سعودية تجمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج لإطعم القطط والكلاب في الدرّاسة
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

عانت من حالة نفسية بعدما فقدت نجلها الأصغر منذ عامين

سعودية تجمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج لإطعم القطط والكلاب في الدرّاسة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - سعودية تجمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج لإطعم القطط والكلاب في الدرّاسة

نورا تجمع لقيمات الخبز
الرياض ـ سعيد الغامدي

 تبدأ نورا في جمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج المتبقية من على طاولات مائدة الرحمن في منطقة الدراسة بعد الانتهاء من الإفطار.

و تخرج بملابسها البسيطة في طريقها لإطعام الكلاب والقطط بالشوارع، وهي العادة اليومية التي بدأتها منذ حضورها إلى مصر قبل عامين.

"وتعتبر نورا  سيدة سعودية الجنسية شارفت على الستين من العمر، تنتمي لإحدى كُبرى العائلات في المملكة، وبحسب ما تقول، كانت تعيش حياة مُترفة، قبل أن تتعرض لصدمة نفسية بعد وفاة ابنها الأصغر في حادث، وتركت ممتلكاتها وأبناءها الأربعة الذين يعيشون مع زوجاتهم وأحفادها في مدينة الطائف وجاءت إلى منطقة باب الشعرية، وتُكرس حياتها لإطعام الكلاب والقطط الضالة، أملًا في التخفيف عنها وأن يكون في ميزان حسنات فلذة كبدها.

"وقالت نورا "ابني توفي في الجامعة فتلاقيني أعصابي تعبانة"، قبل أن تذكر تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة ابنها الأصغر قبل نحو عامين وقتما كان يدرس في جامعة سعودية، حيث تحدّاه شاب يمني لا يعرفه خلال قيادتهما سيارتهما على الطريق "راح خبط في شجرة، ومات".

وتابعت "بذلت محاولات عديدة للتعايش بعدما فقدت فلذة كبدها قائلة "كان قريب ليا مرة، كان طيب مرة مرة"، حاولت ابنتها وأبناؤها الثلاثة التخفيف عنها قليلًا  وقالت :ما قدرت أعيش في نفس المدينة، كنت كل ما أمر من الطرق أتذكره"، لتعقد العزم على مغادرة المملكة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا "لحين ما أقدر أرجع تاني".

"و كانت منطقة باب الشعرية  هي المنطقة التي وقع اختيار نورا عليها للإقامة بها، حيث كانت المفضلة لصغيرها  قالت "كان بينزل مصر، وبيحب يقعد في المنطقة دي" منذ أن وطأت قدماها الحي الشعبي، كَرست حياتها لإطعام الكلاب والقطط الضالة "يمكن ما لقيت حظي مع البني آدمين، لكن لقيت حظي مع الكلاب".

وتابعت "قاعدة في الشقة لحالي، لا أختلط بأحد"، تلجأ إلى زيارة مساجد آل البيت للتبرك والترويح عن نفسها "بروح السيدة نفيسة والسيدة عائشة والحسين"، بينما تنتظر قدوم شهر رمضان لترافق الصائمين في موائد الرحمن.

و تقضي السيدة الستينية رمضان للعام الثاني في موائد الرحمن خاصةً المائدة التي تنظمها إحدى الجمعيات الخيرية بالدراسة "أنا مش جاية هنا عشان آكل، أنا بدور على ناس" تقولها بينما تدمع عيناها، تضيف أنها يمكن أن تحضر طعامها معها ولا تأخذ من وجبات المائدة "كفاية إني أشوف الناس".

ويعرف المتطوعون داخل مائدة رحمن الدرّاسة،، التي تقام منذ 4 سنوات، نورا جيدًا ، حيث اعتادوا عليها وحفظوا عادتها بجمع باقي الطعام لحيوانات الشارع.

"تقول علا عادل إحدى المتطوعات، إنها تأتي لمائدتهم منذ عامين وتشارك الأسر بطاولتهم من دون أن تفتح حوارًا معهم "بتقعد مبتسمة من غير ما تكلم، بتكون فرحانة بالونس"، بعدها تجمع اللقيمات والعظام داخل كيس وترحل لتبدأ في إطعام الكلاب والقطط في الشارع "بنشوفها بعنينا".

وتذكر المتطوعة الثلاثينية أن نورا ذات مرة أخبرتها بقصتها وحكاية وفاة نجلها وهاتفت ابنها الذي يعمل بأحد المطارات السعودية، وطلبت منه أن تتحدث إليه لتتأكد من صدق كلامها "قعد يوصيني على أمه، ويقولي طيب هي مضيقاكوا في حاجة، وشكرًا إنكم بتعاملوها كويس".

و  تقول نورا، إن ابنتها الكبرى تمتلك مؤسسة معروفة في السعودية، ويعمل أبناؤها الثلاثة بمطارات المملكة "ولادي بسطني وبيبعتولي فلوس"، وتضيف أنهم يلحون عليها للعودة إلى منزلها بالمملكة لكنها ترفض "أنا مغلبة ولادي معايا".

تُخفي نورا" جنسيتها عن العاملين بالمائدة، بينما تُخبر فقط المتطوعة علا بعدما شعرت بارتياح لها، تقول إنها تخبرهم بأي جنسية أخرى مثل فلسطينية أو جزائرية أو سورية.

و لا تقطع نورا عادة إطعام الكلاب والقطط طوال العام، فتقول إنها تتكفل بإطعامهم من مالها الخاص "بجيبلهم أكل على حسابي"، حيث تحضر لهم هياكل الدجاج من محلات الدواجن "وأسقيها في عيش وشوربة"، للقناعة الراسخة داخلها "اطعمي الطير ربنا يطعمك".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعودية تجمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج لإطعم القطط والكلاب في الدرّاسة سعودية تجمع لقيمات الخبز وعظام الدجاج لإطعم القطط والكلاب في الدرّاسة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 07:05 2014 الخميس ,03 تموز / يوليو

إلغاء الانتخابات؟

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 20:24 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

كارمن سليمان تستفز الجمهور بصورها مع ابنها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon