انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن وبخاصة النساء يُنذر بوجود خلل
آخر تحديث GMT17:56:16
 لبنان اليوم -

العنف ضد المرأة قد يدفع بهن إلى التخلي عن الحياة

انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن وبخاصة النساء يُنذر بوجود خلل

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن وبخاصة النساء يُنذر بوجود خلل

انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن
عمان - العرب اليوم

انتصرت محكمة التمييز بصفتها الجزائية إلى رفض العنف ضد النساء، حيث أكدت أنه "اذا اقترب المتهم من المشتكية بعد أن سكبت مادة الكاز على نفسها وإمساكه للقداحة وإشعالها لعدة مرات بمحاذاة ملابس المشتكية والطلب منها أن تحرق نفسها ولم يمنعها من سكب الكاز على ملابسها فإن هذه الأفعال تشكل أركان وعناصر جنحة حمل إنسان على الانتحار خلافًا للمادة 339/ب من قانون العقوبات"، وهو ما خلص إليه قرار المحكمة.

ويؤكد قرار المحكمة أن العنف ضد النساء والفتيات قد يدفع بهن إلى الانتحار أو محاولة الانتحار، كما جاء في دراسة حديثة صادرة عن جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" وبدعم من منظمة أوكسفام حملت عنوان "الإنتحار في الأردن من منظور النوع الاجتماعي" والتي سيتم نشر تفاصيلها تباعًا.

وتشير "تضامن" إلى حادثة أخرى تمت في بداية عام 2013 في مدينة العقبة جنوب الأردن، حيث تم الادعاء بأن الفتاة أقدمت على الانتحار بشربها مادة سامة وبوشرت التحقيقات الأولية وجمع المعلومات التي أكدت وجود خلافات عائلية بين المتوفاة وذويها ليعترف عندها شقيقها بقيامه بوضع مادة اللانيت السامة داخل كوب ماء وإجبار المغدورة على تناوله رغمًا عنها لوجود خلافات عائلية فيما بينهما وبعلم والده.

وأشار التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2017، والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية إلى ارتفاع جرائم الانتحار في الأردن خلال عام 2017 بنسبة 8.33% مقارنة مع عام 2016، حيث وقعت 130 جريمة خلال عام 2017 مقارنة مع 120 جريمة خلال عام 2016، علمًا بأن الأرقام بشأن الجرائم أعلاه لا تعكس بالضرورة الأرقام الفعلية للجرائم المرتكبة، بخاصة وأنها في مراحلها التحقيقية ولم يصدر بها أحكام قطعية عن المحاكم المختصة.

الإنتحار الكامل بين الإناث خلال آخر 5 سنوات

وأكدت إدارة المعلومات الجنائية "وهي الجهة الوحيدة التي لديها أرقامًا تفصيلية عن حالات الإنتحار ومحاولات الإنتحار في الأردن" على أن الأردن شهد خلال الأعوام 2012-2016 بحدود 527 حالة إنتحار منها 157 حالة إنتحار لإناث و 370 حالة إنتحار لذكور " 29.8% لإناث و 70.2% لذكور".

وشهدت الـ 7 أشهر الأولى من عام 2017 حدوث 83 حالة إنتحار منها 27 حالة لإناث و56 حالة لذكور "32.5% لإناث و 67.5% لذكور"، وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة الإناث اللاتي ينتحرن مقارنة مع معدل الخمس سنوات السابقة.

وبتوزيع عدد حالات الإنتحار بين الإناث حسب الفئات العمرية، فإننا نجد بأنه وخلال خمس سنوات "2012-2016" كانت الفئة العمرية 18-27 عامًا هي الأعلى، حيث وقعت 57 حالة إنتحار وبنسبة  36.3%، تلاها الفئة العمرية 28-37 عامًا وبعدد 44 حالة إنتحار وبنسبة 28%، تلاها الفئة العمرية أقل من 18 عامًا بعدد 27 حالة انتحار وبنسبة 17.2%، ومن ثم الفئة العمرية 38-47 عامًا وبعدد 21 حالة إنتحار وبنسبة 13.4%، وأخيرًا الفئة العمرية أكثر من 48 عامًا وبعدد 8 حالات إنتحار وبنسبة 5.1%.

هذا وقد ارتفعت نسبة المنتحرات في الفئة العمرية 18-27 عامًا خلال أول 7 أشهر من عام 2017 حيث وصلت الى 40.7% من حالات الإنتحار بين الإناث، ولم يكن هنالك اختلافات بين الذكور المنتحرين مع الإناث المنتحرات من حيث الفئات العمرية 18-27 عامًا و 28-37 عامًا حيث كانتا الأعلى أيضًا بين الذكور "35.6% بعدد 132 حالة انتحار و 23.2% بعدد 86 حالة إنتحار على التوالي"، إلا أن الفئة العمرية 48 عامًا فأكثر كانت في المركز الثالث حيث بلغ العدد 59 حالة إنتحار وبنسبة 15.9%.

وفيما كانت الفئة العمرية 28-37 عامًا الأعلى بين المنتحرين الذكور خلال 7 أشهر من عام 2017، فكان عدد الحالات 21 حالة وبنسبة 37.5% من مجموع حالات الإنتحار بين الذكور.

محاولات الانتحار بين الإناث خلال آخر 5 سنوات

كما شهد الأردن خلال الأعوام 2011-2016 بحدود 2182 محاولة انتحار منها 1357 محاولة إنتحار لإناث و825 محاولة انتحار لذكور "62.2% لإناث و 37.8% لذكور".

فيما شهدت الـ 7 أشهر الأولى من عام 2017 حدوث 300 محاولة انتحار منها 189 محاولة إنتحار لاناث و111 محاولة إنتحار لذكور "63% لإناث و37% لذكور"، وهو ما يشير إلى ثبات نسبة الإناث اللاتي يحاولن الانتحار "على ارتفاع بالتأكيد" مقارنة مع معدل الخمس سنوات السابقة.

وبتوزيع عدد محاولات الإنتحار بين الإناث حسب الفئات العمرية، فإننا نجد بأنه وخلال خمس سنوات "2011-2016" كانت الفئة العمرية 18-27 عامًا هي الأعلى حيث وقعت 648 محاولة إنتحار وبنسبة  47.7%، تلاها الفئة العمرية 28-37 عامًا وبعدد 290 محاولة إنتحار وبنسبة 21.4%، تلاها الفئة العمرية أقل من 18 عامًا بعدد 279 محاولة إنتحار وبنسبة 20.5%، ومن ثم الفئة العمرية 38-47 عامًا وبعدد 96 محاولة إنتحار وبنسبة 7.1%، وأخيرًا الفئة العمرية أكثر من 48 عامًا وبعدد 44 محاولة إنتحار وبنسبة 3.3%.

وارتفعت نسبة محاولات الإنتحار في الفئة العمرية 18-27 عامًا خلال أول 7 أشهر من عام 2017 حيث وصلت الى 52.9% من محاولات الإنتحار بين الإناث وبعدد 100 محاولة من أصل 189 محاولة إنتحار.

ولم يكن هنالك اختلافات في محاولات الإنتحار ما بين الذكور والإناث من حيث الفئات العمرية جميعها، حيث كانت الفئة العمرية 18-27 عامًا و 28-37 عامًا الأعلى أيضًا بين الذكور "49% بعدد 404 محاولات إنتحار و 24.4% بعدد 201 محاولة إنتحار على التوالي"، فيما كانت الفئة العمرية 48 عامًا فأكثر الأقل في محاولات الإنتحار بين الذكور حيث بلغ العدد 45 محاولة إنتحار وبنسبة 5.5%.

فيما كانت الفئة العمرية 18-27 عامًا الأعلى بين محاولات الإنتحار بين الذكور خلال 7 أشهر من عام 2017، فكان عدد الحالات 44 محاولة وبنسبة 39.6% من مجموع محاولات الانتحار بين الذكور البالغة 111 محاولة.

ويتضح لنا بتحليل الأرقام أعلاه، أن هنالك حوالي 1.4 محاولة انتحار يوميًا في الأردن، فكيف يتم التعامل مع هذه الحالات، وما هي الخدمات التي تقدم لهم وبخاصة الإناث منهم؟ علمًا بأن الأرقام لا تبين بشكل واضح فيما إذا كانت محاولات الإنتحار لأول مرة أم أنها محاولات متكررة لنفس الأشخاص.

أسباب ودوافع الإنتحار

صنفت إدارة المعلومات الجنائية في مديرية الأمن العام أسباب ودوافع الانتحار ومحاولات الانتحار ضمن 10 تصنيفات مختلفة ، إلا أن تلك التصنيفات قد تتداخل فيما بينها، وبعضها قد لا يكون معبرًا عن الأسباب الحقيقية للإنتحار، فمثلًا هنالك تصنيف "خلافات شخصية" و تصنيف "خلافات عائلية" وتصنيف "أمراض ومشاكل نفسية"، فتحت أي تصنيف سيكون حال من تُقدم على الإنتحار من الإناث بسبب إعتداء أحد أفراد الأسرة عليها جنسيًا، ودخولها في حالة نفسية سيئة، وهي دائمة الخلاف مع من إعتدى عليها.

لا بل أكثر من ذلك فإن هذه التصنيفات لا تبين وبشكل واضح حالات الإنتحار أو محاولات الإنتحار بين الإناث الناتجة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهي بالتالي ستؤدي حتمًا الى إتخاذ إجراءات وقاية وحماية وحتى إجراءات علاجية وتأهيلية لا تنصب على الأسباب الحقيقية للإنتحار ومحاولاته، ولا تظهر الأرقام الواردة من إدارة المعلومات الجنائية "الدوافع" مفصلة حسب الجنس، وإنما تشمل الجنسين الذكور والإناث.

وتعود نحو 28% من دوافع الإنتحار بين الذكور والإناث في الأردن إلى أمراض ومشاكل نفسية خلال خمس سنوات (2012-2016)، ومن ثم "الخلافات العائلية" وبنسبة 20.7%.

أسباب ودوافع محاولات الانتحار

خلافًا لدوافع الإنتحار، فإن "الخلافات العائلية" تتصدر دوافع محاولات الإنتحار وتقارب النصف خلال خمس سنوات "2012-2016"، فقد بين الجدول أدناه بأن 47.1% من الذين حاولوا الإنتحار ذكورًا وإناثًا كانت الخالافات العائلية دافعهم الرئيسي.

ويعود السبب في تصدر "الخلافات العائلية" هو أن حوالي 62% من الذين يحاولون الإنتحار هم من الإناث، مما يؤكد من جديد على أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يعد من أهم الأسباب التي تدفع بالإناث الى محاولة الانتحار.

وتراجعت نسبة الذين حاولوا الانتحار خلال خمس سنوات بسبب "الأمراض والمشاكل النفسية" لتصل الى 329 محاولة وبنسبة 15%.

وإذا كان من المقبول وجود دوافع "مجهولة" في حال الإنتحار الكامل، إلا أن ورود ذلك في محاولات الإنتحار تبدو مستغربة، ولا بد للتحقيقات والعلاج النفسي من الوصول الى الأسباب التي دفعت بالشخص ذكرًا أم أنثى الى الإقدام على محاولة الإنتحار، خاصة وأن الأرقام تشير إلى رتفاع أعداد الذين حاولوا الإنتحار لأسباب مجهولة خلال السنوات الماضية، حيث كانت أعدادهم لا تتجاوز الثلاثة عام 2012 ووصلت الى 43 عام 2016، وهي في تزايد إذا علمنا بأن خلال أول 7 أشهر من عام 2017 كان هنالك 40 محاولة إنتحار بأسباب مجهولة.

وأكد مسح السكان والصحة الأسرية  لعام 2012 إلى أن نحو 2410 نساء متزوجات واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين (15-49) عامًا من أصل حوالي أحد عشر ألف إمرأة شملها المسح ، أفدن بتعرضهن للعنف الجسدي منذ العمر 15 عامًا من قبل أشخاص محددين ضمن العائلة وهو ما يطلق عليه العنف الأسري ، أو من قبل أشخاص آخرين خارج إطار العائلة.

وتشمل قائمة مرتكبي العنف ضد المتزوجات كل من الزوج الحالي، الزوج السابق، الأب، الأم، الأخ، الأخت، زوج الأم / زوجة الأب، أقارب آخرين، المعلم، ذكور آخرين، إناث آخريات، آخرون.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن وبخاصة النساء يُنذر بوجود خلل انتشار ظاهرة الانتحار في الأردن وبخاصة النساء يُنذر بوجود خلل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon