في العالم حيث أن ما يقرب من نصف السكان البالغين من دون عمل، وعلى الرغم من إزالة الكثير من الأنقاض من حوالي 100 ألف منزل متهدم في الحرب الأخيرة إلا أنها لا يزال هناك مواد يتم جمعها نظرًا لنقص المعروض منها بعد إغلاق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة.

وبدأ الاقتصاد في الانهيار بعد عام 2005 عندما سحبت إسرائيل المستوطنين اليهود الذين يعيشون في قطاع غزة، وبحلول عام 2006 فازت حركة "حماس" المتشددة بالانتخابات في غزة وأخذت السلطة من حركة فتح والتي تمثل الطرف الفلسطيني العلماني الرائد، وقطعت إسرائيل بعدها العلاقات وحاصرت غزة جوًا وبرًا وبحرًا، وارتفعت نسبة البطالة، وانهار الاقتصاد بعد خوض ثلاث حروب خلال ست سنوات فقط، واضطر عدد كبير من الأطفال إلى العمل جراء الحرب الأخيرة بعد أن فقدوا أحد أو كلا الوالدين أو أصبح آبائهم عاطلين عن العمل أو جرحى أو معاقين أو مرضى أو غير قادرين على العمل.

ويعانى دياب الرنتيسي (42 عامًا) والد عزيز وعبد الفتاح من مرض السكري لكنه لا يتناول علاج ولذلك فهو عرضة للنوبات وفقدان الوعي المفاجئ ما يجعله لا يعمل، أما شقيقهما حمزة (10 سنوات) فيعاني من شلل دماغي ويرقد في منزل الأسرة المكون من ثلاثة طوابق ونادرًا ما يتركه، أما الشقيق الأكبر فارس (18 عامًا) فأزيلت إحدى عينيه بسبب مرض السرطان.

وتعيش الأسرة المكونة من ثمانية أفراد في مساحة تخزينية محولة في أبراج العودة التي بنتها حكومة فتح السابقة لإيواء الفقراء في غزة لكنها الآن مهملة من قبل حكومة "حماس" التي تدفع الحد الأدنى للفقراء، وتقول العائلة إن الحكومة تدفع لهم 1500 شيكل (250 إسترليني) كل ثلاثة أشهر، وفي ظل عدم وجود تدفئة يعتبر الجو داخل منزل الرنتيسي باردًا بشكل أكبر عن خارج المنزل، ولا يوجد في المنزل مياة جارية والمرحاض عبارة عن حفرة في الأرض، ومع انقطاع الكهرباء في غزة تعتبر الأسرة محظوظة لأنها تحظى بثماني ساعات يوميًا من الكهرباء.

وتستطيع العائلة أثناء وجود الكهرباء ضخ المياه إلى خزان في الخارج للشرب والطهي إلا أن هذه المياه تعتبر ملوثة وغير آمنة للشرب من قبل منظمة الصحة العالمية بنسبة 95%، ولا تستطيع الأسرة الدفع من أجل المياة المُحلاة من أجل الشرب، ولا توجد نوافذ في المنزل مثل معظم سكان غزة، وهناك تسريبات في المطبخ ما يجعل الأرض عارية، وفي إحدى زوايا المنزل توجد ثلاجة وغسالة أطباق تم التبرع بها من أجل الأسرة.

وعندما يصل عزيز وعبد الفتاح إلى المنزل بعد المدرسة يغيران ملابسهما ويرتديان الجينز، ولا يحصلان على وجبة الغداء لعدم وجود طعام، وبحلول منتصف النهار يعود الأطفال حيث يعملون بالجواز في الأنقاض، ويقول عزيز " رأيت شظايا صواريخ في أحد المباني البالية ولكن لا أظن الأمر خطيرًا".

وعاش عزيز خلال حربين أما عبد الفتاح فعاش خلال الحروب الثلاثة، ويقول عزيز " أتذكر إطلاق الصواريخ في الطابق العلوي، كنت داخل المنزل وشعرت كأن هناك زلزالًا عندما ضرب الصاروخ منزل الجيران، كنت ألعب على هاتف والدي، وغادرنا في اليوم التالي طالبين اللجوء".

ويقول عبد الفتاح أنه يتعب من جمع الحجارة ولكن ليس لديه أي خيار أخر، حيث يغادر المنزل في السادسة صباحًا متجهًا إلى المدرسة ويعمل من الساعة الثانية عشر ظهرًا حتى السادسة مساء، وأضاف عبد الفتاح " أعطي والدي المال الذي أكسبه لشراء الطعام، وطعامي المفضل هو الدجاج والأسماك ولكن لا نأكله".

ويعمل الأطفال والشباب في جميع أنحاء قطاع غزة في جمع الأنقاض والمرائب في الشارع والمصانع، ويعيش جميل مؤمن (21 عامًا) وشقيقه الأصغر هيثم (15 عاما) في مخيم الشاطئ للاجئين، ويريد جميل أن يدرس في الجامعة ولكنه بدلًا من ذلك يبيع البالونات ويركب سيارة كهربائية صغيرة للأطفال لمساعدة عائلته، واضطر هيثم إلى ترك المدرسة لمساعدة العائلة أيضًا، ويعمل لمدة ثماني ساعات في بيع البالونات بما يعادل 15 بنسًا في الحدائق ومراكز التسوق والمطاعم وسط غزة، في حين أن طبق المعكرونة سعره أكبر من دخل هيثم اليومي الذي يعادل 4 أسترليني.

ويفترض أن الحد الأدنى لسن العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة هو 15 عامًا و18 عامًا للأعمال الخطرة لكنه لا يطبق في غزة، وتسيطر السلطة الفلسطينية على المنطقة المعروفة باسم المنطقة (أ) و(ب) أما المنطقة c فتسيطر عليها القوات الإسرائيلية بشكل كامل، ويؤخذ أطفال فلسطينيون هناك للعمل في المزارع الإسرائيلية ولا تستطيع السلطة الفلسطينية إرسال مفتشي العمل لهذه المزارع.

وفى الوقت نفسه لا يعرف دياب وحنان والدا عزيز وعبد الفتاح كم من الوقت يمكنه تحمل نفقات إرسال أبنائهم إلى المدرسة، فربما يضطرون إلى حرمانهم من المدرسة حتى يعملان بدوام كامل، وأوضح الوالدان أن ارسال أبنائهم للعمل هو الخيار الأخير أمامهم، ويضيف دياب " ما يربحونه يوميا لا يصل إلى 10 شيكل، أنا لا أؤيد حماس أو فتح وكلا منهما لا يفعل شيئًا من أجل السكان، ونحن نتوق إلى حياة طبيعية مثل أي شخص خارج غزة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة يبيعون طفولتهم مقابل أجر زهيد لرفع أنقاض الحرب أطفال غزة يبيعون طفولتهم مقابل أجر زهيد لرفع أنقاض الحرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon