عرفت ياسمين مقبلي بصلابتها عندما كانت تقود مروحية قتالية في أفغانستان حيث قامت بأكثر من 150 مهمة وقد أصبحت الآن أول رائدة فضاء أميركية من أصل إيراني.
ومقبلي خريجة معهد ماساتشوستس العريق للتكنولوجيا (ام أي تي) وميجور في سلاح البحرية الأميركية ولاعبة كرة سلة جامعية.
وهي قالت لوكالة فرانس برس بعد تخرجها من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إنها تأمل أن تشكل قدوة لآخرين من خلفيات مماثلة.
وأوضحت "أتمنى فعلا أن يتمكن الجميع من التمثل ببعضهم البعض لكن من الأسهل أن تتمثل بشخص يشبهك أو لديه عوامل مشتركة معك لذا آمل أن يتوافر هذا التأثير".
وقد ولدت مقبلي وشقيقها في ألمانيا حيث درس والداهما الإيرانيان الهندسة المعمارية بعدما فرا من بلدهما العام 1979 مع قيام الثورة الإيرانية.
إلا أن مقبلي ترعرعت في بالدوين في نيويورك لتتحول حياتها بعد ذلك حلم كل مهاجر.
ففي سن الخامسة عشرة انضمت إلى مخيم تدريبي على الفضاء معززة بذلك طموحها بالوصول إلى النجوم يوما ما.
وقد تخرجت من معهد "أم آي تي" مع شهادة بهندسة طيران. إلا أنها أثارت قلق والديها عندما قالت لهما إنها تنوي أن تصبح قائدة طائرة عسكرية وهو طريق يمهد وصول الطامحين إلى ريادة الفضاء.
وقد انضمت مقبلي إلى القوات العسكرية في العام 2005 بعد أربع سنوات فقط على هجمات الحادي عشر من أيلول، وقد ساور والداها القلق حول ما قد تتعرض له ابنتهما بسبب تحدرها من أصول شرق أوسطية.
وأوضحت "لكن بعد انضمامي حصلت على دعمهما الكامل" مشددة على أن دعم عائلتها ومن ثم شريك حياتها سام الذي اقترنت به قبل ثلاثة أشهر، هو سر نجاحها.
وإثر انفراج قصير الأمد في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران خلال ولاية باراك أوباما، عاد التوتر ليرتفع بين البلدين في ظل الإدارة الأميركية الحالية.
فقد انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاقية النووية التي توصل إليها سلفه وأدرج إيران على قائمة دول لا يسمح لمواطنيها بدخول الولايات المتحدة.
وقد زاد قتل القوات الأميركية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني من التشنج والتوتر.
إلا أن مقبلي أكدت أنها لم تواجه أي مشاكل منذ انضمامها إلى القوات المسلحة.
وقالت لوكالة فرانس برس: "لم أشعر بأي طريقة من الطرق أن ثمة فرقا بالطريقة التي أعامل بها".
وتحدثت عن صداقات أقامتها خلال مهمتها العسكرية وتدريباتها كرائدة فضاء وهي مشاعر متبادلة مع زملاء لها.
وخلال مراسم تخرج رواد الناسا، قال زميلها جوني كيك إن مقبلي شخص "صلب يمكن الركون إليه" أي باختصار "الزميل المثالي الذي اختاره لأذهب معه إلى الفضاء".
وجوني كيم هو عضو في وحدة النخبة في مشاة البحرية الأميركية (سيل) حاصل على أوسمة وطبيب طوارئ. وكان من بين خمسة أشخاص ملونين من بين 11 رائد فضاء تخرجوا من الناسا التي
اختارتهم من بين 18 ألف مرشح وهو رقم قياسي.
وفي مهامها كرائدة فضاء ستنهل مقبلي من خبرتها والتجارب القوية التي واجهتها كطيارة تجارب وكقائدة طائرة قتالية ولا سيما القدرة على التفكير السريع وتخفيض المخاطر الفريدة التي تشتمل عليها رحلات الفضاء.
لكن ما الذي يجعل الفضاء يستحق كل هذا العناء؟
قالت مقبلي: "من الأسباب التي جعلتني أعشق العمل في استكشاف الفضاء هو أنه مجال نتفق عليه جميعا ويوحدنا" مشددة على التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وروسيا في محطة الفضاء الدولية على مدى عقدين رغم العلاقات المشحونة بين البلدين أحيانا.
وأوضحت "أظن أنه مجال تعمل فيه الدبلوماسية التي تكون غائبة في مجالات أخرى. وأظن أن لذلك تأثيراً".
قد يهمك ايضا:
صالح وعبدالمهدي والحلبوسي يؤكدون حصر السلاح في يد الدولة
أرسل تعليقك