ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية
آخر تحديث GMT09:29:31
 لبنان اليوم -

شاركن في المعارك وشهدن حرب مستعرة على الجبهة الشرقية بمنتصف 1941

"ساحرات الليل" نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "ساحرات الليل" نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفلافروف
برلين - لبنان اليوم

خلال القرن الماضي، لعبت النساء دورا هاما في تغيير مجرى الحرب العالمية الثانية. فإضافة للعدد الهائل من النساء الأميركيات اللواتي التحقن بالمصانع لتعويض الرجال الذين تواجدوا على جبهات القتال، ساهمت نساء الاتحاد السوفيتي في صناعة نصر بلادهن على الألمان عن طريق مشاركتهن في المعارك. وقد شهدت الحرب المستعرة على الجبهة الشرقية منذ منتصف عام 1941 ظهور فرقة نسائية حملت اسم "ساحرات الليل" أرعبت النازيين وكبّدتهم خسائر جسيمة حيث قادت هذه النساء السوفيتيات الطائرات لشن غارات مدمرة على المواقع الألمانية.

إلى ذلك، لقّب الألمان نساء هذه الفرقة السوفيتية بـ"ساحرات الليل" بسبب صوت طائراتهن الذي كان أشبه بالصوت الذي أحدثته المكنسات.

أيضا، شنت النساء السوفيتيات غاراتهن بالليل واستخدمن طائرات تميزت بحجمها الصغير وعدم احتوائها على أجهزة راديو وهو الأمر الذي جعل الرادارات الألمانية عاجزة عن تحديد مواقعهن.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، عارض المسؤولون السوفيت فكرة الاعتماد على العنصر النسائي بالجيش. لكن مع بداية عملية بربروسا وتقهقر الجيش الأحمر، غيّر جوزيف ستالين رأيه خاصة مع تلقيه لرسالة من الطيّارة صاحبة الأرقام القياسية مارينا راسكوفا (Marina Raskova)، حيث دعته الأخيرة لمنح دور أكبر للنساء وإشراكهن في المعارك مؤكدة على الحقد الذي تحمله السوفيتيات تجاه الألمان بسبب خسارة كثير منهن لأزواجهن وأخواتهن على جبهات القتال.

ولتكوين الفرقة النسائية، انتدبت مارينا راسكوفا نحو 400 امرأة تراوحت أعمارهن بين 17 و26 سنة كانت أغلبهن طالبات بالجامعات السوفيتية. وخلال الأشهر التالية، أرسلت هذه المتطوعات للتدرب بقرية إنجلز شمالي ستالينغراد.

من جهة ثانية، تلقت النساء اللواتي شكّلن فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 النسائية، المعروفة أيضا بـ"ساحرات الليل"، معاملة قاسية فتعرضن للتحرش من قبل زملائهن الذكور الذين رفضوا في الغالب وجودهن على جبهات القتال واعتبروهن بلا قيمة تذكر. أيضا، حظيت هذه النساء بثياب فضفاضة كانت مخصصة للطيارين الذكور.

ومقارنة بزملائهن الذكور الذين حصلوا على طائرات احتوت على مظلات ورادارات وأجهزة راديو، حصلت ساحرات الليل على طائرات من نوع بوليكاربوف بو 2 (Polikarpov Po-2) الخشبية القديمة التي استخدمت خلال العشرينيات كطائرات تدريب واضطررن لحمل خرائط وأقلام ومصابيح يدوية معهن لتحديد مواقعهن. وقد احتوت هذه الطائرة على مقعدين وتميزت بقمرة قيادة مفتوحة عرضت الطيّارات للبرد والصقيع والرياح القوية.

من جهة ثانية، تميّزت طائرات بوليكاربوف بو 2 بسرعتها البطيئة جدا مقارنة بالطائرات الألمانية التي تجاوزتها في الغالب دون أن تتمكن من إصابتها وبفضل ذلك تحوّلت ساحرات الليل لهدف صعب بالنسبة للألمان. لكن في حال تعرضها لطلقات خطاطة، احترقت هذه الطائرات المصنوعة من الخشب بشكل سريع رفقة طاقمها الذي افتقر لمظلات القفز للنجاة.

وزودت طائرات بوليكاربوف بو 2 بقنبلتين وتكون طاقمها في الغالب من طيّارين وقد لجأت هذه الطائرة للعودة نحو قاعدتها للتزود بمزيد من القنابل خلال العمليات العسكرية. وعلى حسب المصادر السوفيتية، أرسلت فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 نحو 40 من طيّاريها كل ليلة وقد خاض كل واحد من هؤلاء ما بين 8 و18 مهمة عسكرية بالليلة الواحدة.

وألقت طيّارات فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 ما يقارب 23 ألف طن من القنابل على أهداف ألمانية طيلة فترة الحرب وشاركت في 30 ألف طلعة جوية وقد كانت آخر مهمة لهن يوم 4 أيار/مايو 1945 أي قبل 3 أيام فقط من استسلام ألمانيا.

وعلى الرغم من حصولهن على عدد من أعلى الأوسمة السوفيتية، حرمت طيّارات فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 من المشاركة باستعراض النصر بموسكو بسبب طائراتهن القديمة التي اعتبرت عارا على الاتحاد السوفيتي كما تم الاستغناء عن خدماتهن بشكل رسمي بعد مضي 6 أشهر فقط عن نهاية الحرب العالمية الثانية.

قد يهمك ايضا :  شاهد: فلاديمير بوتين شيد بدور الاتحاد السوفيتيي في تحرير معكسر أوشفيتز

روسيا تؤكد عدم معارضتها للصين بمحادثات الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon