مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية
آخر تحديث GMT08:51:29
 لبنان اليوم -

بسبب السحب السوداء التي خلفتها حرائق آبار النفط

مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية

سحب الدخان الأسود
بغداد - نجلاء الطائي

خلفت القنابل التي زرعها المتطرفون أضرارًا خطيرة على الصحة والبيئة في العراق، ما أثار قلق المنظمات الدولية، التي تدعو إلى تحرك سريع قبل استفحال الوضع. ويعاني العراقيون حاليًا من سحب الدخان الأسود، التي خلفتها حرائق آبار نفط، بعضها لا يزال مشتعلاً، منذ أكثر من أربعة أشهر، بما تحمله من غازات سامة بالقرب من مناطق سكنية وزراعية واسعة، تمتد إلى الجنوب من الموصل.

ومن المتوقع أن يمتد أثر هذه الحرائق، بالإضافة إلى المياه الملوثة، والمعدات العسكرية المتناثرة، والمرافق المدمرة، على المدى البعيد، ويعرقل إعادة الإعمار واستئناف أكثر من ثلاثة ملايين نازح في البلاد حياتهم بشكل طبيعي.

وأشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تلقي المئات العلاج إثر تعرضهم لمواد كيميائية، بالإضافة إلى تعرض الملايين لاستنشاق الجسيمات العالقة والغازات المنبعثة من آبار النفط، في المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة الموصل، حول آبار النفط، حيث أحرق تنظيم "داعش" مصنعًا للكبريت.

ويتحرى رجال الدفاع المدني العراقي الوضع عبر أجهزتهم الإلكترونية، وقال هجار فاضل، ضابط الدفاع المدني، وهو يقف على مقربة من بئر ما زالت تنبعث منها شرارات من اللهب: "نقيس مستويات كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز قابل للاشتعال يمكن أن يتسبب في حروق"، ونقوم بتغطية الأرض لوقف انبعاث الدخان، ووقف تلويث الهواء والبيئة".

لكن القلق يتنامى من التأثير السلبي لهذا التلوث على القدرة في اعادة بناء بيئة نظيفة ومستدامة، تتيح إعادة النازحين إلى ديارهم، وفق جيني سباركس، المسؤولة في منظمة الهجرة الدولية. وأضافت "سباركس" أن الأمر يتطلب الانتقال من التحرك الطارىء إلى برامج لبناء القدرة على المقاومة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن عملية إعادة الإعمار تجري في منطقة تعاني بيئتها أصلاً من التدهور، جراء النزاعات السابقة، واستغلال المساحات المزروعة بطرق غير مستدامة، أدت إلى التصحر الخطير، وإفقار التربة، وكانت الغالبية العظمى من سكان هذه المناطق تعتمد على الزراعة وتربية المواشي، والعمل في قطاع النفط، وهما قطاعان دمرهما المتطرفون.ويقول جابر، البالغ من العمر 16 عامًا، وهو يرعى أغنامه بالقرب من بلدة القيارة الزراعية: "نفقت بعض أغنامي، وما تبقى منها لا أستطيع بيعه أن لونها صار أسود".

وتحذر المنظمات الدولية من مزيد من الأضرار، مع استمرار الصراع في المنطقة، كما يحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من المواد السامة التي يحتويها الركام، وغبار المباني المدمرة، وبعض مخازن الأسلحة والمواد الكيميائية، ومن تأثيرها بعيد المدى على البيئة، إذا لم يتم التحرك في مواجهة ذلك، والأمر ذاته ينطبق على العربات العسكرية المدمرة المتروكة، لأنها تشكل خطرًا على الأطفال الذين يلعبون بها، أو الرجال الذين يفككونها لبيع معدنها". وقال إيرك سولهايم، المسؤول عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الماء يمكن أن يشكل مصدرًا للخطر. وأضاف: "ألقيت جثث ومواد خطيرة ونفط في الأنهار ومجاري المياه".

ورغم ذلك، مازال البعض يتمسك بالأمل، ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه عند الغزو الأميركي للعراق، في 2003، تعرض مصنع كبريت المشراق، قرب القيارة، لحريق استمر شهرًا، وتعرضت النباتات والمحاصيل لأضرار جسيمة، لكن بعد مرور عامين، تعافت البيئة.

اما بالنسبة لكميات النفط التي تسربت، فإنها مادة عضوية، وبمرور الوقت تتحلل ولا تعود تؤثر على البيئة، وفق ويم زويننبرغ، من منظمة "باكس" الداعية إلى إنهاء النزاعات. وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أنه بعد انتهاء المعارك قد يؤدي انهيار الهيئات المكلفة بإدارة البيئة إلى تراكم النفايات المنزلية والطبية والصناعية، والتسبب في مخاطر بيئية وصحية.

ومن المتوقع أن تتكرر أعمال النهب التي حدثت في أعقاب الغزو الأميركي في 2003، ولا سيما في المصانع، وحينها سرق مدنيون موادًا سامة وكميائية، وبعضهم، على سبيل المثال، نهب براميل من مفاعلات نووية، واستخدموها لتخزين مياه الشرب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية مواد كيمياوية سامة تنتشر في هواء العراق وتثير قلق المنظمات الدولية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon