محلية الردوم كولومبيا السودان تزرع مخدرات بمساحة دولة البرتقال
آخر تحديث GMT06:19:48
 لبنان اليوم -

أحد المواطنين أكّد أن وجود الغابات شكَّل حماية لزراعة "البنقو"

محلية الردوم "كولومبيا السودان" تزرع مخدرات بمساحة دولة البرتقال

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محلية الردوم "كولومبيا السودان" تزرع مخدرات بمساحة دولة البرتقال

زراعة المخدرات في السودان
الخرطوم - محمد إبراهيم

منطقة "الردوم" غربي السودان في ولاية جنوب دارفور تعرف هناك بأنها "كولومبيا السودان" لإنتاجها المهول للمخدرات البلدية المعروف بـ"البنقو" الحشيش، فرغم أن أرض المنطقة عالية الخصوبة تنتج أكثر قصب يتمتع بنسبة سكريات عالية بالبلاد، وترفد الأسواق بأفضل أنواع المانجو والبرتقال وموالح أخرى وخضراوات ومحاصيل صيفية وشتوية منها، وللمفارقة فإن هذه الأرض تحتضن زراعة "البنقو"، وتعتبر من أكبر مناطق أفريقيا إنتاجًا له، فالمحلية الحدودية الثرية تعايشت مع زراعة المخدرات لأسباب يرى أهلها إن لم تجد حلولاً فإن النبات المدمر لن يتوقف ظهوره في فصل الخريف، وهو ما جعل الدولة تبحث عن معالجة الظاهرة حيث أطلقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أخيراً حملة ليس لحرق حقول النبات المخدر كما كانت تفعل كالعاده بل للحيلولة دون زراعته مستقبلاً، فهل تسفر الجهود الحكومية عن إيقاف زراعة المخدرات بمحلية الردوم؟

<img alt="محلية الردوم " كولومبيا="" السودان"="" تزرع="" مخدرات="" بمساحة="" دولة="" البرتقال""زراعة="" المخدرات="" في="" data-cke-saved-src="http://www.arabstoday.net/img/upload/arabstoday-زراعه2.jpg" src="http://www.arabstoday.net/img/upload/arabstoday-زراعه2.jpg" style="height:350px; width:590px">

موقع استراتيجي
تقع محلية الردوم الحدودية في جنوب دارفور السودانية في زاوية جنوبية غربية، تحدها دولة جنوب السودان على بعد "57" كيلومتراً من الجنوب ومن الجنوب الغربي دولة أفريقيا الوسطى، ويربطها بدولتي الجنوب وأفريقيا الوسطى معبر (الحجيرات - راجا) (دفاق - سنقو)، وتتمتع بطبيعة بستانية في اتجاهها الجنوبي الغربي بجانب أراضٍ طينية رملية صالحة للزراعة بأنواعها المختلفة من محاصيل وحبوب زيتية وكل أنواع الفواكه. أما ناحيتها الشمالية فتمتاز بأراضي قيزان خصبة تنتج المحاصيل النقدية والدخن والكركدي واللوبيا وإنتاج الماشية التي تقدر بـ"15" ألف رأس، وتمتاز بإنتاج الأخشاب مثل (التيك والمهوقني وصندل الردوم)، ويتخذ أهل البادية الاتجاه الشمالي من الردوم موقعًا للرعي خاصة بعد انفصال دولة الجنوب التي حرمت الرعاة من عبور الحدود جنوباً، كما توجد بالردوم محمية قومية تقع بين نهري انبلجا وبحر عادا ممتدة حتى أفريقيا الوسطى، وتحتضن كميات من الحيوانات والزواحف بما فيها التماسيح، هذه المحلية التي تبعد حوالي 400 كيلو من نيالا حاضرة الولاية ورغم موقعها الجغرافي وطبيعتها السياحية، إلا أن بعدها هذا أدخل مواطنيها في نفق المعاناة والإهمال من قبل الحكومة، وهذا السبب جعلها من أكبر مناطق إنتاج المخدرات في البلاد.

صعوبة الوصول
محلية الردوم من المناطق صعبة الوصول في ولاية جنوب دارفور والوصول إليها يُعد ضرباً من المعاناة اعتباراً من شهر أبريل حتى أكتوبر، وذلك لسببين، يتمثل الأول في بعدها عن حاضرة الولاية، حيث تقع جنوبها بأربعمائة كيلو متر، كما أنه لا توجد طرق مسفلتة تؤدي إليها، علاوة على العقبة الكبرى المتمثلة في هطول الأمطار الغزيرة طوال ستة أشهر تسهم في عزلها تمامًا عن العالم الخارجي، وهو ذات السبب الذي جعل معتمدها يعجز عن مغادرتها لأربعة أشهر قبل أن يصل نيالا في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر الماضي.

زراعة المخدرات
"عثمان" من مواطني الردوم، سألته "العرب اليوم" عن أسباب اشتهار المنطقة بإنتاج المخدرات رغم أن معظم أهل المنطقة من حفظة القرآن ويدركون حرمة زراعة "القنب الهندي" فلخص الأمر قائلاً: "هذا هو البديل المتاح"، فالردوم تتمتع بأرض عالية الخصوبة مقرونة بتضاريس قاسية، وقال إن الخاصية الأخيرة أسهمت في تخفي من يزرعون المخدرات بعيداً عن أعين السلطات الحكومية، ولفت إلى أن المنطقة تمتاز أيضًا بغابات كثيفة تصل حتى دولتي الجنوب وأفريقيا الوسطى، ورأى أن هذه شكلت أيضاً حماية طبيعية لمزارع المخدرات، معتبراً أن الدولة تتحمل مسؤولية تجاه مواطنين بالمنطقة إلى زراعة البنقو، وشرح قائلاً: من يزرع الموالح وقصب السكر والخضراوات والأرز وغيرها من محصولات يجد صعوبة بالغة لإيصالها إلى مناطق الاستهلاك، وهذا يعني أنه يزرع ما يكفيه أو أن يترك مهنة الزراعة، فالمحلية تنقطع عن العالم الخارجي طوال ستة أشهر ولا توجد بها خدمات بالمستوى المطلوب، كما أن التواجد الشرطي فيها لا يتسق مع مساحتها الشاسعة وموقعها الحدودي والاستراتيجي، وهذا يعني أن الدولة بتقصيرها ساعدت في رواج زراعة البنقو التي تستقطب قادمين من خارج المحلية، ويرى أن إيقاف زراعة المخدرات يرتكز على توفير قوة ضاربة دائمة بالمنطقة بالإضافة إلى سفلتة الطريق المؤدي إلى مدينة نيالا حتى يتمكن المنتجون من تسويق محاصيلهم.
القوة الضاربة والدائمة التي أشار إليها المواطن عثمان تحوّلت إلى واقع وذلك عقب وصولها المنطقة بعد رحلة استغرقت ستة أيام متواصلة انطلاقاً من نيالا، والقوة الضاربة هي الذراع التي تستعملها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، في تنفيذ حملة المكافحة الكبرى بحظيرة الردوم بولاية جنوب دارفور لإبادة الحشيش بمناطق زراعته بمساندة من قوات الاحتياطي المركزي وطيران الشرطة وشرطة ولاية جنوب دارفور، وشهدت تنفيذ الحملة اشتباكات مسلحة بين القوة الحكومية والمتواجدين بتلك المزارع، وقال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللواء محمد عبدالله النعيم، إن هذه القوات تحركت إلى مناطق زراعة الحشيش بحظيرة الردوم وباشرت عمليات إبادة زراعة المخدرات وصاحب ذلك اشتباك بالأسلحة مع الخارجين على القانون، وأضاف أن القوة استطاعت السيطرة عليهم والقبض على عدد من المتهمين ولا يزال العمل مستمراً في عمليات الإبادة، مشيراً إلى أن هذه القوات تم تدريبها تدريباً متخصصاً لتنفيذ هذه المهمة، وأن هذا العمل يأتي ضمن الخطة المعدة من قبل الإدارة والتي تهدف إلى إبادة المخدرات فى مناطق الزراعات بالسودان.

خطوات استباقية
والحملة الكبرى التي أطلقتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سبقتها في العام الماضي حملة للتوعية من قبل شرطة ولاية جنوب دارفور للحد من زراعة البنقو الذي كشفت الشرطة أن منطقة "الردوم" تأتي في المرتبة الأولى بأفريقيا في إنتاج البنقو الذي يزرع في مساحة 34 ألف كلم، "ما يعادل مساحة دولة البرتغال"، وكشفت شرطة الولاية وقتها أن "الحملة الكبرى" تم من خلالها عمل توعوي كبير تخلى بموجبه عدد من المزارعين عن ممارسة تلك المهنة، وتعهدت باستمرار الحملات المكثفة للقضاء على الاتجار بالحشيش، وفي ذات العام أعلنت وزارة الداخلية عن اتجاهها بجانب وزارة المالية للبحث عن بدائل للمخدرات لتزرع في المنطقة، وكانت منظمات دولية قد طرحت إمكانية توطين زراعة التمباك بديلا للبنقو، والبدائل التي وعدت الحكومة بتوفيرها بعد أن طرحت فكرتها وجدت تجاوباً كبيراً من مواطنين بالمحلية، طالبوا بالإسراع في توفيرها حتى يتم القضاء نهائياً على زراعة المخدرات.

البدائل والوعود
سألنا معتمد محلية الردوم عثمان رمضان، عن البدائل التي سيتم توفيرها لمزارعي المخدرات خاصة أنه يتحدث عن "نجاح متوقع للقوة الرادعة في إيقاف زراعته"، فأشار إلى أن الدولة وعلى أعلى مستوياتها في الوزارات الاتحادية طرحت أمر البدائل وهذه بحسب المعتمد خطوة جيدة تؤكد جدية الحكومة على وضع حلول نهائية لهذه القضية، إلا أن المعتمد يلفت إلى أنهم ظلوا يسمعون عن البدائل ولا يرون لها وجوداً على الأرض خاصة من جانب الحكومة، مبيناً عن جهود تبذلها المنظمات الطوعية الوطنية ومنها منظمة الردوم لتوفير بدائل إلا أن إمكانياتها ومنعها من الذهاب الى الحظيرة يقلل من أثر مجهوداتها، ويرى المعتمد أن البدائل يجب أن تكون مشاريع إنتاجية كبرى تفجر إمكانيات المنطقة وتوجهها نحو الإنتاج، وينادي بتنفيذ المشاريع القومية، مفاخراً بإمكانيات محليته الضخمة وأبرزها الأراضي الخصبة والمياه المتوفرة، ويرى إمكانية إنشاء مصنع سكر لأن المنطقة تنتج أفضل محصول للقصب، وتمنى دخول الشركات الاستثمارية للردوم، ويقطع في نهاية حديثه بقدرة القوة الرادعة على إيقاف زراعة المخدرات بالردوم، ويؤكد وقوف المحلية والمجتمع المدني معها لإنجاح مهمتها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلية الردوم كولومبيا السودان تزرع مخدرات بمساحة دولة البرتقال محلية الردوم كولومبيا السودان تزرع مخدرات بمساحة دولة البرتقال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon