مدارس بوسطن تبدأ تطبيق إسقاط بيترز في رسم الخرائط
آخر تحديث GMT11:55:47
 لبنان اليوم -

تخلّت عن استخدام "مركاتور" وكشفت أخطاءه

مدارس بوسطن تبدأ تطبيق "إسقاط بيترز" في رسم الخرائط

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مدارس بوسطن تبدأ تطبيق "إسقاط بيترز" في رسم الخرائط

"إسقاط بيترز" في رسم الخرائط
واوشنطن - رولا عيسى

بعد أن طرحت المدارس العامة في مدينة بوسطن الأميركية الخريطة العالمية الجديدة، الأسبوع الجاري، شعر بعض الطلاب بالذهول والدهشة؛ حيث أظهرت الخريطة الولايات المتحدة وأوروبا صغيرتان للغاية، بينما كان هناك تقاربًا ملحوظًا بين قارتي أفريقيا وأميركا الجنوبية.

وفي عصر "الأخبار الوهمية" و"الحقائق البديلة"، نرى أن سلطات المدينة على ثقة من أن الخريطة الجديدة تعطى نظرة واقعية للحقيقة الجغرافية، وذلك مقارنة بالخرائط المدرسية التقليدية، بل وتأمل أيضًا في أن تحذو باقي مدارس الولايات المتحدة والعالم أجمع، حذوها في رسم تلك الخريطة.

وعلى مدار ما يقرب من 500 عام، كان "إسقاط مركاتور" هو المعيار الأساسي لرسم خرائط العالم، إحدى طرق الإسقاط الإسطواني المستعملة في رسم الخرائط، اخترعها العالم الجغرافي ورسام الخرائط الفلمنكي جيراردوس مركاتور عام 1569م، وذلك بهدف المساعدة على الملاحة على امتداد طرق التجارة الاستعمارية من خلال رسم خطوط مستقيمة عبر المحيطات، وتميزت خريطته بأنها بالغت في تصوير نصف الكرة الشمالي وتكبير أميركا الشمالية وأوروبا عن أميركا الجنوبية وأفريقيا، كما وضع أوروبا الغربية في منتصف الخريطة، وهو الأمر الذي أثر على القارات والدول.

وعلى سبيل المثال، رسم مركاتور أميركا الجنوبية بنفس حجم قارة أوروبا، بينما في الحقيقية هي أكبر منها بنحو الضعف، كما رسم غرينلاند لتبدو بحجم أفريقيا إلا أنها أصغر منها بما يقرب 14 مرة. أما ألاسكا فتبدو أكبر من المكسيك وألمانيا، وذلك لأن مركاتور قد نقل خط الاستواء.

ومنذ ثلاثة أيام، شرعت المدارس العامة في بوسطن بتطبيق إسقاط بيترز-الأقل شهرة-في خرائط عالم، والتي تظهر فيها الولايات المتحدة وأوروبا صغيرتان، كما وضع المعلمون خرائط متناقضة للعالم بحيث تصبح جنبًا إلى جنب، وجعلوا الطلاب يدرسونها.

وقالت مديرة قسم التاريخ والدراسات الاجتماعية في مدارس بوسطن العامة، ناتاشا سكوت: "من المثير للانتباه رؤية الأطفال وهم مندهشون من حجم القارات، فقد كانت بعض ردود أفعالهم مضحكة للغاية، إلا أن ما أثار دهشتي هو تساؤلهم عما يعتقدون أنهم يعرفونه"، مضيفة أن ثمة مدارس فردية شتى في الولايات المتحدة قد استخدمت إسقاط بيترز، مشيرة إلى أن مدارس بوسطن العامة هي أول مدرسة تطبق هذا الإسقاط.

وكان المؤرخ الألماني، أرنو بيترز، قد نشر إسقاطه عام 1974، وهو يطابق عمل صانع الخرائط الأسكتلندي، جيمس غال، الذي عاش في القرن التاسع عشر، ويعرف إسقاط بيترز باسم غال بيترز، وهو يستخدم خريطة "مناطق متساوية"، تشوه كل البلدان بوصفها تصورًا ثنائي الأبعاد لكرة أرضية ثلاثية الأبعاد، ولكنها تسجل رقمًا دقيقًا في المناطق السطحية، والنتيجة تقطع شوطًا طويلاً لإعادة كتابة الرسالة التاريخية والاجتماعية-السياسية لخريطة مريكاتور، التي تبالغ في حجم القوى الإمبريالية.

بدوره أكد نائب مدير إدارة ثغرات الفرص والإنجاز في مدارس بوسطن العامة، كولين روز، أن هذا الأمر هو بداية جهدًا طويلًا استمر ثلاث سنوات بهدف تدمير الاستعمار في مناهج المدارس العامة الأميركية، مشيرًا إلى بوسطن تضم نحو 125 مدرسة وحوالي 57 ألف طالب، في حين تبلغ نسبة الأعراق اللاتينية والأفريقية ما يقرب من 86%، متابعًا أنه في أعقاب تغيير الخرائط، يسعى المدرسون إلى النظر في مواضيع أخرى والابتعاد عن تقديم تاريخ العرق الأبيض باعتباره العرق المهيمن، مشيرًا إلى أن هذا القرار اتخذ داخليًا ولم يتم طرحه للتشاور العام.

وأوضح أنه في البداية، سيتم إدخال خرائط بيترز إلى أحد المراحل الدراسية في المدارس الابتدائية، ونفس الأمر في المدارس الإعدادية والثانوية، ومن ثم سيتم تطبيقها على جميع المراحل الدراسية لدى المدارس الثلاث، ومع ذلك، لن يتم إزالة خرائط إسقاط مركاتور، إلا أن جميع الخرائط الجديدة والتي سوف يتم شراؤها في المستقبل ستكون مرسومة بإسقاط بيترز.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدارس بوسطن تبدأ تطبيق إسقاط بيترز في رسم الخرائط مدارس بوسطن تبدأ تطبيق إسقاط بيترز في رسم الخرائط



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 09:05 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 لبنان اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon