الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين

لندن ـ العرب اليوم

خرج علي إبراهيم فطّوم (المولود عام 1953 في قرية «نحف» بالجليل الأعلى) من أرض سلبها الاحتلال الإسرائيلي هويّتها، مزوّداً بشهادة دكتوراه في علم جراثيم البيئة، نالها من الجامعة العبرية في القدس. وحالّت سياسات عنصرية في جامعات إسرائيلية دون توظيفه في السلك الأكاديمي فيها. لقاحات «غبار» النانو هاجر إلى أميركا سعياً الى الالتحاق بمراكز بحوثها المتطوّرة وجامعاتها المنفتحة. وسرعان ما لمع اسمه كعالِم وباحث. ونوّهت بمكانته العلمية مجموعة من المؤسّسات العلمية الأميركية الراسخة، بحسب ما يظهر في وثائق شركة «نانوبيو» NANOBIO. وتشتق هذه الشركة اسمها من مزج المقطعين الأولين في كلمتي «نانوتكنولوجيا» Nanotechnology وهو العِلم الذي يتعامل مع المواد على مقاس النانو المساوي لجزء من البليون من الشيء، و»بيولوجيا» Biology، وهو العلم المتخصّص بالظواهر الحيّة. وباختصار، تركز «نانوبيو» عملها على الاستفادة من تقنيات النانو في التعامل مع الكائنات الحيّة، كأن تصنع قطرات لا ترى بالعين، كأنها غبار خفيّ، لكنها تحمل أدوية مضادة للجراثيم. وعند ضخّ هذه القطرات في المستشفيات مثلاً، تتخلص أجواؤها من الجراثيم. وعمل فطّوم في مجال صنع مركّبات صيدلانية على مقياس النانو، كي تتعامل مع ظواهر بيولوجية معقّدة. وشمل عمله صُنع أدوية ولقاحات على مقياس النانو، تستطيع أن تقاوم أنواعاً من عدوى الجراثيم وأمراض الميكروبات. وتصف «نانوبيو» فطّوم بأنه «عالِم يتمتع بخبرة واسعة والتزام مهني دقيق. ويتميز بقدرة عالية على تنظيم برامج اللقاح، بصورة تجعله منخرطاً في مسار ثورة في صناعة لقاحات تكافح أمرضاً منتشرة وشديدة العدوى». وتنسب وثائق «نانوبيو» هذه الكلمات إلى جيمس بيكر، وهو مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي. وسيق هذا الثناء العلمي أثناء احتفاء الشركة بتولي فطّوم منصب نائب الرئيس لبحوث اللقاحات وتطويرها. توأمة مجهضة مع واشنطن تولّى فطّوم التدريس لسنوات في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية. وفي عام 1986 منحته إدارة الجامعة إجازة من دون راتب لمدة سنتين، كي يستكمل بحوث ما بعد الدكتوراه في «المعاهد الوطنية للصحة» (تشتهر باسمها المختصر «إن آي أتش» NIH) في واشنطن، وهي المؤسسة الأكثر شهرة عالمياً في مجال بحوث الطب والبيولوجيا، وتعمل بموازنة تصل إلى عشرات بلايين الدولارات. وأثناء تدرّبه في هذه المؤسسة، عمل فطّوم على نسج مشروع تعاون بين «المعاهد الوطنية للصحة» وجامعة بيرزيت في الضفة الغربية. وتضمّن المشروع بحوثاً تتصل بلقاحات نانوية لبعض أنواع البكتيريا التي تتسبّب في التهابات خطيرة. وفي ذلك الوقت، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية مترافقة مع إغلاقٍ لجامعة بيرزيت، ما حال دون تحقيق هذا المشروع - الحلم.بعد انتهاء إجازته، رفضت جامعة بيرزيت تجديدها. وأصبحت إقامة فطّوم في أميركا غير قانونية، ما لم يبلّغ سلطات الهجرة بأن إحدى الشركات أو الجامعات الأميركية بحاجة إلى بحوثه وقدراته العلمية، وهو أمر يضمن أيضاً حصوله على موافقة وزارة الخارجية الإسرائيلية على هجرته إلى الولايات المتحدة.وبسرعة، خاطب فطّوم مجموعة من الشركات ومراكز البحوث. وقبلته شركة «يونيفاكس بيولوجيكس» Univax Biologics، باحثاً لديها. واطمأن فطّوم إلى شرعية إقامته في أميركا. وفُتِحَت أمامه فرص العمل والإبداع. وارتقى سلم المناصب الأكاديمية والبحثية الرفيعة في اشهر المؤسسات الأميركية، كمختبر «التنمية والمناعة الجزيئية» في «المعاهد الوطنية للصحة» وشركة «يونيفاكس» UNIVAX، التي تعنى بتطوير لقاحات لصدّ الالتهابات الميكروبية ومكافحة إدمان النيكوتين، وشركة «نابي» NABI للمستحضرات الصيدلانية البيولوجية، إضافة إلى شركة «نانوبيو» لبحوث اللقاحات. ولم تحل هذه الوظائف دون تولي فطّوم منصب أستاذ باحث في «جامعة مشيغن - آن أربور». جسور التعليم والصناعة خلال 26 عاماً من إقامته في أميركا، انكب فطّوم كما تشير وثائق شركة «نانوبيو» على مروحة واسعة من النشاطات العلمية، شملت ابتكار لقاحات ومتابعة تطوّرها بداية من مرحلة أنبوب الاختبار ووصولاً إلى وضعها في تصرّف الإنسان، وتقديم استشارات لمشروعات معنية ببحوث اللقاحات، وبناء جسور بين التعليم الأكاديمي وشركات الصناعة الصيدلانية والبيولوجية عبر تعاون علمي وتكنولوجي مُكثّف. وحقّق فطّوم إنجازات توّجت بعشرين براءة اختراع مسجلة باسمه لدى شركات أميركية شتى، إضافة إلى ما يزيد على 60 ورقة علمية. ويبدي اعتزازاً مميّزاً بمجموعة من الأشياء التي اكتشفها، ومن أبرزها: 1- تطوير لقاحات مضادة لأمراض جرثومية مُعديّة، خصوصاً اللقاح الذي يقي من جراثيم اسمها «الكرات الذهبية العنقودية»، وتُعرف لقاحاتها باسم «ستافيلوكوكس فاكسينز» Staphylococcal Vaccines. وأثبتت هذه اللقاحات فعاليتها في مكافحة هذه البكتيريا، وضمنها الالتهابات الناجمة عن عمليات الجراحة. وفي لقائه مع «الحياة»، أكّد فطّوم أن تلك الأمراض لم يكن لها لقاحات للوقاية منها، قبل أن يبتكر لها لقاحات فعّالة. وأشار إلى أن شركة «غلاكسو سميث كلاين» (تعرف باسمها المختصر «جي إس كيه» GSK)، وهي من عملاقة صناعة الصيدلة البيولوجية، اشترت منه براءات تلك اللقاحات، كي تنتجها على نطاق موسّع. 2- اكتشاف لقاح يكافح إدمان النيكوتين، ما يساعد في الإقلاع عن آفة التدخين. ويبسط فطّوم هذه العملية قائلاً: «يقتصر دور اللقاح على حثّ الجسم على صنع أجسام مُضادة للنيكوتين، كي تُحاصر هذه المادة فلا تصل إلى الدماغ، وتالياً تتوقف خلايا المخ عن إفراز المواد التي تعطي المُدخّن شعوراً بالنشوة والانتعاش. وفي حال العودة إلى التدخين بعد تركه، يفقد المُدخّن الرغبة في المُتابعة، بسبب فقدان الأحاسيس المُنعشِة، ولأن الأجسام المُضادة تستطيع أن تعاود استيعاب النيكوتين». وباعتزاز بالغ، أشار فطّوم إلى أن هذا اللقاح يرعاه «المعهد الأميركي لمكافحة التدخين والإدمان»، وشارف على قرب تجاوز المراحل النهائية من اختباراته، بفضل تمويل حكومي يُقدّر بعشرات ملايين الدولارات. 3- ينكب فطّوم حاضراً على تطوير لقاحات لمكافحة الأمراض السريرية المتقدّمة والتهابات المسالك البولية، إضافة إلى لقاحات مُضادة لفيروس «آر أس في» RSV المسؤول عن تعرّض الأطفال وكبار السن لالتهابات قويّة في الرئة والجهاز التنفسي غالباً ما تهدد حياة كثيرين منهم. وأشار إلى عمله على مشاريع لقاحات عدّة باستخدام تقنيات متقدّمة في علوم النانوتكنولوجيا.اضافة إلى هذه الإنجازات، قدم فطّوم مساهمات علمية وافرة نشر بعضها في مجلات علمية مرموقة مثل «مجلة الميكروبيولوجيا»، و»مجلة الأمراض المُعدية» و»مجلة اللقاحات الميكروبية». وتحدّث فطّوم عن إمكان عودته إلى موطنه الأصلي قائلاً: «لا يمكن أن أعود إلى الأراضي المحتلة وأعمل تحت إمرة إسرائيلي. أما العودة إلى الضفة الغربية أو إلى بعض البلدان العربية، فهي واردة من منطلق انتمائي الوطني والقومي والعاطفي، وكذلك استناداً إلى علاقاتي مع كثير من العلماء العرب في أميركا، وهي البلد الذي يتعامل مع العلماء على أساس الكفاءة العلمية والمهنية، وليس لأي اعتبار آخر».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين



GMT 09:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مدير مستشفى في لبنان وستة من رفاقه في غارة إسرائيلية

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول عدة فناجين من القهوة يوميا ربما يقي من أمراض القلب

GMT 18:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الكافيين له تأثير على الجهاز العصبي والمخ بشكل كبير

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف علامات الإنذار المبكر لمرض "ألزهايمر"

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف الصلة بين مرض السكري والأوعية الدموية

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الالتهابات السبب وراء ارتباط أمراض القلب بالاكتئاب

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رائحة الفم الكريهة مؤشر على الإصابة بمرض في الجهاز الهضمي

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تُحدّد مدى قدرة جسدك على محاربة الالتهابات المؤلمة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon