اسطنبول _ قنا
تنطلق غداً في مدينة اسطنبول التركية وعلى مدار ثلاثة أيام ، فعاليات "الدورة الخامسة لاجتماع وزراء الصحة الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي" ، ويناقش الاجتماع على مدار جلساته 5 محاور رئيسية وهي مكافحة السرطان ،الحالات الصحية الطارئة،الإدمان على التكنولوجيا، دورالمنظمات غير الحكومية في تنفيذ خطة العمل الاستراتيجية لمنظمة التعاون الإسلامي حول الصحة، وأهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالصحة في الدول الأعضاء بالمنظمة .
وحسب جدول أعمال المؤتمر ، فسوف تقام جلسة خاصة حول دور " عقيلات الملوك والرؤساء في جهود مكافحة السرطان في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي" تترأسها السيدة أمينة أردوغان، عقيلة رئيس الجمهورية التركية. وستشكل الجلسة الخاصة فرصة سانحة لعقيلات الملوك والرؤساء في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لعرض ومناقشة الإنخراط الفردي لكل منهن ،في جهود مكافحة السرطان وإمكانات تعزيز التعاون فيما بين بلدانهن والتوعية وتبادل الخبرات في مجال تعبئة مجموعة عريضة من الشركـاء من أجـل الإسهام بشكل كبير فـي تعزيـز التوعية بمرض السـرطان، لتوسيع سبل الوصول إلى خدمات التشخيص والعـلاج الفعال والتخفيف من معاناة الملايين من المرضى والأسر المتضررة من هذا المرض.
ومن المقرر،أن يتحدث خلال الجلسة كل من الأميرة دينا مرعد مدير مؤسسة الحسين لمرضى السرطان بالأردن ،والدكتورة مليكة اوسوفو محمدو عقيلة رئيس جمهورية النيجر ،بالإضافة إلى ناشطات في مجال رعاية مرضى السرطان بالدول الأعضاء. وقد تم اختيار مرض السرطان ليكون محور نقاش هذا العام بناء على المعطيات والأرقام التي تتحدث عن واقع المرض في الدول الإسلامية. وتشكل (22) دولة من مجموع الدول الـ (57) الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، جزءاً من البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل والتي بدأ يُشكل فيها السرطان قضية من قضايا الصحة العامة، فطبقاً للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، توجد أكثر من 60% من إجمالي حالات الإصابة بهذا المرض في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وهي كلها مناطق ينتمي إليها عدد كبير من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتمثل هذه المناطق كذلك 70% من إجمالي الوفيات جراء هذا المرض في العالم . وتقر منظمة التعاون الإسلامي في برنامج عملها الاستراتيجي للصحة للفترة 2014-2023، الذي إعتمدته الدورة الرابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة (جاكرتا، إندونيسيا، أكتوبر 2013) بالعبء الذي تُشكله الأمراض غير السارية، بما فيها السرطان والتي يمثل 46.3% من نسبة الوفيات في دولها الأعضاء، وهو معدل يفوق معدل الوفيات جراء الأمراض السارية، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز .
وتحت عنوان "فهم طبيعة حالات الإدمان على التكنولوجيا" يناقش المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الصحة تحليل استراتيجيات استخدام التكنولوجيا وآثارها السلبية من وجهة نظر علم النفس والطب النفسي والصحة العامة لإبراز المشكلة الناشئة التي يمثلها إدمان التكنولوجيا. وتلفت أوراق العمل الخاصة بالمؤتمر الإنتباه نحو خطورة الإدمان التكنولوجي،حيث يعرّف الإدمان على التكنولوجيا بكونه خلل في التحكم في الغرائز يتسم بتغيرات في المزاج والإنشغال بالإنترنت والوسائط الرقمية، والعجز عن التحكم في الوقت الذي يقضيه المرء في التعامل مع التكنولوجيا الرقمية، وما يرافق ذلك من تراجع للحياة الإجتماعية ونتائج سلبية في العمل أو الدراسة. وينجم الإدمان على التكنولوجيا بالأساس من وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعرف باسم ظاهرة "الفومو" وهي خوف المرء من أن تفوته فرصة ما عندما يكون خارج شبكات التواصل الإجتماعي، ومن ملامح الإصابة بهذه الظاهرة أن الأشخاص المصابين بحالة الفومو يعملون دائما على مراجعة بريدهم الإلكتروني واتصالاتهم وحساباتهم خلال اليوم ، وتحدث تغيرات مزاجية لدى الأشخاص المنشغلين ذهنيا في وسائل التواصل الإجتماعي وفي أنشطة الإنترنت، ويلاحظ وجود حالة "الفومو" بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 و25-34 سنة.
ويسعى المشاركون إلى مناقشة المخاطر والعوامل الوقائية لإدمان التكنولوجيا من منظور متعدد التخصصات ،بالإضافة إلى فهم وتقييم كفاءة وفعالية الممارسات القائمة والسياسات التعليمية وتلك المتعلقة بالصحة العامة في مجال الإدمان السلوكي ،ثم مناقشة المهارات الحياتية للمساعدة على تجنب إدمان التكنولوجيا من منظور إسلامي واعتبارا لقيم المجتمعات المسلمة. وفي النهاية رفع اقتراحات لوزراء الدول الأعضاء بخصوص مكافحة حالات الإدمان السلوكي وذلك من أجل صياغة استراتيجيات في بلدانهم.
أرسل تعليقك