جدل حاد في الجزائر بسبب مساعي تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية بدل العربية
آخر تحديث GMT06:54:45
 لبنان اليوم -

في معاينة لوزيرة التعليم لبحث ميداني أجراه مختصون في شؤون البيداغوجيا

جدل حاد في الجزائر بسبب مساعي تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية بدل العربية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جدل حاد في الجزائر بسبب مساعي تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية بدل العربية

وزيرة التعليم نورية بن غبريط رمعون
الجزائر ـ العرب اليوم

يحتدم في الجزائر جدل حاد داخل الأوساط التعليمية والسياسية، إثر إعلان وزيرة التعليم نورية بن غبريط رمعون عن نتائج عمل ميداني، أجراه مختصون في شؤون البيداغوجيا، أهم ما فيها أن تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية لتلاميذ التعليم الثانوي، “أنفع” من تدريسها باللغة العربية. وتنسف هذه المعاينة جهودًا بذلت عشرات السنين، في إطار “سياسة التعريب”، التي انتهجتها السلطات مباشرة بعد خروج المستعمر الفرنسي عام 1962.

وذكرت الوزيرة مساء أول من أمس، أثناء زيارة هياكل تعليمية بمدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، أن “لجنة وزارية” تشتغل منذ شهور حول اللغة الأنسب لتدريس الرياضيات والعلوم التجريبية لتلاميذ أطوار التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي. وقد تسلمت منها نتائج عملها، حسبها، وتتمثل في أن الفرنسية هي لغة التواصل الثانية بعد العربية، في أوساط غالبية الجزائريين، وأضافت: على سبيل دعم النتائج التي توصلت إليها “لجنة الخبراء”، إن الناجحين في البكالوريا، يواجهون صعوبات كبيرة في استيعاب مواد الشعب التجريبية، وخصوصًا الرياضيات والعلوم التجريبية بالجامعات والكليات، لأن تدريس هذه المواد يجري بالفرنسية، بينما درس الطلبة في الثانوية قواعد هذه المواد بالعربية.غير أن كلام الوزيرة عن العربية والفرنسية فُهم بأن اللغة الرسمية بالجزائر ليست “لغة علوم”، وبالتالي ينبغي التخلي عنها تدريجيًا. ومعروف عن بن غبريط أنها لا تتحدث بعربية فصيحة، بحكم تكوينها المفرنس، وهي محل تنكيت وسخرية في شبكة التواصل الاجتماعي، بسبب طريقة كلامها بالعربية، بينما تجد راحة كبيرة عندما تتحدث بالفرنسية.

وأكد مسؤول بوزارة التعلي، إن نتائج عمل “لجنة الخبراء” سترفع إلى الحكومة للمصادقة عليها، ثم تعرض على مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية للموافقة عليها، وفي مرحلة أخيرة ستعرض على غرفتي البرلمان لمناقشتها والتصويت عليها، موضحًا أن عجز نسبة كبيرة من الطلبة الجامعيين عن مواصلة الدراسة في العلوم التكنولوجية والطبية، سببه ازدواجية لغة التدريس، أي العربية في التعليم الثانوي، ثم الفرنسية في الجامعة. وتقدر هذه النسبة، حسبه، بـ50 في المائة.وتعرضت بن غبريط لهجوم حاد من طرف خصومها في التيار الإسلامي والتيار المحافظ، وخصوصًا “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، المدافعة عن الهوية العربية والإسلامية للجزائريين. وقالت أطر بالحزب الإسلامي “حركة مجتمع السلم”، في تغريداتهم على “تويتر”، إن الوزيرة “تنفذ أجندات النخبة الحاكمة التابعة إلى فرنسا”. ودعا الحزب إلى “إطلاق جبهة عريضة لمواجهة مشروع تغريب المجتمع”.

وكتب قيادي الحزب ناصر حمدادوش، وهو أكثر الإسلاميين تفاعلاً مع هذه القضية: “لا تزال وزيرة التربية الوطنية وفيّة لمشروعها التغريبي، بتهديد أبعاد الهويّة والثوابت الوطنية. وبعد الإشراف الفرنسي المباشر على وضع المناهج التربوية فيما سُمّي بإصلاحات الجيل الثاني، وبعد الاستفزاز بتدريس العامّية وفضيحة البكالوريا، (تسريب أوراق الامتحان قبل شهرين) جاء دور الاستهداف المباشر للمواد المتعلّقة بالهويّة، ومنها التربية الإسلامية”.

واستنكر حمدادوش “إلغاء تخصّص العلوم الشّرعية في الثانوية سنة 2005، وهو ما يتعارض مع المنطق البيداغوجي بضرورة وجوده للاستمرار في التخصّص الجامعي، لوجود جامعات وكليات للعلوم الإسلامية”.أما الصحف المفرنسة فقد هاجمت أمس في مواقعها الإلكترونية “أشخاصًا في قطاع التعليم ينتمون لعصر الانحطاط”، يقفون حسبها “وراء حملة عداء ضد الوزيرة”.

وانتقدت دعاة تدريس العلوم بالإنكليزية، على أساس أنها لغة غريبة عن المجتمع الجزائري قياسًا إلى الفرنسية، وهي لغة سعى الاستعمار الفرنسي إلى نشرها خلال 132 سنة من الاحتلال. وقد حاول إسلاميو “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما كان هذا الحزب في أوج قوته، تعويض الفرنسية بالإنكليزية في جميع مراحل التعليم. لكن المشروع لم يتحقق بعد حل الحزب في 1992 واتهامه بـ”الإرهاب”.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل حاد في الجزائر بسبب مساعي تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية بدل العربية جدل حاد في الجزائر بسبب مساعي تدريس مواد العلوم باللغة الفرنسية بدل العربية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon