المرأة اليمنية معاناة تتجدد في وقت اختفى فيه الرجال خوفًا من الموت
آخر تحديث GMT07:43:18
 لبنان اليوم -

بداية من التعصب الذكوري والتحكم بها إلى مواجهة ويلات الحرب

المرأة اليمنية معاناة تتجدد في وقت اختفى فيه الرجال خوفًا من الموت

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المرأة اليمنية معاناة تتجدد في وقت اختفى فيه الرجال خوفًا من الموت

المرأة اليمنية
صنعاء ـ خالد عبدالواحد

لا زالت المرأة اليمنية على مر العصور، هي من تمسك بزمام الأمور في المنزل، وتشارك زوجها متاعب الحياة وهمومها،  وتكدح في الحقول والجبال من أجل أسرتها، وخلال الحرب التي تشهدها البلاد للعام الرابع على التوالي، نراها تقبع أمام أبواب السجون بحثًا عن ولدها أو زوجها المخطوف أو أبيها، وتواجه مليشيا الحوثي بكل جدارة وثبات في وقت اختفى رجال المدينة خوفًا من الموت المحتوم. 

ورغم ما تقدمه المرأة اليمنية، للمجتمع اليمني المحافظ الذي يقدس المرأة، ويعطيها الجزء الأكبر من الأهمية، ويعاملها بالاحترام والتقدير ويقدمها في كل النواحي إلا أن التعصب الذكوري لا زال موجودًا، حيث إنه لا يصح لأي فتاة أن تختار مع من تعيش وكيف تعيش ومن تتزوج به، فكل هذه الأمور بيد رب الأسرة، فبعض القبائل اليمنية التي لا زالت تتمسك بعاداتها وتقاليدها القديمة، لاتعطي لمشاعر المرأة أي قيمة، وتعتبرها سلعة للعمل والبيع والشراء.

وتقول الناشطة الإنسانية هيفاء الجبلي، إن المرأة اليمنية كانت زمان تقوم بكنس المنزل وتغسل أواني البيت وترعى الماعز والبقر، بالإضافة إلى العمل في الحقول وتربية أبنائها، مضيفةً "حياتها ويومها كله كد وكفاح من أجل الحصول على لقمة العيش وإرضاء أسرتها"، مشيرة إلى أن المرأة لاترتاح ولاتعرف الطريق إلى الراحة فمن معاناة إلى أخرى، وتابعت، أن الفتاة بعد عملها منذ الصغر تجبرها الأسرة على الزواج دون علمها، سواء بلغت السن القانوني للزواج أم لم تبلغ، فحياتها كلها بيد أسرتها، ولاتستطيع مخالفتهم فإن خالفت قد تتعرض للقتل أو العذاب الشديد، وختمت كلامها "حياة المرأة اليمنية كلها كد وتعب وكفاح وعمل من صغرها حتى تشيب". 

ومع دخول الثقافات المختلفة إلى البلاد بدأت المرأة اليمنية في البحث عن حقها المسلوب والتحرر من السلطة الذكورية، والعمل في مجالات الحياة المختلفة، وأسست منظمة اتحاد نساء اليمن، للبحث عن مشاكل المرأة اليمنية ونقلها إلى العالم والبحث عن حلول لمشاكلها، وإشراكها في الحكومة، وحمايتها من التسلط الذكوري، وتشجيعها على القيم بمشاريع لتنهض بدورها في بناء المجتمع. 

ولاقت المرأة اليمنية النصيب الأكبر من ويلات الحروب التي تشهدها المدينه، حيث لقيت المئات منهن حتفهم أثر الألغام التي يزرعها الطرفان، بالإضافة إلى القصف العشوائي للمليشيات الحوثية على الأحياء السكنية، والغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، وتقف عائشة علوان اليوم على الرصيف بعكازين حديدين، بعد أن تعرضت لشظية صاروخية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن. 

وأوضحت عائشة، 30عامًا، أنها تعرضت لشظية من أحد الصواريخ التي أطلقتها مليشيا الحوثي على المدينة العام الماضي، مضيفة "أن الشظية قطعت رجلها اليمنى أثناء ما كانت تجمع الأحطاب لطهي الطعام شرق مدينة تعز جنوب غربي البلاد، مبينة أن عجزها عن العمل بالإضافة إلى مقتل زوجها جعلها تمتهن الشحاته لجمع المال وشراء الطعام لها ولأبنائها. 

وفقدت عشرات الآلاف من النساء أزواجهن وذويهن، خلال الصراع الدائر في البلاد، ما ضاعف من معاناتهن حيث أجبرت العشرات منهن على الدخول إلى أسواق العمل المختلفة بحثًا عن لقمة العيش. 

التجنيد الإجباري 

استغلت مليشيا الحوثي مقتل العشرات من أبناء النساء اليمنيات وأزواجهن في سلبهن أنوثتهن وأموالهن، وإجبارهن على التجنيد في الوقت الذي تنهار قوى الحوثيين في جبهات القتال، بالإضافة إلى إجبارهن على المشاركة في دورات طائفية، وقمع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية للنساء أمام المباني الحكومية، حيث أنشأت المليشيا العديد من المعسكرات لتجنيد النساء، في العاصمة اليمنية صنعاء، واستخدمت العديد منهن في اقتحام المنازل ومحال الصرافة، كما أجبرت العديد من موظفات القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء على حضور دورات طائفية في أماكن مجهولة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العرب اليوم"، أن مليشيا الحوثي تأخذ العديد من الموظفات في القصر الجمهوري إلى أماكن مجهولة بعد ربط أعينهن، وتلقي عليهن دورات طائفية وتحريضية، بالإضافة إلى محاربة "العدوان" في إشارة للتحالف العربي. 

وتشهد اليمن منذ ثلاثة أعوام، حربًا عنيفة بين القوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدد من المناطق اليمنية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة اليمنية معاناة تتجدد في وقت اختفى فيه الرجال خوفًا من الموت المرأة اليمنية معاناة تتجدد في وقت اختفى فيه الرجال خوفًا من الموت



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 07:05 2014 الخميس ,03 تموز / يوليو

إلغاء الانتخابات؟

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 20:24 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

كارمن سليمان تستفز الجمهور بصورها مع ابنها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon