المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

مشكلة خطيرة تستلزم رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير

المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى "مناطق مميتة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى "مناطق مميتة"

تلوث المحيطات بالبلاستيك
القاهرة ـ سهام أبوزينة

تشكّل المخلفات الناتجة عن الصناعات البتروكيميائية، بمختلف أنواعها من أكياس نايلون، وزجاجات بلاستيكية، وغيرها من النفايات التي يتم إلقائها في البحار والبحيرات والمحيطات، تهديدًا حقيقيًا للبيئة البحرية، فهي تفقدها مكوناتها الطبيعية، وتحولها إلى مناطق مميتة، نظراً للانخفاض الحاد الذي تسببه في الأكسجين اللازم لدعم الحياة البحرية، وتعد دول العالم الثالث، والدول الأسيوية باستثناء الصين، الأكثر إلقاءً لهذه المخلفات في البحار، في ظل عدم إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، كما تشير الدراسات إلى تزايد عدد المناطق البحرية المميتة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم رصد أكثر من 480 منطقة ميتة في العالم، أشهرها 3 مناطق في خليج بجنوب شرق ولاية لويزيانا، كذلك بعض المناطق على ساحل الخليج الأميركي، بالإضافة إلى العديد من المناطق بالقرب من السواحل المأهولة بالسكان.

وكشف بحث حديث عن وجود ألف طن من المواد البلاستيكية عبارة عن بقايا زجاجات بلاستيك وحقائب وأغلفة وأكياس من النايلون، تطفو على سطح البحر المتوسط، وبيّن تقرير علمي، نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي، أن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه، ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050.

واعتمد الباحثون في تقييمهم على دراسات كانت قد نشرت ما بين 1962 و2012، وشملت 186 نوعا من الطيور، وفق ما جاء بموقع "تسايت أونلاين" الألماني، وذكر التقرير أيضا أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء، وقال كريس ويلكوكس، من فريق الباحثين, إن هذه النسبة العالية تشير إلى "مدى تلوث المحيطات بالبلاستيك"، وخلال الخمسين سنة الأخيرة، بلغت هذه النسبة80%، ويرجع العلماء تراجع أعداد أنواع كثيرة من الطيور في جنوب المحيط بالقرب من أستراليا إلى تلوث المحيطات بكمية كبيرة من جزيئات البلاستيك.

وذكرت دراسة حديثة للأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن إجمالي إنتاج الدول العربية من البتروكيميائيات  بلغ في عام 2016 أكثر من 150 مليون طن، وأظهرت الدراسة التي صدرت تحت عنوان "صناعة البتروكيميائيات  في الدول العربية"، أن البتروكيميائيات  الأساسية والبوليمرات الحرارية تعد من أهم منتجات الدول العربية على هذا الصعيد، وأوضحت أن صناعة البتروكيميائيات احتلت مكانة مهمة في العالم منذ التسعينات من القرن الماضي حتى الآن، مشيرة إلى أن إجمالي الطاقات التصميمية لإنتاج الإيثيلين في الدول العربية بلغ عام 2016 نحو 26 مليون طن، تشكل نحو 14.7 في المائة من الإنتاج العالمي.

ولفتت الدراسة إلى أن إنتاج البروبيلين بلغ نحو 9 ملايين طن في عام 2016، ما يعادل نحو 10.2 في المائة من الإنتاج العالمي، مبينة أن الطاقة الإنتاجية للميثانول تبلغ نحو 13 مليون طن سنوياً، وهو ما يمثل نحو 10.6 في المائة من الإنتاج العالمي، بينما زاد إنتاج الدول العربية من البوليمرات الحرارية إلى نحو 29 مليون طن، وحول خطورة تزايد عدد "المناطق البحرية المميتة"، يقول الدكتور خالد سعيد، الخبير البيئي، إن الكائنات البحرية تتأثر بشكل كبير بإلقاء النفايات البتروكيميائية في المناطق الساحلية، وهو مايفقد العديد من المناطق البحرية مكوناتها الطبيعية المهمة، ويحولها إلى بؤر مميتة.

ويضيف "سعيد"، أن المخلفات البلاستيكية كذلك تمثل خطورة كبيرة على مرتادي المناطق الساحلية، وتشوه المناظر الطبيعية، مؤكداً على ضرورة رفع الوعي البيئي للمجتمع وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير للحفاظ على الشواطئ نظيفة، وحماية الكائنات البحرية، يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن زجاجات المشروبات تعد واحدة من أكثر أنواع النفايات البلاستيكية شيوعاً، حيث تم بيع حوالي 480 مليار زجاجة بلاستيكية على الصعيد العالمي في عام 2016، أي ما يعادل مليون زجاجة في الدقيقة الواحدة، وفي حال استمرار الاستراتيجيات الحالية في إنتاج وإدارة النفايات بنفس النهج، سيصبح هناك ملايين من النفايات البلاستيكية في مدافن القمامة أو في البيئة الطبيعية والمسطحات المائية خلال السنوات العشر القادمة.

ويوضح "عبده"، أن مشكلة معالجة البلاستيك هي مشكلة عالمية قد يختلف مداها من دولة إلى أخرى، مؤكداً أن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، لإنتاج منتجات أخرى أقل جودة من المنتج الأصلي، يوفر فرص استثمارية كبيرة، ويقترح الدكتور محمد عز العرب، أستشاري أمراض الكبد، استخدام الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل بديلًا عن الأكياس البلاستيكية العادية، التي يتم استخدامها حاليًا، حيث تستغرق نحو 100 عام لكي تتحلل، وتنتهي دورتها بإلقائها في البحار أوالأنهار، ما يعرض الكائنات المائية إلى النفوق، كما أن حرقها يؤدي إلى انبعاث ضارة.

ويحذر "عز العرب"، من خطورة تفاعل الأكياس البلاستيكية مع المواد الغذائية التي يتم وضعها بداخلها، لافتًا إلى أن التخلص من المخلفات البتروكيميائية بات يمثل تحديًا كبيراً أمام الحكومات، وبحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن منطقة القاهرة الكبرى تنتج 60% من النفايات، والإسكندرية 16%، بينما تنتج الدلتا نحو 19% والمحافظات الأخرى (القناة والصعيد) نحو 5%، ويبلغ إجمالي النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها نحو 292 ألف طن في السنة الواحدة، ويستهلك نحو 90 ألف طن من كسر البلاستيك مباشرة في التصنيع.

ويقترح أستاذ الاقتصاد الزراعي، الدكتور زكريا الحداد، تشجيع وتنمية إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وجذب الاقتصاد غير الرسمي بتحفيزات ضريبية وتسهيل النقل والتسويق، وإقامة مجمعات صناعية حول القاهرة لاستيعاب مصانع وورش التدوير بتحفيز مصرفي بمنح قروض ميسرة بفائدة بسيطة.

وذكر "الحداد" أن إجمالي خامات البلاستيك المستهلكة يبلغ 911 ألف طن ستصبح نفايات بعد فترة من الزمن، ويضاف إليها بعض المنتجات التي بها أجزاء بلاستيكية أو مواد التعبئة والتغليف التي يتم استيرادها، والتي يشكل عدم التخلص منها عبئا كبيرا على البيئة وصحة الإنسان، ويتم جمع نحو 60% من المخلفات البلاستيكية المتولدة من المخلفات الصلبة، وقد تبين أن 30% فقط من النفايات يعاد تدويرها، وأن نحو 33% يتم دفنها، ويعاد استخدام 5% فقط من هذه النفايات ويتم حرق 32% بدون تجميعها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة



GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon