العالم يتحد لمواجهة مخاطر إضفاء الطابع الطبي والقانوني لعمليات ختان الإناث
آخر تحديث GMT09:19:51
 لبنان اليوم -

أكثر من 27.2 مليون سيدة وفتاة مصرية تعرضن للانتهاك إثر العملية

العالم يتحد لمواجهة مخاطر إضفاء الطابع الطبي والقانوني لعمليات "ختان الإناث"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - العالم يتحد لمواجهة مخاطر إضفاء الطابع الطبي والقانوني لعمليات "ختان الإناث"

قبر الطفلة سهير البتعة
القاهرة ـ محمد الشناوي

في الوقت الذي تجري فيه أولى المحاكمات في المملكة المتحدة وفي غينيا، هناك تركيز متزايد لتعزيز القانون الذي يجرم ختان الإناث في كينيا وأوغندا، ما يشكّل حراكًا عالميًا في كثير من البلدان للحد من الظاهرة التي تنتشر في معظم الدول الأفريقية والشرق الأوسطية.

وتحتل مصر صدارة هذه البلدان في عدد النساء اللاتي تعرضن للختان، إذ بلغت النسبة أكثر من 91% أو ما يعادل 27.2 مليون سيدة وفتاة مصرية قد تأثرت بالختان، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وتحاول السلطات المصرية وضع حد لهذه الظاهرة من خلال سن قوانين وتشريعات تجرّم وتمنع الأطباء من إجراء عمليات الختان.

وإيزاء هذه الإجراءات المحلية والعالمية المثيرة للتفاؤل على نحو متزايد في ختان الإناث، جاء الحكم الصادر في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر في قضية سهير البتعة، وهي طفلة مصرية تبلغ من العمر 13 عامًا، توفت بعد خضوعها لعملية ختان في محافظة الدقهلية، شمال شرق القاهرة، مخيبًا للآمال، حيث برأت المحكمة كلًا من والد سهير والطبيب اللذين نفذا هذه العملية رغم تأكيد تقرير الطبيب الشرعي، الذي أقره النائب العام في مصر، على إجراء عملية ختان الإناث، حيث حكم القاضي الذي تم تعيينه لهذه القضية في الآونة الأخيرة، ضد أدلة الخبراء المحايدة وذلك بتبرئة الرجلين، ولم يعلن عن هذا الحكم في المحكمة، ولكن اكتفى بإيراده في سجل المحكمة.

وتبدوا معركة ختان الإناث في مصر شائكة ففي عام 2006 أعلن مشايخ كبار أنَّ ختان الإناث ليس من الدين وفي العام التالي منع الأطباء من إجراء عمليات الختان بعد وفاة طفلة  تبلغ 12عامًا.

ودعم هذا التحريم تشريع صدر عام 2008 الذي بموجبه تمَّت محاكمة والد سهير والطبيب بالطريقة نفسها التي حدثت منذ ستة أعوام، فبالرغم من وجود قوانين معمول بها، فبإمكان العدالة أن تمارس مهارة المراوغة، فإن لم يتم إعمال القوانين واتسم نظام العدالة بالشفافية، فسيجد الجناة سبيلهم للاستمرار في الإفلات من العقاب.

وبحسب ما جاء عن منظمة اليونيسيف، فإنَّ أكثر من 27.2 مليون سيدة وفتاة مصرية قد تأثرت بختان الإناث، وهذا يمثل نحو 91 في المائة من السكان الإناث في البلاد وهي النسبة الأعلى لأي دولة، حيث تبلغ نسبة النساء المصريات اللاتي خضعن للختان واحدة من بين خمسة من النسبة العالمية التي تقدر بنحو 100-140 مليون امرأة وفتاة تأثرن بهذه العملية، وعلى رغم بطء انخفاض معدل الفتيات والمراهقات اللاتي خضعن للختان، حظي هذا التجريم بدعم واسع النطاق على الصعيد ربوع وطنية مختلفة منها المهنيين الذين من المفترض أنهم موكلين لتقديم الرعاية.

كما تقود مصر الحراك باعتبارها أكبر مخاطر حركة مكافحة الختان العالمية وهذا بسبب توجهها المتزايد نحو إضفاء الطابع الطبي على العملية، والذي يتعارض جوهريًا مع توجيهات منظمة الصحة العالمية، ومما لا يمكن تصديقه أنَّ هناك ورقة أكاديمية أعدها الطبيب المصري محمد خليل بمؤسسة "إف "1000 للأبحاث "F1000" أشبه ما تكون بمجلة علمية، تقترح أن هناك "دليل غير كافٍ على دعم المطالبات" التي تراها معايير ختان الإناث من الدرجة الأولى الضارة عند إجراء العملية على يد طبيب ممارس.

وترى منظمة "اليونيسيف" أنَّ قرابة 77% من عمليات الختان في مصر تتم على أيدي أطباء أو غيرهم من المتخصصين، وهذه زيادة أكثر من 100% منذ عام 1995، ورغم لعب كينيا دور قيادي في الحملة العالمية، إلا أنها تعمل على إضفاء الطابع الطبي على عملية ختان الإناث، ولم تحرمه اندونيسيا كليًا، رغم أنها عملت على تعديل تشريعات 2010 التي تسمح للممارسين الطبيين في البلاد بإجراء الختان بصورة قانونية، وفي العام نفسه، نجحت حركة "المساواة الآن" في مناهضة القرار الذي اتخذته الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال للتصديق على النوع الرابع من ختان الإناث عندما اقترحت إدخال تغييرات على القانون ليسمح "بالتكميم" أو "وخز البظر".

ومن المفترض أن تسمح جميع الجهود المبذولة لجعل ختان الإناث "أ:ثرأمانًا" تخفي في طياتها الانتهاك الصارخ الذي تمثله وتغطي على تأثيرها البدني المستمر مدى الحياة وكذا التأثيرات العاطفية والعواقب النفسية، وأبرز وفاة سهير المأساوي الختان على أنه انتهاك بالغ الخطورة لحقوق المرأة والفتاة لما فيه من خطورة صحية شديدة بغض النظر عن إجراءها سواء داخل مؤسسة طبية أو خارجها.

ودون رسائل قوية من الحكومة المصرية، مثل التنفيذ المناسب للقانون العقاب السريع للجناة، فلن تكون حملة مناهضة ختان الإناث مقبولة بأية حال من الأحوال ويؤدي غلى تهميش حقوق المرأة على الأصعدة كافة، وجزء من الحل ضمان توعية مناسبة وتدريب شامل لمقدمي الرعاية الصحية حول التداعيات الصحية والحقوقية لختان الإناث.

 وتعمل حركة "المساواة الآن" مع المحامين المحليين في مركز المساعدة القانونية للمرأة المصرية لضمان حصول سهير على العدالة لفتاة واحدة ولكن على أمل أن تحدث سابقة تساعد في ضمان حماية عدد لا يحصى من غيرها من الفتيات، وعلى مصر الآن أن تقرر أي اتجاه تسلكه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يتحد لمواجهة مخاطر إضفاء الطابع الطبي والقانوني لعمليات ختان الإناث العالم يتحد لمواجهة مخاطر إضفاء الطابع الطبي والقانوني لعمليات ختان الإناث



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon