مرضى البهاق في العراق لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة
آخر تحديث GMT20:14:53
 لبنان اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على"تخريب صفقات الأسرى" منظمة الصحة العالمية تعلن أن الوضع في فلسطين كارثي وعلى إسرائيل وقف الحرب وعدم استهداف المستشفيات منظمة أطباء بلا حدود تُؤكد أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي ويحتاج لتدخل عاجل وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات ضد شركة سورية بسبب الحوثي وفيلق القدس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3386 شخصاً وإصابة 14 ألفاً و417 آخرين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

مرضى البهاق في العراق: لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مرضى البهاق في العراق: لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة

بغداد ـ وكالات

يعاني الشاب العراقي أحمد توفيق (29 سنة) من النظرات الغريبة التي يرمقه الناس بها بسبب لون بشرته المختلف، وانتشار البقع بألوانها الفاتحة التي تتراوح بين الأبيض (الحليبي) أو الأبيض (الشاهق) على جلده. وينحرج أحمد أكثر حين ينفر الناس منه لاعتقادهم أن مرضه مُعْدٍ وأنه يتوجّب الابتعاد عنه. وبسبب البهاق الذي أصيب به منذ كان صغيراً، ظل أحمد أعزب فلم يستطع الزواج بعدما باءت محاولته في الإقتران بإمرأة بالفشل. يقول شقيق توفيق، إن مضاعفات المرض الذي يعاني منه احمد، جعل منه شخصية معقّدة نفسياً، فغالبًا ما يلجأ إلى نتف شعر رأسه ويقضم أصابعه بسبب القلق والتوتر كما يعزف عن الأكل وحتى مشاهدة التلفزيون. في العراق، هناك الآلاف من الأشخاص مثل أحمد، مصابون بمرض البهاق أو البرص ويعانون من الازدراء والاشمئزاز والعزل. وتبدو حالة المصاب بالبهاق النفسية أكثر سوءًا، إذا كان الشخص المصاب فتاةً، اذ يؤثر ذلك كثيرًا في علاقاتها الاجتماعية ويجعلها حبيسة البيت بشكل كامل. تقول أم ليث أن اصابة ابنتها حمدية (35 سنة)، بالبهاق جعلها منزوية، ولم يتقدم أحد للزواج منها على الرغم من بلوغها سن الخامسة والثلاثين، مؤكدة أن كل المصابات بالبهاق يعانين من تأثيرات الطلاق والعنوسة. وتعاني حمديّة من انتشار البقع الملونة بمساحات متفاوتة على وجهها وجلدها، ما اضطرها الى ترك المدرسة وهي في الصف الثاني الابتدائي. شاب آخر أصيب بالبهاق منذ كان صغيرًا، وهو سعد عبود (21 سنة)، حيث تغيّرت ألوان أجزاء من جلده الطبيعي بمرور الزمن، وأصبح عبارة عن بقع مختلفة الأحجام بلا لون، ليتعرض هو الآخر الى سخرية ونفور الناس من حوله. سعى عبود إلى العلاج الضوئي في الاردن عام 2008 لكن الكلفة الكبيرة للعلاج جعلته يتوقف عن ذلك، وحين سعى الى زراعة الخلايا الصبغية، تفاجأ بالثمن الباهظ لإجراء العملية اذ تزيد على الأربعة آلاف دولار. وفي محاولته للشفاء من البهاق، لجأ عبود إلى الأعشاب الطبية ونصحه العشّابون بتناول الفلفل الأسود والزنجبيل باعتباره علاجاً فعّالاً للأمراض الجلديّة التي يعاني منها. والبرص أو البهاق مرض غير معدٍ يصيب نحو أربعة في المئة من سكان العالم، ولا تتوفر إحصائية دقيقة لدى الطبيب سالم عبيد، الإختصاصي في الأمراض الجلدية حوله، مشيرًا إلى أن التخمينات تشير إلى إصابة حوالي 6 % من السكان بالظاهرة. ويعرّف عبيد البهاق بأنه مساحات عديمة الألوان تظهر في بشرة الجلد فيصبح المريض صاحب لونين غامق وفاتح بسبب انحسار صبغة تحديد اللون. ويقول عبيد أيضًا: البهاق أو البرص مرض جلدي معروف في العالم ويصيب أجزاء الجلد المختلفة. ويؤكد أن العلماء لم يستطيعوا معرفة الأسباب الحقيقية للمرض لكن البعض يرجع ذلك إلى عوامل وراثية. تقول الباحثة الإجتماعية سليمة جعفر في مستشفى الحلة (100 كم جنوبي بغداد)، إن التأثيرات الإجتماعية والنفسية على المصاب بالبهاق تفوق التأثيرات المادية، فلم يستطع هؤلاء المرضى من الحصول على عمل مناسب، بل إن مزاولتهم للأعمال الحرّة أمر صعب للغاية لنفور الناس منهم، ما يضفي أبعادًا إقتصادية إلى مشكلتهم. تقول سليمة: شهد عام 2012 إقدام أربعة من المصابين بالمرض على الإنتحار لأسباب نفسية وشعورهم بالعزلة ومقْت المجتمع لهم. وبحسب سليمة، فإن أغلب الأسر تجبر المصاب بالبهاق على الجلوس في البيت في مكان منعزل وتحرص على عدم خروجه كثيرًا بسبب ثقافة (العيب) المنتشرة. وتؤكد سليمة أن أغلب المصابين بالأمراض الجلدية يعانون أمراضًا نفسية إذ تخلق العاهات الظاهرة ألمًا في نفس الإنسان فيشعر بالحزن والحرج. تدعو سليمة في هذا الصدد إلى إنشاء مراكز بحوث إجتماعية تقدّم المشورة والمساعدة للمصابين بالبرص بغية دمجهم في المجتمع وزيادة الوعي المجتمعي بحقيقة المرض الذي يعانون منه، ما ينتج عنه حالات من القلق والإكتئاب تؤدي إلى التفكير بالإنتحار في بعض الأحيان. في مدينة الصدر في بغداد، يعمل عيسى حسين (19 سنة) في خدمة المرافق الصحية بعدما فشل في إيجاد عمل آخر. ويقول عيسى إن المُصاب بالبرص محكوم عليه بالإنزواء بعيدًا عن المجتمع. وحين حاول عيسى الارتباط بامرأة وجد نفوراً من البنات اذ ترفض النساء ومعظم الأسر فكرة تزويج ابنتهم منه. وفي إحدى المرّات أسمعه البعض أن سبب مرضه هو قلة النظافة وأنه يتوجب عليه الإهتمام بهذا الجانب كثيرًا. وتابع قائلاً: حذّرني أحدهم وأنا استقل سيارة أنْ لا ألمسه خوفًا من العدوى. باءت محاولات عيسى للشفاء من المرض بالفشل، وحين أخبره البعض بأن العشابين يستطيعون توفير الشفاء له، قصدهم سريعًا حيث عالجه أحدهم بالعسل والزيوت والرقية الشرعية. وعلى الرغم من أن ذلك كلّفه الكثير من المال، إلا أن الفشل كان النتيجة النهائية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرضى البهاق في العراق لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة مرضى البهاق في العراق لونهم جواز عبورهم نحو عزلة إجتماعيّة



GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول عدة فناجين من القهوة يوميا ربما يقي من أمراض القلب

GMT 18:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الكافيين له تأثير على الجهاز العصبي والمخ بشكل كبير

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف علامات الإنذار المبكر لمرض "ألزهايمر"

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف الصلة بين مرض السكري والأوعية الدموية

GMT 18:08 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الالتهابات السبب وراء ارتباط أمراض القلب بالاكتئاب

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رائحة الفم الكريهة مؤشر على الإصابة بمرض في الجهاز الهضمي

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة تُحدّد مدى قدرة جسدك على محاربة الالتهابات المؤلمة

GMT 17:59 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

6 عناصر غذائية مهمة تحمي من السرطان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 لبنان اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 21:45 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 08:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 14:09 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

الجزائري عسله الأكثر تصديًا للكرات في الدوري

GMT 09:59 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 12:20 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

زيدان يؤكد أن الخروج من "كأس إسبانيا" مؤلم

GMT 18:42 2021 الخميس ,30 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لصبغ الشعر في المنزل للعام الجديد

GMT 17:40 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

طاقة متجددة في كل خطوة مع أحدث اصدارات أديداس الأيقونية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon