يثير نقاشًا بشأن حماية المرأة من التحرش ودفع الجناة للمسائلة
آخر تحديث GMT08:32:36
 لبنان اليوم -

لقطات فيديو تبين تعرض فتاة للتحرش أثناء تجولها

يثير نقاشًا بشأن حماية المرأة من التحرش ودفع الجناة للمسائلة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - يثير نقاشًا بشأن حماية المرأة من التحرش ودفع الجناة للمسائلة

الفتاة التي تعرضت للتحرش
لندن - كاتيا حداد

دفع مقطع فيديو يعرض صورًا لسيدة تتعرض لصافرات الشباب لأكثر من مائة مرة أثناء تجولها في المدينة في يوم واحد، إلى مجموعة من المحادثات المهمة بشأن التحرش في الشوارع، ولكن كما هو الحال في أي نقاش يُنظر للردود على أنها مجرد إطراء.

وذكر أحد مذيعي قناة "فوكس نيوز" أنه "لا يوجد شئ غير لائق بالفيديو"، مضيفًا أن معظم التعليقات كانت "إطراء" في حين أضاف زميله أن أحد التعليقات كانت "يالا الهول أنتى يا عزيزتي جزء من امرأة، في حين ألقى أحد النقاد اللوم على النساء أنفسهن على عدم تعاملهن مع التحرش بالشوارع بالفعل.

وجاءت الكثير من الردود -التي نشرتها صحيفة "الجارديان" في تقرير مطول- مفادها "كنت أحب لو أن امرأة صاحت في الشارع على جسدي"، مما يكشف القصور الشديد في فهم تجربة التعرض للتحرش، فيما يتعلق بكل من تكراره المثير للاضطراب وكذلك عدوانه التهديدي، ولكن أكثر الردود إحباطًا كانت تلك التعليقات التي تسبط الضوء على ضبط ردود فعل المرأة.

وعرض المعلّق ستيف سانتاغاتي، مقترحًا أن على المرأة ألا تتجول في شوارع المدينة إن كانت لا ترغب في التحرش، وقال بحكمته "إن لم يروق لك هذا كامرأة، فاستديري واصرخي ودافعي عن نفسك، كوني امرأة قوية في عام 2014".

وأشارت الكوميدية أماندا سيلز، التي ظهرت في نفس الفقرة على شبكة "سي إن إن" الأميركية، قائلة أن هذه النصيحة غير مجدية على حد كبير في عالم تشهد فيه المرأة التحرش المتكرر بازدياد فاتسم المجتمع بالعنف، مضيفةً وقد تتعرض لهجمات مميتة عند المحاولة في الاحتجاج على ما تتعرض له من تحرش، ومن الجلي أنه يتوجب علينا التركيز على مصدر المشكلة بدلًا من ردود أفعال النساء، حتى أنه لا يجب التفوه به، بل إن الإصرارعلى انتقاد ردود أفعال النساء للتحرش وسوء المعاملة مستمر بلا انقطاع.

ووجد بعض المعلقين عبر وسائل الإعلام الاجتماعية ردودًا تتسم بشئ من الارتياح في مناقشة التحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت الردود إلى تجنب النظر في الإنترنت بدلًا من مواجهة التعليقات السافرة الكريهة، فيما نصح آخرون بأن على النساء غلق حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عند تلقيها تهديدات بالاغتصاب أو القتل، كما لو أن منع المرأة من الحديث على الساحة العنكوبوتية هو الطريقة الجهنمية للتعامل مع المشكلة.

هناك الكثير من الوسائل المختلفة للتعامل مع التحرش عبر الإنترنت وفي العالم الواقعي معًا، فبعض النساء لا ترهق ذهنها وتقرر أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن الإنترنت، في حين غيرها تكافح هذا التحرش؛ مما يمنحها الشعور بالقوة والسيطرة سواء بالرد عليهم على طريقة ماري بيرد - وهي فضح الشخص على الملأ بتغريدة موجهة إليه باسمه- أو بإرسال الكثير من الصور لقطة جميلة مثل ستيلا كريسي.

 وكان ممثل المنظمة غير الربحية "لا للتحرش بالشوارع" قد طرح ردودًا على متحرشي الشوارع ومنها التوصية بذكر السلوك ووصف المتحرش ("أيها الرجل الذي ترتدي قميصًا أصفر اللون، توقف عن التحرش بي") فينتقل بذلك الاحساس بالعار والخجل من الضحية إلى الجاني؛ مما يعطي المارة الفرصة إلى الوقوف بجوار الضحية  ومناصرتها، ومن لم تشعر بالأمان عند الرد على الفور واللحظة، أن تسرد الواقعة لاحقًا للشرطة أو إلى رب عمل الجاني.

ولقد ذكر العديد من النساء اللاتي شاركن مواقفهن مع مشروع "إفري داي ساكسيسم "أي التحيز اليومي ضد المرأة" أن هناك ردود فعل إيجابية من الشركات التي أخذت شكوى التحرش بالشوارع على محمل الجد وعملت على حل المشكلة، فيما وجدت نساء أخريات وسائلهن الابتكارية في التصدي للمتحرشين "تمكنت من إيقاف صافرات مجموعة رجال بيض البشرة بسيارة وذلك بإظهار علبة بدرة كبيرة ووضعها في الفم والابتسامة الكبيرة بعدها مما جعلهم يتوقفون على الفور عن التحرش"، ولكن ليس في الغالب أن يكون من الآمن الرد؛ فالخوف والرجفة كفيلتان بتجميد الضحية والفيصل هنا هو أنه لا يتوجب عليهن التعامل مع الموقف من أول مرة.

ولكننا لن نجد حلاً للمشكلة إذا جادلنا ما يتوجب على الضحية فعله بدلًا من تناول المشكلة من جذورها، فهل إغلاق النساء لحساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي عند تعرضهن للتهديدات هو الحل،  وإجمالًا؛ فالتهديد بالقتل أمر غير قانوني فيتوجب مثول الجناة أمام العدالة، وليس من الموضوعية تمامًا أن تتعرض المرأة للمضايقة في الطرقات وأن تتوقف وترد عن نفسها أو أن تواصل السير؛ ولكن بيت القصيد هو أنه لا يجب على أحد التحرش بها في المقام الأول، فليس هناك طريقة تناسب الجميع لإساءة المعاملة القائمة على كره النساء، إلا بالتعامل مع الجناة ووقاية النساء من التعرض لهذه الأفعال في المقام الأول.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يثير نقاشًا بشأن حماية المرأة من التحرش ودفع الجناة للمسائلة يثير نقاشًا بشأن حماية المرأة من التحرش ودفع الجناة للمسائلة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon