بيروت ـ وكالات
ان مائدتنا مهدّدة بالخطر المميت بعد أن تسلّلت السموم إلى مأكولاتنا دون أيّ حسيب أو رقيب. ولكن كيف ؟ بكل بساطة نتيجة الهدر البيئي، الإهمال المتعمّد، واستخدام عشوائي للأدوية الزراعية.وقد يكون هذا الكلام ليس بجديد على لبنان الذي اعتاد على هذه الأنماط من الفساد الصحي. ولكنّ الجديد هو ان جرثومة اوكولي أو جرثومة المجارير التي تتواجد في الخضار الملوثة ينتج عنها من إصابات معوية قد تؤدي حتى للوفاة .وإزاء كلّ ذلك، فإنّ علامات استفهام كثيرة تُطرَح حول وضع الأمن الزراعي لدينا طالما أنّ التلوث الغذائي وصل إلى أوروبا رغم تقدّمها التكنولوجي، وأكثر من ذلك، إلى أيّ مدى هناك متابعة من الفحوصات المخبرية لمنتجاتنا كي ننام على حرير وأي حرير يمكن أن ننام عليه في ظل استعمال المياه المبتذلة في المزروعات!
كلنا نعلم بإنّ مساحة الأراضي المخصصة للزراعة في لبنان تبلغ 260 الف هكتار وتمثل حوالى 26% من مجموع مساحة لبنان. كما تصل قيمة استثمارات القطاع الخاص في الزراعة لحوالي مليار ومئة مليون دولار اميركي والمساحات المهملة أو القابلة للاستصلاح تتدرّج للوصول الى مساحة زراعية مستثمرة بحدود 500 الف هكتار، ذلك اذا توافرت الظروف والحوافز المشجعة على الاستثمار. وأمام هذا الامر، لا بدّ من وضع النقاط على الحروف حول جرثومة اوكولي في الخضار، التي تنتقل إلى الإنسان من خلال تناوله الاغذية الملوَّثة، على غرار اللحوم النيئة، أو غير المطبوخة جيدا، والحليب غير المبستر، بالإضافة إلى الخضار، كالخس والخيار وغيرهما، فاذ بها تعيش في أمعاء الحيوانات المجترة ومنها تنتقل بالاسمدة وبالري الخضار ومنها الى الانسان و تؤدي الى الإسهال ووجود الدم في البراز والشعور بآلام في الرأس وبأوجاع حادة في البطن الأمر الذي أدى لاستئناف الابحاث من الصفر حول التسمم الغذائي في العالم.
الحيطة و الحذر
و لكن ماذا عن لبنان؟هنا اكدّ رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام: "لا داعي للخوف أنّ هذه الجرثومة موجودة في كلّ أماكن التلوث حول العالم، انما علينا اخذ الحيطة والحذر في كيفية تناول الخضار النيئة، مشدداً على وجوب غسلها جيداً وطهوها لمدة عشر دقائق على أقلّ تقدير وعلى نار درجة حرارتها 70 درجة مئوية، وذلك بهدف خفض مخاطر الإصابة بالبكتيريا المذكورة، داعياً على سبيل المثال لتقشير الخيار قبل تناوله. وأقرّ افرام بأنّ حالات التسمّم الغذائي قد تكون موجودة في لبنان، لكنه شدّد على أنّ ذلك، حتى لو كان صحيحاً، ليس كما يشاع في الغرب.
من جهة اخرى، أكّدت وزارة الزراعة أنّ سلامة الغذاء خطّ أحمر لا يمكن تخطّيها، لافتة إلى أننا أمام مشكلة بيئية تتمثل بكيفية معالجة مياه الصرف الصحي لتجنب تداعيات التسمم الغذائي الذي سيتكاثر في فصل الصيف، اقله لناحية منع ري المزروعات بالمياه المبتذلة في عدد كبير من المناطق، وهو ما يوثر سلباً على السلامة الزراعية و على سبيل المثال ري المزروعات بمياه الليطاني الملوثة.
أرسل تعليقك