الجزائر ـ نورالدين رحماني
شهدت مدن الغرب الجزائري، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، أزمة خانقة للبنزين، خصوصًا في مدينة وهران، التي تعد قطبًا صناعيًا وسياحيًا بامتياز في الغرب الجزائري، بعدما عجزت على توفيره شركة "نفطال" (المجمع المسؤول عن توزيع الوقود في محطات الخدمات في الجزائر).
وعرفت محطات توزيع الوقود
طوابير طويلة، بعد توقف النشاط بها، بعد اكتشاف أن البنزين الموزع أخيرًا من محطة الضخ بمصفاة أرزيو غرب الجزائر، ملوث و به شوائب، المصفاة التي تعتبر الممون الرئيس لمحطات البنزين في غرب الجزائر، حسبما صرح به، الإثنين، لـ "العرب اليوم" مصدر نقابي من المجمع المسير لمحطات الوقود في الجزائر. الوضعية التي استدعت غلق المصفاة السالفة للصيانة وأخذ عينات للتحليل في انتظار التقرير النهائي. ويحدث هذا في غياب خزانات كافية لتخزين كميات البنزين المستوردة.
ومما زاد الأمر تعقيدًا، تأخر البواخر التي تنقل البنزين المستورد في دخول أرصفة الشحن بموانيء الجزائر، بسبب الاضطرابات الجوية أو الإجراءات الجمركية، بالإضافة إلى عدم وجود خزانات بالقدر الكافي لتخزين ما تم إنتاجه محليا أو مستورد من دول أخرى كليبيا وفرنسا وإيطاليا وفرنسا وجورجيا.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر متطابقة أن الجزائر قبل توقيف وحدات الإنتاج بمصفاة أرزيو، كثفت عملية استيراد البنزين عن طريق جلب ناقلات بسعة 25 و30 ألف طن لمواجهة الندرة، غير أن ذلك لم يحد من الأزمة للأسباب السالف ذكرها، مما يعني أن حل الاستيراد لا يكفي في ظل وقوع الناقلات المقبلة من الخارج رهينة لسوء الأحوال الجوية، التي تمنعها من بلوغ أرصفة الشحن في ميناء بطيوة الصناعي.
يذكر أن توزيع البنزين في الجزائر، يشرف عليه مجمع شركة "نفطال" ويتم عبر مصفتين رئيسيتين، الأولى مصفاة "أرزيو" في الغرب الجزائري والمتوقفة حاليًا والثانية مصفاة "سكيكدة" في شرق الجزائر، والتي تعمل بانتظام حاليًا، غير أنها لا تكفي الطلب الداخلي الجزائري.
أرسل تعليقك