لبنانية أصيبت بـكورونا بايطاليا وشفيت من دون تدخل طبي
آخر تحديث GMT21:31:53
 لبنان اليوم -

لبنانية أصيبت بـ"كورونا" بايطاليا وشفيت من دون تدخل طبي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لبنانية أصيبت بـ"كورونا" بايطاليا وشفيت من دون تدخل طبي

فيروس كورونا
بيروت - لبنان اليوم

كتب وليد حسين في "المدن": "عندما تصاب بكورونا، سواء بقيت في المنزل أو ذهبت إلى المستشفى، لن يقف أحد بجانبك إلا نفسك. لذا عليك التحلي بالصبر وطرد الأفكار السلبية، والنوم جيداً وتناول الأطعمة المغذية. وأهم شيء الابتعاد عن قراءة الأخبار عن الفيروس، وستشفى منه سريعاً". هي شهادة امرأة لبنانية تعيش في إيطاليا (فضلت عدم الكشف عن اسمها) أصيبت بفيروس كورونا هي وابنها وزوجها الإيطالي، وشفيت منه في المنزل من دون أي تدخل طبي.

عندما بدأت تتوارد الأخبار عن وصول فيروس كورونا إلى مناطق الشمال في مقاطعة لومبارديّا، حيث تعيش هذه السيدة اللبنانية، لم تتخذ الحكومة الإجراءات المشددة سريعاً. عملت بداية على عزل مناطق الوباء وفرضت حجراً منزلياً على السكان، لكن لم يلتزم معظم المواطنين. علماً أن الفيروس كان قد انتشر قبل شهر من اكتشاف أول حالة في نهاية شهر شباط. وكان المواطنون الذين يعانون من الزكام والسعال والحرارة المرتفعة يعتقدون أنهم مصابين بنزلة برد عادية. ولم يتم تشخيص الحالات ولم تعمد المستشفيات إلى إجراء فحوص كورونا. لاحقاً وبعد تفشي الوباء، بدأت الإجراءات المشددة، لكن بعد فوات الأوان، كما قالت.
الفيروس يتستوطن المنزل
لا تعلم هذه السيدة من نقل العدوى إلى المنزل: هي أو ابنها أم زوجها. فابنها يرتاد حضانة الأطفال وظهرت عليه العوارض، ولم يشخصه طبيب الأطفال في البداية إلا على أنه مصاب بالزكام. وهي استمرت بالذهاب إلى عملها كالمعتاد وإلى حين إعلان الحكومة إجراءات حجر جميع السكان وإقفال المؤسسات. اتخذت الشركة إجراءات التعقيم، لكن لم يكن هلع كورونا قد استوطن النفوس كما حصل بعد أسبوعين على اكتشاف أول إصابة في 20 شباط.
أما زوجها الذي ظهرت عليه أعراض تعب، لم يكترث للأمر بداية. وعندما تفاقمت الأعراض لم يتمكن من الذهاب إلى الطبيب، لأنه وفق الإجراءات الجديدة كان عليه الاتصال فحسب، وفعل أكثر من مرة، ولم ينجح في التواصل مع الطبيب، الذي مات بعد أيام بكورونا.
تفاقم وضع زوجها وبات تعباً ويعاني من الحرارة والسعال وضيق النفس. أما هي فكانت عوارضها طفيفة، إذا لم تشعر بأكثر من ضيق نفس بسيط وحرارة لم تستمر لأكثر من يوم. أعراض حتى أبسط من الزكام العادي، كما تقول.
بعدما شخص طبيب الأطفال حالة ابنها، طلب منهم عدم مبارحة المنزل والبقاء على تواصل معه في حال الطوارئ. لكن لم تجر لهم الفحوص بسبب النقص الحاد بها، ولأن إيطاليا قصرت الفحوص على من يدخل المستشفيات.

ذاكرة الحرب
هي تجربة ليست بسيطة كما تقول. فعندما تمر سيارات الإسعاف بجانب بيتها، وبشكل مستمر طوال اليوم، تشعر بالهلع، وتقول في سرها ربما ينقلون ميتاً، أو أقله ربما هناك من سيموت بكورونا.
تسمع يومياً عن فتك كورونا بدور العجزة وموت الكثير منهم، الذين لا يعرف بهم أحد، وربما لا يسجّلون من ضمن أعداد الوفيات اليومية، التي تقتصر على من أجري لهم الفحص وتثبتت إصابته بكورونا. تطرد هذه الأفكار وتواسي زوجها الذي مر بأيام صعبة لم يبارح خلالها السرير حتى.
تحسنت حالة زوجها، وبات بصحة جيدة وعاد ليزاول عمله عبر الفضاء الإلكتروني. وتتذكر هذه التجربة وتقول ضاحكة: الإيطاليون لم يعانوا من ويلات الحرب مثلنا. لم يعيشوا في الملاجئ ولم يعتادوا على البقاء في المنزل. يريدون زيارة الأصدقاء والاستمرار في شرب القهوة في المقاهي. حتى أن بعضهم راح يرتاد الأكشاك في محطات الوقود لشرب القهوة بعدما أقفلت المقاهي. وهذا ساعد في انتشار الوباء والفتك بالشعب الإيطالي.

رغم كل الأخطاء التي ارتكبتها الدولة لمواجهة الوباء، كما تقول ثمة إيجابيات كثيرة تحتذى. الشركات عمدت إلى تغيير سلسلة انتاجها وانتقلت إلى تصنيع المستلزمات الطبية لمواجهة الأزمة. شركات أخرى عدلت عن منح الموظفين هدايا الأعياد وتبرعت بها لمن هم بحاجة ماسة إليها. وأخرى أيضاً تبرعت لتأمين أجهزة تنفس اصطناعي في ظل ارتفاع عدد المصابين في غرف العناية الفائقة. والبلديات عمدت على تأمين حاجيات السكان المحجورين وخصوصاً لكبار السن والمصابون بالوباء.

"العودة" أكبر خطأ
وعن مطالبة بعض اللبنانيين في إيطاليا العودة إلى لبنان، تقول إنه أكبر خطأ، يرتكب. أعرف من أهلي في لبنان كيف يكون هلعهم على الأولاد. حتى أنهم كانوا خائفين أكثر مني، أنا المصابة بكورونا في حجر منزلي وفي غربة عنهم. لكن علينا أن لا ننسى أن تفشي الوباء في الجنوب الإيطالي كان بسبب عودة الطلاب والموظفين من الشمال غداة إعلان حالة الطوارئ، فنقلوا العدوى إلى أهلهم.
المشكلة في هذا الفيروس أن أشخاص كثر يصابون به ولا تظهر عليهم أي أعراض، أو أعراض خفيفة مثلما حصل معي. فهؤلاء ينقلون العدوى لكبار السن والمرضى فيفتك الفيروس بهم. فلو تحلى الإيطاليون بالمسؤولية لما انتقل الوباء إلى الجنوب. لذا تسأل، من يضمن عدم اتنقل العدوى من راكب مصاب ولا تظهر عليه الأعراض إلى كل ركاب الطائرة التي ستقل الطلاب إلى لبنان؟
وتقترح أنه في حال كان بعض الطلاب يعانون من ضائقة مالية، فالأفضل إجبار المصارف في لبنان على تحويل الأموال، أو حتى تكفل السفارة بهم لحين الانتهاء من الأزمة. خصوصاً أن الجامعات هنا ما زالت مستمرة عبر الإنترنت، وستجري الامتحانات عبر تقنية سكايب وغيرها، وسيتخرجون أيضاً عبر الانترنت، إذ من المستبعد أن تفتح الأبواب قبل السنة المقبلة. وتختم متسائلة: هل يضيّع الطلاب عامهم الدراسي للبقاء بجانب أهلهم في لبنان؟!

قد يهمك ايضا:إيطاليا تمدد إغلاق كورونا إلى ما بعد عيد الفصح

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنانية أصيبت بـكورونا بايطاليا وشفيت من دون تدخل طبي لبنانية أصيبت بـكورونا بايطاليا وشفيت من دون تدخل طبي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 لبنان اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:34 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 لبنان اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:03 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 15:04 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

الأطفال في لبنان بقبضة العنف والانحراف

GMT 21:17 2023 الإثنين ,20 آذار/ مارس

إطلالات عملية تناسب أوقات العمل

GMT 14:59 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

ملابس عليك أن تحذرها بعد الوصول للثلاثين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon