انفجار أزمة تكاليف علاج تعطل الغدد الصماء في أوروبا
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

يتسبب المرض في نحو 5٪ من حالات "التوحد"

انفجار أزمة تكاليف علاج تعطل "الغدد الصماء" في أوروبا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - انفجار أزمة تكاليف علاج تعطل "الغدد الصماء" في أوروبا

الحاويات البلاستيكية أبرز أسباب الإصابة بالمرض
برلين – جورج كرم

تشهد أوروبا تهديدًا وشيكًا بانفجار أزمة تكاليف الرعاية الصحية الناجمة عن اختلال الكيميائي في الغدد الصماء (EDCs)، والتي تعد مماثلة لتكلفة الرصاص والتسمم بالزئبق.

وبحسب دراسة نشرتها صحيفة "غارديان" فإن اختلال الغدد الصماء التي تنتج المواد الكيميائية، والتي تدخل بدورها في النظام الهرموني البشري، يمكن حدوثه بسبب التعرض لمواد مخزنة داخل حاويات المواد الغذائية والبلاستيكية والأثاث ولعب الأطفال والسجاد ومستحضرات التجميل.

وكانت سلسلة جديدة من التقارير التي شارك فيها 18 من أبرز الخبراء في العالم في علم الغدد الصماء؛ أسفرت عن أنَّ التكاليف الصحية الناجمة عن التعرض لاختلال هرمونات الغدد الصماء يكلف ما بين 157بليون يورو- 270 بليون يورو (113بليون- 195 بليون جنيهًا إسترليني)، أو 1.23% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.

وذكر البروفيسور فيليب جراندجين من جامعة هارفارد، أحد معدي التقرير للجارديان: "الشيء الصادم هو أنَّ العنصر الرئيسي من تلك التكلفة يرتبط بفقدان وظيفة المخ في الجيل المقبل، أدمغتنا تحتاج إلى هرمونات معينة للتطور عادة- هرمون الغدة الدرقية والهرمونات الجنسية مثل: التستوستيرون وهرمون الاستروجين، وجودها مهم جدًا في فترة الحمل والطفل وعدم وجودها يمكن أنَّ يؤدي إلى التخلف العقلي بسبب نقص اليود وهرمون الغدة الدرقية الناجم عن التعرض للمواد الكيميائية".

وأضاف جراندجين: "بعد فقدان الذكاء، فسمنة الكبار مرتبطة بالتعرض لهذه المادة، مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك، تعد ثاني أكبر تكلفة فيما يخص التكلفة الإجمالية المقدرة بـ15.6بليون يورو في السنة، وفقًا للتقرير، الذي نشر في مجلة جمعية الغدد الصماء للغدد الصماء السريرية والأيض.

وتعزو الدراسة أنه ما لا يقل عن 5٪ من حالات التوحد الأوروبية بسبب التعرض EDC، لكن د. جراندجين قال إنَّ الرقم على الأرجح أعلى من ذلك، بسبب الصعوبات في قياس تعرض الجنين للمواد الكيميائية بعد أنَّ يولد الطفل، مؤكدًا: "أود أنَّ أوصي النساء الحوامل والأطفال بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات العضوية وتجنب استخدام العبوات البلاستيكية والمواد الغذائية المعلبة، ولاسيما في الميكروويف، لأن عادة ما يتم وضع الحاويات في الداخل ومن ثم تتسرب تلك المواد والمركبات لحساء الطماطم، ويمكن أنّ تسبب اختلال الغدد الصماء".

منذ فترة طويلة كان يعتقد أنَّ اختلال الغدد الصماء يسبب ضررًا على الصحة التناسلية للذكور، لذا تحدد الدراسة الجديدة "الأسباب المحتملة" لاختلال الغدد الصماء والتعرض لمجموعة من الأمراض، بما في ذلك مرض التوحد، والعقم، والسمنة، والسُكري، وضمور الخصيتين.

ولقياس مدى احتمالية الإصابة بأمراض معينة بسبب التعرض للمواد الكيميائية الصناعية؛ قام الفريق الحكومي الدولي المعني بدراسة تغير المناخ بتضمين نموذج "تصنيف البيانات"، ونموذج علم الأوبئة المستخدمة من قِبل منظمة الصحة العالمية، في الورقة.

وجدت الدراسة أنَّ 70٪ -100٪ من احتمال فقدان الذكاء والإعاقة الفكرية نجمت عن التعرض للفوسفات العضوي المستخدم في مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية، وأيضًا التعرض لمركبات ثنائي الفينيل متعدد البروم الموجودة في مثبطات اللهب.

أما احتمالات اضطراب نقص الانتباه الناجم عن التعرض للاختلال الكيميائي في الغدد الصماء EDCs فقد جاءت بنسبة أقل ما بين 20-69٪.

من هنا قام فريق البحث من أجل تحليل الاسباب؛ بالاقامة في الإقامة في المستشفى لتقدير التكاليف الناتجة عن هذه الامراض، من خدمات الأطباء والتمريض والرعاية المنزلية والرسوم الطبية الأخرى، وكذلك التكاليف غير المباشرة مثل فقدان إنتاجية العمال، والموت المبكر والعجز.

وقدرت دراسات سابقة أنَّ التكاليف الصحية الأوروبية من الإعاقة الذهنية الناجمة عن التعرض للرصاص والتسمم بالزئبق تبلغ 69 بليون يورو، وأنَّ التكاليف المرتبطة بالتعرض للكثير من المواد الكيميائية الصناعية تقريبًا بنفس المقدار.

وأضافت الدراسة: "هذه الدراسات تطلعنا على حجم الكاليف المخيفة، والتي تعادل 7500 يورو لكل رجل وامرأة وطفل في الاتحاد الأوروبي كل عام".

بينما ذكر مدير تحالف الصحة والبيئة جينون جنسن: "لم يعد مسموحًا وجود بعض هذه المواد الكيميائية في السوق ولكن لا تزال تستخدم على نطاق واسع من قِبل آخرين، ينبغي على المفوضية الأوروبية أن تعمل الآن بطريقة قوية ومنتظمة لتقليل تعرض الناس لها".

وقد واجهت المفوضية الأوروبية انتقادات من دعاة حماية البيئة لتأخير استراتيجياتها المقررة لتحديد ومعالجة الآثار الصحية لتعطل الغدد الصماء، بسبب جماعات الضغط من مصنعي المبيدات والصناعات الكيماوية.

وفي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة "غارديان" مزاعم بأنَّ وثيقة رئيسية في الاتحاد الأوروبي قد "حجبت"؛ لأنها قدمت المعايير التي من الممكن أنَّ تؤدي إلى حظر 31 مبيدًا بمليارات من اليورو.

وقال جنسن: "نحن أيضًا تأثرنا سلبًا من جراء التأخير".

وذكر مدير وكالة حماية المحاصيل الأوروبية آنذاك، جان شارل بوكو: "ولكن في الوقت ذاته نحن نفهم أننا إذا أردنا أنَّ يكون النهج القائم مبنيًا على العلم، لذا نتأخر أحيانًا".

ودعا جراندجين اللجنة لنشر معاييرها لتحديد الاختلال الكيميائي في الغدد الصماء EDCs، مضيفًا: "لدينا حاجة ماسّة للوقاية واللجنة لديها السلطة للبدأ، نحن في حاجة إلى أنَّ تبدأ في ذلك قريبًا جدًا جدًا".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفجار أزمة تكاليف علاج تعطل الغدد الصماء في أوروبا انفجار أزمة تكاليف علاج تعطل الغدد الصماء في أوروبا



GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon