القاهرة ـ أ.ش.أ
تمكن المهندس كريم فتحي عبد الشافي العضو بالجمعية العلمية للعلماء المخترعين من ابتكار جهاز ونظام لمراقبة المرضى عن بعد حاصل على براءة اختراع من وزارة البحث العلمي، وتم الانتهاء من تصنيع النموذج المبدئي للاختراع ووضع خطة إنتاجية وتسويقية لتحويل النموذج لمنتج نهائي، وذلك بعد انتهاء مدة الاحتضان داخل الحضانة التكنولوجية في القرية الذكية وتم التطبيق الفعلي للابتكار.
وأشار المهندس كريم عبدالشافي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء - إلى أن هذا الابتكار يساهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية في مصر وتطويرها ويحافظ على صحة المرضى المصريين، حيث يعمل على تجنب ذهاب سيارات الإسعاف إلى مستشفى غير مناسبة لحالة المريض مثلما ينقل مريض يحتاج تدخل فورى بقسطرة للقلب إلى مستشفى الصدر مثلا، وفي حالة وجود هذا النظام يمكن إرسال العلامات الحيوية للمريض أولا إلى المستشفى لمعرفة الإمكانيات المتاحة لديها لاستقبال هذه الحالة.
وأضاف أنه عند تطبيق هذا الابتكار بالتعاون مع المجالس الطبية المتخصصة المسئولة عن إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، فإنه يتيح عمل اللجان الطبية عن بعد دون الحاجة لنقل المريض مع عمل لجان طبية حية بوجود المريض في محافظته دون نقله للتأكد من حالته الصحية قبل إصدار القرارات، كما يمكن استخدامه بالتعاون مع شركة مصر للطيران للخدمات الطبية حيث يتيح إرسال العلامات الحيوية للراكب على الطائرة قبل هبوط الطائرة اضطراريا في حالة حدوث شكوى من قلب أحد الركاب للتأكد من جدية الشكوى بدلا من الهبوط و تكبد الشركة خسائر.
وتابع :"تم استعراض هذا النظام بمستشفى الشرطة بالعجوزة حيث تم عرض النظام والأجهزة على مساعد وزير الداخلية لقطاع الخدمات الطبية وتم تحويل الأمر إلى لجنة من رئيس قسم القلب ورئيس قسم الأجهزة الطبية وتمت الموافقة و جاري توقيع التعاقد" مشيرا إلى أن هذا النظام يعمل به حاليا في مستشفى العربي الدولي في سيارات الإسعاف مع عمل تكامل مع النظام الداخلي للمستشفى طبقا للمعايير العالمية المتعارف عليها، ومستشفى الخارجة العام في تجربة مشتركة بين وزارة الصحة و وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات لخدمة المناطق النائية.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي للجمعية العلمية للعلماء المخترعين عبد الرحيم ريحان أن الجمعية حريصة على تبني شباب المخترعين في كافة المجالات التي تساهم في تلبية احتياجات المواطن المصري البسيط، مشيدا بهذا الاختراع الذي يساهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية في مصر، مطالبا بالتوسع في استخدام هذا الابتكار بكل مستشفيات مصر الحكومية والخاصة والتأمين الصحي ووحدات الإسعاف وتعميم الاختراع بكافة الدول العربية.
وأوضح أن الابتكار مر بعدة مراحل عملية منذ حصوله على براءة الاختراع عام 2009 حتى تم تطبيقه وقد تم إجراء أول تجارب عملية على المرضى في قسم طب الحالات الحرجة بالقصر العيني (وحدة الدكتور/ شريف مختار) على عدد 15 مريضا، ونجحت التجارب وتم قبول الجهاز كفكرة من معهد القلب القومي ونصت الموافقة أن الفكرة وجيهة وتطبيقها يؤدي إلى تطوير الخدمات الطبية في مجال أمراض القلب بتكلفة معقولة وتمت الموافقة على طلب الترخيص من معهد تكنولوجيا المعلومات.
وأضاف ريحان أنه في بداية عام 2010 حصل الابتكار على جائزة ####Duke’s Choice Award#### من شركة ####Oracle#### كواحد من أحسن 10 تطبيقات على مستوى العالم وكان التطبيق الوحيد الطبي الفائز في المسابقة، وفي بداية 2011 تم الاتفاق مع واحدة من أكبر شركات إنتاج نظم إدارة المستشفيات في الشرق الأوسط لرعاية الفكرة و تحويل النموذج إلى منتج نهائي، وفي خلال الفترة من 2011 إلى 2012 تم تحويل النموذج المبدئي لمنتج نهائي قابل للتصنيع.
وذكر ريحان أنه في بداية 2013 تم إجراء تجارب طبية على عدد 200 مريض مقسمين بالتساوي بين وحدة طب الحالات الحرجة بالقصر العيني وقسم القلب والمستشفى الجامعي بجامعة عين شمس ونجحت التجارب وتم توجيه خطابات رسمية لوزارة الصحة لاعتماد الجهاز وترخيصه.
وتابع :"في منتصف 2013 تم الحصول على موافقة كلية الهندسة جامعة القاهرة حيث قامت لجنة من قسم الأجهزة الطبية بفحص الجهاز وتطبيق الاختبارات الأكاديمية القياسية المتعارف عليها وخلصوا أن الجهاز صالح هندسيا للغرض المقدم له للحصول على الترخيص وفي 29 أكتوبر 2014 حصل الجهاز على موافقة إدارة الصيدلة بوزارة الصحة وفى 17 أبريل 2015 حصل النظام بالكامل على الميدالية الذهبية في مؤتمر الاختراعات في جنيف".
أرسل تعليقك