محمية تنورين في لبنان سجل حافل بأشجار الأرز
آخر تحديث GMT06:29:20
 لبنان اليوم -

واحدة من أكبر الغابات وأكثرها كثافة

محمية تنورين في لبنان سجل حافل بأشجار الأرز

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محمية تنورين في لبنان سجل حافل بأشجار الأرز

محمية تنورين في لبنان
بيروت ـ العرب اليوم

تعتبر محمية أرز تنورين من بين أهم المواقع السياحيّة في لبنان، والذي يحضن رمز لبنان وفخره، شجر الأرز الخالد.
وتُعد هذه المحمية واحدة من أكبر غابات الأرز في لبنان وأكثرها كثافة وتنوعًا، وقد حمت جغرافية الغابة وتضاريسها، المنطقة من النشاطات السياحية المتزايدة.
وتتخلل المحمية أخاديد صخرية وكهوف طبيعية، وتتفجر في سفحها وأوديتها مجموعة من الينابيع العذبة، لتغدو ملتقى الطيور والحيوانات التي تمرح هانئة في أجوائها وفيافيها.
ببساطة إنها لوحة مذهلة لغابة شكلت بساطاً أخضر، يغطي مجموعة تلال، قمم ووهاد، شاخ الزمان وبقيت على شبابها تجابه أحداث الدهر عالية الجبين.
ويؤكد رئيس لجنة المحمية المحامي نعمة حرب في تصريحات صحافيّة، أنّ "القانون الخاص بالمحمية الصادر في 25 شباط فبراير عام 1999، يمنع أي نشاط يضرّ بالبيئة داخل الغابة من صيد أو رعي أو إشعال نار، أو تخييم أو قطع أشجار أو أعشاب، وتتألف لجنة المحمية من 12 شخصا وتضم خبراء بيئيين، وممثلين عن وزارة الداخلية والزراعة وعن جمعيات بيئية، إضافة إلى اختصاصيين".
وأوضح حرب، "لقد أنشأنا بيتا للمحمية ينطلق منه الزوار بعد مشاهدة فيلم وثائقي يعرّفهم على نباتاتها وحيواناتها وطيورها، كما يلقي الضوء على النشاطات التي تشهدها".
واللافت أن بعض دروب المشاة في هذه الحنايا الصخرية العالية متعبة جدا ولا تلاءم القلوب الضعيفة.
ومع هذا تستحق الرحلة إلى محمية "أرز تنورين" العناء فهذه الصفحة الجبلية المذهلة مع شجرات الأرز تبدو وكأنها تتحدى قانون الجاذبية بنموها على منحدرات عمودية. كما يمكن للزائر أن يحظى خلال تنقله بفرصة اكتشاف أخاديد صخرية أو كهوف طبيعية وأزهار نادرة خاصة على هذا الارتفاع مثل خزامى الجبل أو القابضة الشوكية، النبات ذا الزهر القرنفلي أو الأبيض.
وتمتد المحمية في سفح جبل المكمل وتحت قمم قضائي البترون وبشري وتمتد على مساحة 600 هكتار أي 6 كلم مربع في خراج 6 قرى وهي تنورين وحدث الجبه والبطريركية المارونية وقنات وكفور العربة ونيحا.
وترتفع بين 900 و1800 متر عن سطح البحر، وتضم أكثر من 4 ملايين ونصف مليون شجرة أرز، أبرزها أرزة الذكر التي تنتصب على مدخل المحمية، وعلى الرغم من إصابتها بصاعقة لا يزال الزوار يتوقفون عندها مطولا.
حبا الله غابة أرز تنورين بغنى جعلها تزخر بكافة مكونات الحياة البرية، حيث نجد أن 90 في المائة من أشجار المحميّة هي من الأرز وهي تعود إلى نفس الغابة التي كانت تكسو جبال لبنان زمن الفينيقيين، والباقي يتوزع على 20 نوع من الأشجار أبرزها اللزاب الذي ينمو عادة فوق 2000م الذي يعد أكثر صلابة من الأرز والعفص والعرعر، والزعرور والسنديان.
كما تتمايز المحمية بأنواع من النباتات الفريدة، يتخطى عددها 600 نوع كالنرجس، والبنفسج، وخزامى الجبل. وقد صُنَّفت ممرا عالميا للطيور المهاجرة فيما يعيش فيها 85 نوعا من الطيور المهاجرة والمعششة، كالحجل، أبو الحن، أبو بليق، الزريقة، التيان، الدوري، الصقر، و20 نوعا من الحيوانات كالقنفذ، فأر الحقول، الذئب، الثعلب والخنزير البري.
وتحوي المحمية أكثر من ألف نوع من الحشرات، بينها فراشات الليل والنهار، وحشرات غمدية الأجنحة كالخنافس والسوسيات، وبخاصة الحشرة التي شكلت خطرا على الغابة، وقد سميت {سيفالسيا تنوريننسيس} نسبة إلى اكتشافها في غابة أرز تنورين.
وتقع في نطاق سياحي من الطراز الأول فهي تتوسط المناطق الجبلية التي تبدأ باللقلوق حيث مركز التزلج شتاء والمواقع الطبيعية الخلابة والممتعة السياحية والبيئية صيفا بفضل المناظر الطبيعية الرائعة في محيطه وما يشهده من حركة عمرانية.
ويشير المرشد في محمية أرز تنورين جوزف حرب إلى، أن زيارة المحمية تستغرق أكثر من يوم إذا ما أراد الزائر أن يتجول في كل إرجائها ويمعن النظر فيما تحتويه من عناصر طبيعية ومناظر وجمالية.
وبهدف تسهيل حركة المشي في الغابة، دون المساس بالحياة البرية، أقامت لجنة المحمية بالتعاون مع قيادة الجيش والبلديات المتعاقبة، والمؤسسات المانحة، شبكة ممرات في الغابة، تتصل ببعضها، ليتسنى للسائح أن يزور مختلف أرجائها.
أما عن التجوال داخل المحمية فيوضح حرب، "يتم وفقا لخريطة تبيّن ممرات محددة يسلكها الزائر مع إشارات للدروب وطولها ومعدل الوقت اللازم لسلوكها ووعورتها. وقد جهّزت المحمية ببنى تحتية لاستيعاب أكبر عدد من السياح، مع مركز دائم ينظم نشاطات للزوار ودورات تدريب للسيدات على المونة والأشغال اليدوية القروية".
وثمة 5 طرق في أنحاء المحميّة، يستغرق المشي في كل منها بين ساعة و5 ساعات، وفي المحميّة أيضا، درب المحابيس في وادي عين الراحة، الممتد من تنورين حتى حردين. وهو شبيه بوادي القديسين، ويضم عددا من المحابس التي عاش في أحدها الحبيس الماروني أنطونيوس طربيه.
أما رياضة المشي ومراقبة الطيور فهي من الأنشطة المتوافرة في المحمية حيث أنشئ فيها برجان لهذه الغاية إضافة إلى النشاط السنوي والذي يشمل محاضرات وسهرة فنية وسهرة قروية.
كل ذلك جعل من المحمية مركزًا سياحيًا بيئيًا، حيث تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية من خلال السياح الذين يؤمونها من داخل لبنان وخارجه لاسيما الدول العربية.
وفي الختام يؤكد حرب السعي الدائم إلى تسويق الغابة عالميا، "كما سيقام معرض دائم داخل المحمية ومتحف للحشرات مع مختبر للتحاليل العلمية وقاعة للتدريب على حماية الغابة".
إشارة إلى حاجة هذه المحميّة لرعاية خاصة من الدولة اللبنانية لدورها الرائد في تطوير السياحة البيئية في لبنان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمية تنورين في لبنان سجل حافل بأشجار الأرز محمية تنورين في لبنان سجل حافل بأشجار الأرز



GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon