التغيرات البيولوجية والأعباء المنزلية تساهم في إصابة المرأة بالاكتئاب
آخر تحديث GMT14:08:15
 لبنان اليوم -

أكد العلماء أنه يصيب النساء أكثر من الرجال

التغيرات البيولوجية والأعباء المنزلية تساهم في إصابة المرأة بالاكتئاب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - التغيرات البيولوجية والأعباء المنزلية تساهم في إصابة المرأة بالاكتئاب

مرض الاكتئاب
بيروت - العرب اليوم

كشفت دراسات حديثة عن أعراض واضحة تؤكد الإصابة بمرض الاكتئاب، فينقلب المزاج رأسًا على عقب في معظم الأوقات، وتغيب المتعة ويقل الاهتمام بممارسة المهمات اليومية، وتكون زيادة النوم أو قلته هي المسيطرة طوال الوقت، وعندما يهبط الوزن أو يزيد، ويكون هناك شعور بعدم القيمة، ويكون لوم النفس والإحساس بالذنب سيدي المشهد، وعندما يكون هناك هياج حركي مع شعور بعدم الاستقرار، أو خمول حركي مع احساس ببطء الإيقاع، وحين يكون هناك تعب وفقدان في الطاقة، وتضعف القدرة على التفكير ويقل التركيز ويظهر التردد والتخبط في اتخاذ القرارات، ويظهر التفكير في الموت أو تمنيه أو التفكير في الانتحار أو التخطيط له، أو محاولة القيام به، إذا اجتمعت خمسة أو أكثر من لائحة الأعراض المذكورة لدى شخص ما فمعنى ذلك أنه مصاب بالاكتئاب، وفقًا لدليل التشخيص الأميركي الرابع.

ويشار إلى أن الاكتئاب مرض المرأة بامتياز، فكل البحوث التي أجريت عنه كشفت عن أنه ينال من المرأة أكثر من الرجل بصورة لا لبس فيها. ولا شك في أن التكوين العاطفي للمرأة، ومشاعر التعلق بشخص ما أو فقدانه، والعمل المستمر بلا راحة، هي من بين مسببات الاكتئاب، لكنّ هناك أسبابًا أخرى، نعرضها كالآتي:
 
-         التغيرات البيولوجية المتلاحقة: تشكل التغيرات الهرمونية التي ترافق المرأة مع أول دورة شهرية، وما بين كل دورة والتي تليها، وخلال فترة الدورة وفي فترة الحمل والولادة، وفي فترة سن اليأس وما قبله، ضغوطًا عليها من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه أمام مرض الاكتئاب. وتشير المعطيات العلمية الى أن التقلبات الهرمونية المتتابعة التي تتعرض لها المرأة مسؤولة عن القسم الأكبر من حالات الاكتئاب، و"اكتئاب ما بعد الولادة" مصطلح متعارف عليه في الوسط الطبي، ويعيده العلماء إلى الانخفاض السريع في مستوى الهرمونات الذي يحدث بعد الولادة.
 
-          الأعباء المنزلية والمهنية: وتساهم كثرة الأعباء التي تقع على كاهل المرأة، سواء في المنزل أو خارجه، في زيادة احتمال إصابتها بنوبات الاكتئاب.
 
-          المشاكل الزوجية: تؤثر الخلافات المستمرة التي تسيطر على العلاقة الزوجية في نفسية المرأة، فتجعلها أكثر عرضة لمرض الاكتئاب.
 
-          الضغوط الاجتماعية: يمكن للتفرقة العنصرية ونظرة المجتمع إلى المرأة، والتعامل معها بدونية في بعض الأحيان، أن تفسح المجال لتسلل مرض الاكتئاب إليها.
 
-          اجترار الذكريات السيئة: أكد الباحثون أن ذاكرة المرأة أقوى من نظيرتها لدى الرجل، لتذكر الأحداث التي شكلت مصدرًا لمشاعر سلبية، خصوصًا عندما ترتبط تلك الأحداث بانفعالات قوية تساعد النساء على إنعاشها وتذكّرها بسهولة أكبر، فعلى ما يبدو أن الذكريات السلبية تبقى حية في ذاكرة المرأة في انتظار الفرص المواتية لظهورها للعلن.
 
-          البدانة: لفتت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة "رايس" الأميركية، إلى أن النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة أكثر بـ40 % من زميلاتهن ذوات الوزن الطبيعي. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الزيادة في الوزن تترك آثارًا وخيمة على الصحة، مثل داء السكري، والأمراض القلبية الوعائية، وبعض أنواع السرطان، ومنها سرطان بطانة الرحم والثدي والقولون. ورغم النسب العالية لإصابات الاكتئاب عند المرأة، فإن حالات كثيرة لا يتم تشخيصها لأسباب تعود إما إلى المريضة وإما الى الأطباء أنفسهم، ما يحوّل الاكتئاب مرضًا مزمنًا يزيد الوضع تعقيدًا.

وبخصوص الأسباب المتعلقة بالمرأة، فهناك نظرة في الدول النامية مفادها التستر على المرض النفسي، لأنه، وفق الرأي السائد في المجتمع، مرض معيب يقترن بالجنون وقلة الإيمان وضعف الوازع الديني، عدا هذا هناك نساء لا يأبهن بعواطفهن ويعتقدن أن ما يشعرن به هو مجرد تغيرات مزاجية لا أكثر ولا أقل، وهنا تكمن الكارثة، أما في ما يتعلق بالأطباء، فهناك فئة واسعة منهم تملك معارف منقوصة عن مرض الاكتئاب، الذي غالبًا ما يجري تفسيره على أنه مظهر حزن مألوف بين النساء، أو قد يتم تشخيصه على أنه اضطراب عضوي نظرًا لتخفّي المرض على شاكلة صور عوارض جسمانية يختلط فيها الحابل بالنابل.

ويعد تشخيص مرض الاكتئاب في وقت مبكر مهم جدًا، ومن هنا ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة، تمامًا كالصحة الجسدية، لأن إصلاح مرض الاكتئاب قبل فوات الأوان يجنب المصابة الدخول في متاهات لا لزوم لها، بل يجعلها أكثر إيجابية وأكثر قدرة على التواصل الاجتماعي مع زوجها وأطفالها وأهلها وبيئتها. ومتى جرى تشخيص مرض الاكتئاب فإن علاجه ممكن بأساليب مختلفة، دوائية وسلوكية وكهربائية، إلى جانب الدعم الوثيق من قبل المقربين منها، خصوصًا في الفترات الحرجة من نوبات الاكتئاب الشديدة.

ويترعرع الاكتئاب بين معشر النساء وسط تعتيم عليه، ومن هنا تأتي ضرورة العمل على إخراجه من دائرة الظل إلى العلن كخطوة للحديث عنه من أجل التعجيل بتشخيصه، وبالتالي للشفاء منه. فاستمرار الاكتئاب يكسر كل العلاقات بين المرأة المصابة والمحيطين بها، فرفقًا بها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغيرات البيولوجية والأعباء المنزلية تساهم في إصابة المرأة بالاكتئاب التغيرات البيولوجية والأعباء المنزلية تساهم في إصابة المرأة بالاكتئاب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 11:50 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 لبنان اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 22:38 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ

GMT 09:33 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 22:38 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

مجوهرات أساسية يجب أن تمتلكها كل امرأة

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تعلن أول حالة إصابة مؤكدة لسلالة جدري القرود

GMT 12:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

طريقة عناق حديثي الولادة تؤثر على صحتهم

GMT 18:13 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

أسرة "آل هارون" تضم الفنانة مريم البحراوى للفيلم

GMT 12:31 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

عطر "بيونوف" الساحر من "عاصمة الضباب"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon