سورية تحتاج إلى استيراد القمح مع تزايد ويلات الحرب عليها بمرور الوقت
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

أمر يواجه تعقيدات كبيرة جدًا بسبب العقوبات المفروضة على دمشق

سورية تحتاج إلى استيراد القمح مع تزايد ويلات الحرب عليها بمرور الوقت

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - سورية تحتاج إلى استيراد القمح مع تزايد ويلات الحرب عليها بمرور الوقت

المزارعون السوريون
دمشق – العرب اليوم

باع المزارعون السوريون الذين يعانون ويلات الحرب، في عامها الخامس، كميات من القمح للدولة، أقل مما باعوه العام الماضي، على الرغم من أنّ محصولهم كان أفضل وعرضت الدولة سعرًا أعلى، وأدى ذلك إلى عجز كبير لابد من سده عبر الاستيراد من الخارج، الأمر الذي يواجه تعقيدات بسبب العقوبات الغربية.

وفقدت حكومة الرئيس بشار الأسد، سيطرتها على الكثير من مناطق إنتاج القمح في الاشتباكات التي بدأت مطلع عام 2012؛ لكن الحكومة قالت في شباط/فبراير الماضي، أنها ستتحاشى الاستيراد من خلال شراء القمح، من المزارعين السوريين في مختلف أنحاء البلاد، وكان الهدف من وراء ذلك؛ إعادة تأكيد سلطتها، وتأمين الإمدادات من الخبز المدعم الذي ينتظره المواطنون.

وأبرزت مصادر حكومية، أنّه مع اقتراب موسم الشراء المحلي للقمح من نهايته؛ بلغت حصيلة مشتريات الدولة من المزارعين 454 ألفا و744 طنا مقارنة مع 523 ألفا طن، في العام الماضي، ومع مثل هذه الكمية في العام الذي سبقه ونحو 2.5 مليون طن سنويًا، قبل تفجر الحرب.

ويبدو أنّ زيادة السعر إلى 61 ليرة سورية (0.2772 دولار) للكيلوغرام من 45 ليرة في العام الماضي؛ لم يكن لها أثر يذكر، فيما رفعت دمشق سعر رغيف الخبز إلى نسبة 40% في كانون الثاني/يناير، وأشار السكان إلى أنّ كمية الدقيق المستخدمة في صنع الرغيف، قلت منذ آذار/مارس الماضي، من أجل ضمان استمرار المعروض من الخبز، ومع ذلك، باع كثير من الفلاحين محاصيلهم بأسعار أرخص لوسطاء يصدرونها إلى العراق وتركيا، أو زرعوا محاصيل أخرى.

وبيّن تجار ووسائل إعلام محلية، ان الدولة تحتاج بين 1 و1.5 مليون طن من القمح؛ لتوفير الخبز في تلك المناطق، وقال تاجر سوري يعمل في تجارة السلع الأولية، أنّه في الواقع، من الأرخص للحكومة الآن، أن تستورد القمح من أن تنقل المحصول المحلي السوري من مختلف أنحاء البلاد بكل ما في ذلك من صعوبات كثيرة في النقل بواسطة الشاحنات.

ولكن الحكومة لم تصادف سوى نجاح محدود في شراء القمح من الأسواق الدولية؛ لأن العقوبات التي تفرضها على دمشق من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية؛ تزيد من صعوبة التمويل المصرفي على الرغم من إعفاء المواد الغذائية.

وفي تموز/يوليو الماضي، قدرت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، أنّ الحكومة ستحاول شراء 600 ألف طن قمح من الأسواق الدولية، هذا العام، في حين إن مستوردي القطاع الخاص سيستوردون 200 ألف طن ثانية، وحتى الآن، طلبت الحكومة، مرتين، شراء القمح في مناقصات عمومية، وحاولت إتمام صفقة مقايضة، وبلغ اجمالي الحجم المطلوب في المحاولات الثلاثة؛ 450 ألف طن.

ولم يتضح ما إذا كانت هذه الصفقات، استكملت أو ما إذا كانت منظمة "الفاو" على علم بالرقم المتوقع لمشتريات الحكومة هذا الموسم، عندما أصدرت تقديرها أنّ الحكومة ستستورد 600 ألف طن، وتوقعت بأن تبلغ واردات القطاع الخاص 200 ألف طن، وأن يبلغ حجم المساعدات الغذائية 180 ألفا؛ ليصبح العجز على مستوى البلاد 800 ألف طن.

وفي مناطق سيطرة المجموعات المسلحة المعارضة، ذكر المجلس الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب، أنّه استخدم منحة قطرية تبلغ 15 مليون دولار في شراء 80 ألفا طن قمح من إدلب وحلب ودرعا، وعرض على المزارعين ما بين 230 و240 دولارا للطن، أي ما بين 0.4 و0.3 دولار (أقل مما عرضته الدولة عليهم ).

وأفاد وزير الزراعة في الحكومة المؤقتة للمجلس وليد الزعبي، أنّ "الحكومة تشتري من المناطق التي تسيطر عليها، أما معارضوها فيحاولون البيع لنا؛ لكن الأمر صعب بسبب صعوبة النقل".

وتقل مشتريات المجلس الوطني من القمح كثيرًا عن المطلوب لسد الحاجات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأغلبها في أيدي أكراد سورية، أو جماعات متطرفة مثل تنظيم "داعش" المتطرف.

ويسيطر "داعش"، على محافظتي الرقة ودير الزور اللتين تعتبران سلة غذاء سورية، في حين إن محافظة الحسكة في الشمال الشرقي حيث الأراضي الصالحة للزراعة تخضع إلى حد كبير لسيطرة إدارة كردية ذاتية، ومازالت مناطق في تلك المحافظة ساحة قتال بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم "داعش".

وعلى الرغم من أنّ التنظيم يسيطر على مناطق واسعة من الأرض بين محافظة الحسكة وغرب البلاد الخاضع لسيطرة الحكومة السورية، مازالت رحلات جوية تتم بين دمشق ومطار مدينة القامشلي الذي يخضع لسيطرة الحكومة في الحسكة حيث تم تجميع أكثر من 300 ألف طن من القمح في العام الجاري.

ولفت تاجر السلع الأولية السوري إلى أنّ كلفة نقل القمح من الحسكة إلى دمشق يمكن أن ترفع السعر في بعض الأحيان لما يتجاوز ثلاثة أمثال القمح المستورد.

ويحاول "داعش " جمع القمح من المناطق التي يسيطر عليها وطحنه وفي العام الماضي، نقل كميات كبيرة من القمح من سورية إلى المناطق الجديدة التي استولى عليها في العراق.

وكانت الحكومة قدرت محصول القمح في البلاد بثلاثة ملايين طن في 2015 مقارنة مع أقل من 1.9 مليون طن في العام الماضي، وقالت "الفاو" إن المحصول سيكون أقرب إلى 2.445 مليون طن هذا العام، في حين ذكر المجلس الوطني تقدير مليوني طن، وكان المحصول السوري قبل الحرب يبلغ في المتوسط 3.5 مليون طن.

وفيما يعكس تقلص مساحة الأرض الخاضعة لسيطرة الحكومة، أنشات المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب "حبوب"، في سورية، 22 مركزا لتجميع القمح هذا العام، انخفاضا من نحو 31 مركزا العام الماضي ومن 140 مركزًا قبل الحرب، وفي العام الماضي، حاولت أن تبيع للعراق 200 ألف طن من محصول القمح لعام 2013 لم تستطع نقلها من صوامع الحسكة؛ لكن مقاتلي التنظيم اجتاحوا محافظة نينوي العراقية، وتم إلغاء الصفقة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية تحتاج إلى استيراد القمح مع تزايد ويلات الحرب عليها بمرور الوقت سورية تحتاج إلى استيراد القمح مع تزايد ويلات الحرب عليها بمرور الوقت



GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon