مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

صغار المزراعين المغاربة والأفارقة هم أكثر ضحاياه تضررًا

مؤتمر "كوب 22 " ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مؤتمر "كوب 22 " ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

مؤتمر "كوب 22 " الدولي
مراكش ـ سليم الجندي

يدعو المغرب من خلال مؤتمر "كوب 22 " الدولي المنعقد في مراكش، رؤساء العالم للعمل من أجل توفير خطط تساعد المزارعين الأفارقة الصغار، لمواجهة مخاطر التغير المناخي على أراضيهم. وقال محمد إبراهيم أحد المزارعين المغاربة الذي يملك هكتارًا من أشجار التفاح في قرية "بومية" القريبة من ميدلت، إن درجة الحرارة لم تقل في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي عن 25 درجة مئوية، علما بأنها تتراوح ما بين درجة أو درجتين في نفس التوقيت من العام الذي سبقه. وتابع: " تحتاج الأشجار لما يقرب من 1200 ساعة من الدرجات المنخفضة جدًا في الشتاء حتى تنمو، ولكن هذا العام تأخر نموها، واضطررت إلى أن أتأخر في الحصاد شهرًا كاملا، فيما وصل حصاد التفاح إلى 20 طنا فقط، في حين كنت أتوقع أن يبلغ 40 طنا".

وتقع مدينة "ميدلت" على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر في منطقة مستوية واسعة محصورة بين جبال أطلس المتوسطة في الشمال، وجبال أطلس العالية في الجنوب، ويفيض جبل العياشي، احد أعلى الجبال في المنطقة، بالثلج على المدينة. ونظراً لارتفاع المدينة وجوها البارد فهي صالحة لزراعة أشجار التفاح، حيث تنتشر هذه الزراعة في المدينة. ولكن لهذا السبب فإن المزارعين بدأوا في ترك حقولهم.

وقال إبراهيم: "عندما كنا صغاراً كانت المدينة تمتلئ بالثلوج حتى نهاية شهر يونيو/حزيران، وفي بعض الأحيان كان لدينا مخزون من المياه يكفينا للري طوال العام، لقد كنا نحفر مترين للحصول على المياه، ولكن اذا أردنا أن نحصل عليها الآن يجب أن نحفر أكثر من ذلك".

وتبلغ نسبة الأيدي العاملة في المغرب 40% من السكان مثل معظم الدول الافريقية، ولكن المنتجات الزراعية تتأثر بشكل كبير بالتغير المناخي. ووصف إبراهيم العام الماضي بالاستثنائي حيث أثرت ظاهرة "النينا" على الأمطار في المغرب فتوقفت لمدة شهريين كاملين عن المملكة. وتقدر نسبة نقص الأمطار بشكل عام في الموسم الزراعي بنحو 42.7%، وتعتبر خسائر المنتجات الزراعية كارثية، خاصة منتجات الذرة والقمح، ووفقا لتقديرات وزارة الزراعة فان خسائر موسم 2015 قد بلغت 70%.

مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي

وقال محمد عيد قاضي رئيس المجلس العام للتنمية الزراعية إن الأمطار بدأت تقل منذ عام 1990 بنسبة 15% إلى 20 % سنويا، وتابع "كانت الأمطار تهطل بغزارة في الماضي ولكنها أصبحت أقل بكثير وانتشر الجفاف في كثير من المناطق".

وبما أن المؤتمر العالمي حول المناخ (كوب 22) يقام هذا العام في مراكش فان المغرب يصر على أن يتكون هذا المؤتمر من أطراف أفريقية. ويحاول ممثل المغرب أن يتحدث باسم الدول الأفريقية وتعرض قضية التغير المناخي غير المنتظم للمناقشة.

والجدير بالذكر، أن هذه المشكلة تحدث نتيجة عدة أسباب مثل ضغط المياه وتردي الأراضي الزراعية وارتفاع درجة الحرارة وإزالة الغابات، إلا أن أحدا لا يلتفت لذلك، فلقد عانت مناطق مثل الساحل المشترك بين تشاد والنيجر ومالي من الجفاف المتكرر منذ عام 1980، مما أدى إلى قلة الحصاد وتدهور الاقتصاد والأنظمة الزراعية، فلقد تهدد ما يزيد عن سبعة ملايين شخص في الساحل بالموت جوعًا، واحتاجوا إلى مساعدات غذائية من المنظمات الإنسانية.

ووفقا لمجلة " Nature" فقد عانت مناطق عدة في جنوب وشرق أفريقيا من الجفاف الحاد في السنوات الأخيرة، ويعتبر الذرة أكثر النباتات المتضررة من ذلك، كما أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2090 ستكون 60% من أراضي زراعة الفول غير قابلة للزراعة.

وتستغل المغرب المؤتمر للإعلان رسميا عن مبادرة تبنيها للزراعة الأفريقية، ونظر للتغير المناخي غير المنتظم فان المبادرة تقدم اقتراحات باستصلاح التربة وحسن إدارة مياه الري وتنبأ أفضل للأحوال الجوية، وتقديم الإرشادات للمزارعين المتأثرين بالجفاف.

ورغم أن المبادرة قوبلت بالانتقادات التي تقول بأنها تكرر الأعمال التي تقوم بها البرامج الأفريقية الأخرى، إلا أن المغرب يؤمن بأن إسهاماته قد تقنع قادة العالم بعمل خطة تحسن تقسيم 100 بليون دولار المخصصة لدعم مشاريع الدول النامية.

وصرح عزيز أخنوش وزير الزراعة المغربي بانه "يجب أن نترجم أفكار الجهات الغربية إلى مشاريع فعلية تخدم المزارعين الصغار"، وتابع "يجب أن نستغل أفكارهم في عمل مشاريع للري وتطوير الواحات وتحسين الأسمدة".

ويعتقد بروس كامبل مدير البرنامج العالمي للتغير المناخي أن الإدارة الجيدة لموارد المياه ستحسن الأمور، وتقدر نسبة الأراضي الزراعية التي تصلها مياه الري في أفريقيا ب 3.3% مقارنة ب 37% في أسيا، ورغم تحسن حالة الزراعة في المغرب ألا أن نسبة 85% من أراضي الزراعة تقوم على الأمطار، وقال بروس " يحتاج المزارعون الصغار إلى إرشادات جوية باللغات المحلية، فلو أن المزارعين علموا بظاهرة النينا في عامي 2015 و2016 لكانوا وفروا بذورهم لعام آخر أفضل".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي مؤتمر كوب 22  ينوي وضع خطط فعَّالة لمواجهة التغيُّر المناخي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon