الرياض ـ وكالات
"حالة استنفار"، هكذا هي الحال في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان (جنوب السعودية) وباقي المملكة أيضاً بعد أن انتشر خبر عن نقل دم ملوث بمرض نقص المناعة المكتسبة لفتاة في عقدها الثاني.
ورغم تسرب بعض التفاصيل إلا أن بيان وزارة الصحة السعودية لم يكن كافيًا لتقصي كل الحقائق حول القضية، إلا أنه أحال الأمر إلى الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة جازان، محمد الصميلي، ولكن الأخير أقفل هاتفه ولم يجب على اتصالات "إيلاف".
وقالت وزارة الصحة في بيان بثته الشؤون الصحية في المنطقة "إنه جرى نقل دم من متبرع مصاب بفيروس HIVلمريضة، وذلك بخطأ فردي من أحد الفنيين العاملين بمستشفى جازان العام، وتم اكتشاف الخطأ بعد إجراء المراجعة الفنية، وجرى استدعاء المريضة في الحال، وإدخالها إلى مستشفى الملك فهد في جازان، حيث تخضع حالياً للعلاج النوعي، وفقاً للأعراف والأصول الطبية المتبعة في هذه الحالة، مضيفة أنه جرى إبلاغ أسرة المريضة بذلك، وتقديم الاعتذار لهم".
وأضاف البيان "أن وزارة الصحة، وفور إبلاغها بالموضوع، شكلت لجنة عاجلة برئاسة مدير عام المختبرات وبنوك الدم في الوزارة، وعضوية استشاري وبائيات ومحقق إداري؛ للشخوص إلى منطقة جازان، وإجراء التحقيقات الفورية مع كل من له علاقة بذلك، ليتم إيقاع أقصى العقوبات النظامية بحق من يثبت إدانته أو تقصيره".
وأفادت صحة جازان أن إصدارها للبيان يأتي تماشياً مع مبدأ الشفافية والوضوح الذي تنتهجه مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان في التعامل مع وسائل الإعلام واطلاعهم على ما يتم تقديمه من خدمات داخل مرافقها الصحية، وبيان ما قد يحدث من خطأ أو تقصير فيها.
وبدأت القصة قبل يومين، حينما احتاجت فتاة عشرينية راجعت مستشفى جازان العام لوحدات من الدم، حيث جرى نقله لها عن طريق مختبر مستشفى جازان العام، وبعد أن تم ذلك اتضح أن الدم مصاب بمرض نقص المناعة "الإيدز".
وعلى الفور، وجه أمير منطقة جازان الامير محمد بن ناصر بن عبد العزيز بالتحقيق عاجلاً في قضية الفتاة التي نُقل لها عن طريق الخطأ دم ملوث بمرض الإيدز في مستشفى جازان العام، وطلب الأمير محمد بن ناصر موافاته بتقارير عاجلة عن حالة الفتاة ومحاسبة المتسبب.
الفتاة بحسب مصادر في المستشفى تعاني من إنيميا منجلية، ويلزمها ذلك أن تغيّر دمها دورياً، إلا أن المختبر كان قد فشل في فحص جيد لأحد المتبرعين مما تسبب في نقل دمه إليها وإصابتها بالمرض الخطير.
وتقول المصادر أيضاً من داخل المستشفى إن مرضى كثيرين بدأوا في طلب فحصهم بعد اكتشاف مرض الفتاة، قائلين إنه يسود هلع بينهم كما هو الحال لمسؤولي المستشفى الذين يجمعون الآن كل تفاصيل القصة تمهيداً للتحقيق الذي فرضته وزارة الصحة وسط متابعة رسمية من مستويات عليا.
أرسل تعليقك