دراسة تكشف امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

تعتمد على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب تمتص الرطوبة من الجو

دراسة تكشف امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دراسة تكشف امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

الصحراء
الرياض ـ العرب اليوم

تستطيع الصحراء أن ترتوي ماءً يأتي من هوائها، بل إنّ الحصول على ذلك الماء لن يلوّث الهواء لأنّه يتمّ باستخدام طاقة الشمس النظيفة، وربما هزّ بعض القرّاء في الخليج العربي رأسه عند قراءة تلك الكلمات، لأن ندرة الماء باتت بعيدة فعليّاً عن مساحات واسعة من بلدانهم، بفضل جهود وتوظيفات حكوميّة كبرى في المياه، ولأن “شيئاً ما” يبدو أنّه تغيّر، فتتابعت مواسم ممطرة (بل مع ثلوج أحياناً) في شتائها الذي اعتاد طويلاً أن يكون جافاً، ورغم كل ذلك، يبقى الماء مطلوباً وعزيزاً. ويكفي تذكّر الأموال الضخمة التي تُستثمر في مشاريع تحلية المياه، ونقلها وضخها إلى مسافات تصل إلى مئات من الكيلومترات أحياناً.

وتساءل العلماء "ماذا لو تغيّرت تلك الصورة كليّاً، وصار ممكناً الحصول على الماء في الصحراء بسهولة من الهواء؟ ذلك ما تعد به آلة تشبه الإسفنجة وتستطيع امتصاص الرطوبة من الهواء مهما كان جافاً، بل تعطي 3 ليترات يوميّاً لكل كيلو تجمعه من تلك الرطوبة غير الظاهرة. فماذا إن كان عالِمٌ أميركي - أردني متألق في “جامعة كاليفورنيا - بيركلي”، هو الذي ابتكر تلك الأداة التي تنطق بعمق ما يربطه مع بلده؟"

وقاد البروفسور عمر مؤنس ياغي، المختص في الكيمياء، فريقاً علمياً للعمل على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب، تُعرف علميّاً باسم “موفس” (MOFs) اختصاراً لمصطلح “Metal Organic Frameworks” بمعنى “الأطر المعدنيّة العضويّة”. ولا توجد تلك المواد الكيماويّة التي تشبه الكريستال وتحوي ثقوباً كإسفنجة، في الطبيعة، بل لم تكن معروفة قبل عشرين عاماً عندما ابتكرها ياغي أيضاً. وخلال العقدين السابقين، سار علماء الكيمياء على خطى ياغي، وصنعوا حوالي 20 ألفاً من الـ “موفس”، وعام 2014، تمّكن ياغي وفريقه العلمي من تركيب مادة “موفس” التي أبدت تفوّقاً في قدرتها على امتصاص الرطوبة من الهواء، حتى عندما يكون جافاً.

ويُقدّر أن الغلاف الجوي يحتوي على 13 تريليون ليتر من الماء في أي لحظة، ويساوي ذلك عُشر ما تحتوي عليه الأرض من مياه حلوة في أنهارها ومحيطاتها كلّها. لقد بات كل ذلك الخزّان الضخم في متناول الصحراء وأهلها، ولم تكن يد المرأة المشتغلة في العلوم، بعيدة عن ذلك الإنجاز الواعد، إذ تعاون ياغي مع إلفين وانغ، وهي مهندسة ميكانيكيّة في “معهد ماساشوستس للتقنية”، وركّبا نوعاً جديداً من الـ “موفس” يستند إلى مادة الـ “زيركونيوم”، وسميّاه “موف- 801” (MOF - 801)، ووفق مقال نشرته مجلة “ساينس” العلمية (وهي ناطقة بلسان “الجمعية الأميركيّة لتقدّم العلوم”)، يعمل “موف - 801” بطريقة تذكّر بما يحصل في الأشجار وأنواع النبات، إذ يمتص الرطوبة ليلاً، ويجمعها ضمن الثنايا البلوريّة للـ “موف - 801”. ويتغيّر عمله نهاراً، إذ يستفيد من ضوء الشمس في تبخير ذلك الماء الليلي في غرفة مقفلة، ثم يجري تكثيف البخار ليصير ماءً عذباً منعشاً.

وعلّق ميركوري كاناتزيديس، وهو بروفسور كيمياء في جامعة “نورث ويسترن” الأميركيّة، على ابتكار ياغي قائلاً: “حصدُ الماء من هواء الصحراء كان حلماً راود الأدمغة طويلاً وتحقّق الآن”، وحاضراً، يبدو ابتكار ياغي مكلفاً لأن كل كيلو من الـ “زيركونيوم” يكلّف حوالي 150 دولاراً. وفي الأفق القريب، يرى ياغي أن الأمر سيتغيّر لأنه يعمل مع فريقه على ابتكار آلة مُشابِهَة تكون مستندة في عملها إلى نوع من الـ “موف” أساسه مادة الألومنيوم الشائعة التي يقلّ ثمنها عن الـ “زيركونيوم” مئة مرة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة دراسة تكشف امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon