قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

90% لم يكملوا تعليمهم و7% يكافحون للحصول على وظيفة

"قصار القامة" في العراق بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "قصار القامة" في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع

"قصار القامة" في العراق
بغداد ــ نجلاء الطائي

"لاعلاقة للتميز بأشكالنا الخارجية، فالجوهر يكمن في داخلنا، فقط نحن أقصر منكم بقليل"، هكذا يقول لسان حالهم عندما يرمقهم شخص بنظرة استهزاء أو دونية، و"الطول هيبة والقصر خيبة"، من الأمثال الشعبية المتداولة في المجتمع العراقي، وهذا يمثل قمة التفرقة بين القصير والطويل، أما نظرة المجتمع، فغالبًا ما تسبب لهم الإحراج في الأماكن العامة، وأسفر عن ترك أغلب قصار القامة "الأقزام" مقاعد الدراسة مبكرًا، ما يدفعهم للانطواء والعزلة، ويؤثر سلبًا على حالتهم النفسية.

وفي خضم هذا الواقع، الدراما العراقية أيضًا عمّقت من معاناتهم، حيث اقتصرت أدوار الممثلين "قصار القامة" على تلك المثيرة للسخرية والضحك فقط، وهو ما أدى إلى تكرس هذا المفهوم لدى عامة الناس، ومع الاستمرار في إهمال وتهميش هذه الفئة من قبل الحكومة العراقية والجمعيات الأهلية، ظهرت أصوات تطالب بحماية حقوقهم.

وأسس محمد عيدان جبار، وهو عضو في مجلس إدارة هيئة ذوي الإعاقة في العراق، جمعية باسم "جمعية قصير العراقية" منذ العام 2003، ليطالب من خلالها بحقوقه وحقوق كل "القصار" في العراق، وقال "إن 90% من قصار القامة لم يكملوا تعليمهم 7% مازال يكافح للحصول على وظيفة 3% فقط استطاعوا الحصول على وظيفة حكومية".

وأُعلن في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2014 عن أول يوم عراقي لـ "قصار القامة" تحت شعار "الإنسان جوهر لا مظهر"، وسيكون احتفالًا سنويًا خاص بهم، وأضاف جبار "يؤسفني حقًا أن الإعلام والدراما العراقية ترسخ نظرة المجتمع أن كل قصير أضحوكة، ومصدر للسخرية وهذه قمة التخلف والتمييز".

أما نور حسين قاسم، العضوة في جمعية "قصير"، فهي لا تختلف بالرأي مع جبار، وتقول إن الحكومة العراقية "أهملت هذه الفئة من المواطنين، فهم الآن لا يملكون أي حقوق أو رواتب وهذا يؤثر سلبًا على حياتهم، خصوصًا فئة النساء القصيرات اللواتي يتأثرن من نظرة المجتمع السلبية، وهذا يشكل حاجزًا أمام إكمال مسيرتها سواء التعليمية أو الشخصية".

وتدعو قاسم الأهل إلى تقديم الدعم المعنوي لأولادهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيعهم لتخطي حاجز الخوف والخجل، ليستطيعوا مواجهة العالم والأندماج في المجتمع، وتلفت النظر لمعاناة "قصار القامة" في التسوق، وتضاعف الأسعار لسبب عدم وجود قياساتهم، إذ يكونون مرغمين على الذهاب للخياط لجعل الملابس على قياسهم وهذا يجعل السعر يتضاعف، مضيفة "أنا وزملائي في الجمعية نعترض على  الأدوار التي تقدم لقصار القامة في الدراما أو المسرح لأنها عكست صورة غير صحيحة، صورة مثيرة للسخرية والفكاهة فقط، وهكذا تناسى الناس أننا بشر مثلهم ولسنا مختلين عقليًا.

ووفق إحصائيات شبه رسمية، فإن أعداد "قصار القامة" في البلاد تبلغ نحو ثمانية آلاف شخص، ما زال أغلبهم يعاني من نظرة المجتمع "القاصرة" لهم، ويسعى "قصار القامة" في العراق مؤخرًا إلى تنظيم صفوفهم وتشكيل جمعيات تنادي بحقوقهم والخروج من العزلة المجتمعية التي يعيشونها، حيث تواجه تلك الشريحة مختلف أنواع التهميش والإبعاد عن الفعاليات المجتمعية والمشاركة في الحياة العامة، بحسب إفاداتهم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع قصار القامة في العراق  بين الإهمال الحكومي ونظرة المجتمع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon