فنانون وإعلاميون من العراق يؤكّدون أن حقبة السبعينات كانت نهاية الأغنية النسائية
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

فترة الثمانينيات شهدت موجة من الغناء على شكل فرق ضمت اصواتا نسائية عديدة

فنانون وإعلاميون من العراق يؤكّدون أن حقبة السبعينات كانت نهاية الأغنية النسائية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فنانون وإعلاميون من العراق يؤكّدون أن حقبة السبعينات كانت نهاية الأغنية النسائية

فنانون وإعلاميون من العراق فى حقبة السبعينات
بغداد – نجلاء الطائي

أرجع فنانون وإعلاميون خلو الساحة الغنائية العراقية من الأصوات النسائية إلى نظرة المجتمع المتدنية للمطربة، وفيما عدوا أن ذكورة المجتمع انعكست على الجانب الفني أيضاً، أكدوا أن حقبة السبعينات كانت "نهاية" الأغنية النسائية، ولم يبق من المطربات إلا ممن يتصفن باللون الغجري البعيد عن التراث والأصالة.

وكشف الفنان عبود كاظم "ان فترة الثمانينيات شهدت وبسبب اشاعة الثقافة الحربية بالذات موجة من الغناء على شكل فرق ومجاميع إنشادية ضمت اصواتا نسائية عديدة ولكن لم يحدث ان انفردت من بينهن مطربة تميزت في الوسط الفني، باستثناء ظهور مطربات يمكن ان نطلق عليهن "سوقيات او مطربات ملاه من الدرجة الثالثة"، مضيفًا انه "في ما بعد وخلال ما يسمى بالحملة الايمانية اعتبر الفن رجسا من عمل الشيطان وعلى اساسه حوربت المطربة والمنابع التي تغذي الفن العراقي على خلاف ما شهدنا خلال فترة الخمسينيات التي ظهرت فيها العشرات من المطربات الناجحات على صعيد الفن العراقي"، ورأى ان "فترة السبعينيات كانت قمة نشاط الأغنية العراقية من ناحية الكلمات واللحن والأداء والموسيقى وهي الاركان الأربع التي تعتمد عليها الاغنية اضافة الى الصوت الانثوي وما يتميز به كصوت وحيدة خليل ببحتها الحزينة والصوت المثقف لسيتا هاكوبيان وانوار عبد الوهاب، للأسف لم يكن هناك اهتمام رسمي يؤسس لهذا المجال كما هو حال المجالات الأخرى.. ولكن ذلك لم يمنع من ظهور أصوات يحن إليها الناس إلى الآن وعلى اختلاف أذواقهم مثل صديقة الملاية وبدرية أنور ومنيرة الهوزوز وزكية جورج، وصولاً إلى سليمة مراد، وزهور حسين، ووحيدة خليل، وعفيفة إسكندر، ولميعة توفيق، وأحلام وهبي، وغيرهن الكثيرات، حتى أن بعض الأغنيات لاتزال محفورة في ذاكرة الأجيال العراقية وأغنيات لم تزل حيّة لأنها نبعت من حياتهم، وارتبطت ارتباطاً وثيقا بالتراث والفولكلور وكانت انعكاساً للواقع المعاش".

وأوضح كاظم انه في السابق كان الصوت القوي والاندماج مع الكلام واللحن هو وسيلة التنافس بين مطربات عصر الأغنية العراقية النسوية الذهبي، أما اليوم فالفضل يعود لانتشار المعطيات التكنلوجية التي تسهم في تحسين الصوت النشاز أو التسجيل على مراحل عدة وأماكن مختلفة، والاستعانة بجميع المؤثرات البصرية، ولكن برغم كل تلك الوسائل لم نقتنع بأهمية الأصوات الموجودة الآن، لافتًا الى أن التقصير يكمن في المؤسسات الرسمية لعدم تشجيعها ودعمها للأصوات النسوية واحتضان المواهب التي يكمن من خلالها الارتقاء بفن الأغنية الذي يمكن ان يعد امتداداً للأصالة والتراث، ومضيفًا: لدينا مؤسسة فنية تعنى بشؤون الموسيقى والغناء، ولكن على صعيد الإنجاز ماذا قدمت..؟.

وأعلن الفنان والموسيقي جميل حسين إن "المطربة العراقية حالياً لا حضور لها في الساحة الفنية، وسبب اختفائها يكمن في اختلاف الذوق العام فهو لم يعد يتقبل الاصالة". لافتاً الى ان هذا الامر يثير تساؤل الباحثين عن عدم ظهور اصوات نسائية كمائدة نزهت وعفيفة اسكندر وامل خضير وسيتاهاكوبيان وغيرهن.. وما تبقى على قيد الحياة من هذه الاسماء المعروفة نجدها معتكفة او مختفية احتراماً لنفسها من عدم تقبل الجمهور لها، واضاف: لدينا أصوات طربية ممتازة، لكن نظرة المجتمع المتدنية لهذه الشريحة هي السبب في الابتعاد عن الظهور، خصوصاً مع كثرة القنوات التلفازية التي تبحث عن ترويج إعلاناتها باستعراض الأجساد ومداعبة الغرائز وميوعة المطربة. وهو ما جعل الأهل أو أولياء الأمور يقمعون أية رغبة لدى فتياتهم، مفضلين بقاءهن في البيت على مواجهة الانتقاد العشائري أو المجتمعي، وتابع: يبدو أن الساحة الغنائية العراقية بدأت تنحو نحو الأصوات الذكورية، بعد انحسار الأصوات النسوية وبشكل كبير، خصوصا مع هجرة أو تقاعد المطربات العراقيات الرصينات اللواتي شكلن الذائقة الموسيقية لهواة هذا الفن الجميل منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وبرغم التشدد الذي يلوح في الاجواء العراقية بفعل الثقافات التي دخلت الينا بعد التغيير إلا أن ذلك لم يمنع بعض الفضائيات المحلية من إعداد برامج تبحث عن الأصوات المبدعة.

*اسباب اجتماعية وسياسية
وذكر الاعلامي رفعت عبد الرزاق ان غياب الاصوات النسائية في الغناء العراقي لم يكن وليد هذه السنوات وانما بدأ منذ أواخر السبعينيات.. مبيناً ان المطربات الرائدات امثال عفيفة اسكندر ومائدة نزهت ولميعة توفيق وسواهن انحسر دورهن لاسباب اجتماعية او شخصية، فضلاً عن الواقع السياسي انذاك كما حصل مع عفيفة اسكندر التي قررت عدم الغناء في زمن النظام السابق واستمرت حتى وفاتها، اما عن مائدة نزهت فبسبب الفكر الديني واتجاه زوجها نحو التصوف اعتزلت الغناء بشكل تام. ولميعة توفيق اعلنت اعتزالها منذ منتصف السبعينيات ولم تعد تشترك في الحفلات سوى بعض التسجيلات الغنائية التي بقيت تبث من خلال اذاعة بغداد.. المشكلة في هذه الاصوات النسائية انها كانت تؤدي الأغنية البغدادية وهي لون بسيط يتلاءم مع المقامات والانغام العراقية القديمة.

*مائدة نزهت والاغنية السبعينية
وكشف عبد الرزاق أن الاغنية السبعينية اعتمدت على التنوع في المقامات واصولها وقد اجادت في هذا المجال الفنانة مائدة نزهت.. اما اليوم فقد انتهى عهد الأغنية العراقية وما نسمعه حالياً فلا يمد بصلة لا للغناء ولا للموسيقى ولا حتى للذوق العام.. واضاف: تحديداً يمكن اعتبار أغنية (اسألت عنك) لمائدة نزهت هي نهاية الأغنية النسوية العراقية، إذ لم تقدم بعدها اغنية ظلت في الذاكرة، مؤكداً: مثلما قلت ان الأغنية النسوية انحسرت منذ أواخر السبعينيات واستمرت بالانحسار حتى انتهت في منتصف الثمانينيات إذ لم نعد نسمع غناء نسوياً تتجسم فيه الاصالة وينتمي للتراث ماعدا بعض الاصوات ضمن مجموعات الفرق والتي لم تحقق حضوراً على الساحة الفنية، ومع بداية التسعينيات انهت الأغنية النسوية تماماً، وظهر الصوت الغجري المتمثل بمغنيات الملاهي وهذا طبعاً لا يحسب على الفن مطلقاً، مضيفًا: من الاسماء المهمة التي تدخلت بجدارة ارشيف التراث العراقي سليمة مراد التي لم تنقطع واستمرت حتى وفاتها عام 1977. والأن لا بد ان تكون هناك حملة وطنية للاهتمام بتراث الغناء النسوي وجمعه وحفظه من الضياع.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانون وإعلاميون من العراق يؤكّدون أن حقبة السبعينات كانت نهاية الأغنية النسائية فنانون وإعلاميون من العراق يؤكّدون أن حقبة السبعينات كانت نهاية الأغنية النسائية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon