يُمكن لعشرات الآلاف من الرجال، الاستفادة من الإنجاز العلاجي المتقدم للبروستاتا، الذي تم الإعلان عنه، الأربعاء، إذ يستخدم العلاج تقنية الخرز البلاستيك الصغير لمنع وصول الدم وتقليص الغدة المتضخمة دون عملية جراحية، فيما تم إجراء تجربة ناجحة في البرتغال، تلته أخرى في بريطانيا، ويتوقع ظهور نتائجها هذا العام.
وإذا نجحت التجربة، فيمكن تعميم العلاج للاستخدام الروتيني في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إذ يعاني نحو نصف الرجال فوق عمر 50 عامًا من تضخم البروستاتا، ويجري 45 ألف شخص سنويًا عملية جراحية خطرة لإزالة جزء منها، فضلًا عن كون الجراحة مؤلمة، ويمكن أن تسبب فقدان الوظيفة الجنسية وسلس البول.
وتوقع الباحثون الليلة الماضية، أن تحل التقنية الجديدة محل الجراحة كعلاج قياسي، ويغطي تضخم البروستاتا على المثانة، ويعيق مجرى البول أيضًا، ما يعني أن من يعانون من المرض يحتاجون إلى الذهاب إلى المرحاض ليلًا بشكل متكرر، ليجدوا أنفسهم غير قادرين على التبول على الإطلاق، ما يمكن أن يؤدي إلى تراكم السموم، المسبب لمشاكل حادة في الكلى، وتم اختبار التقنية الجديدة على ألف رجل في منتصف العمر في البرتغال.
ومن جانبه، أوضح جواو مارتينز بيسكو، الذي قاد الدراسة في مستشفى سانت لويس في لشبونة، أنه "في غضون 5 أعوام، أعتقد أن تلك التقنية ستحل محل الجراحة كعلاج قياسي، وتمنع تقنية سد شريان البروستاتا الرجال خيار علاجي أقل خطورة من العلاجات الأخرى، ما يسمح لهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية عاجلًا"، متابعًا "أرى ارتياح الكثير من المرضى بعد معرفتهم بتقنية العلاج الجديدة، لأنهم لا يريدون الجراحة التقليدية التي تنطوي على مخاطر أكبر، ولها آثار جنسية جانبية، وتحتاج فترة نقاهة طويلة نسبيًا، مقارنة بتقنية سد شريان البروستاتا، التي تتم عادة تحت تخدير موضعي وفي العيادات الخارجية".
وكان قد خلص الفريق البرتغالي، الذي سيقدم نتائجه إلى جمعية Society of Interventional Radiolog في واشنطن، الخميس، إلى أن التقنية فعالة مثل الجراحة وفوائدها تستمر طويلًا، إذ عانى 2 فقط من المرضى خلال التجربة، التي استمرت لمدة 7 أعوام من آثار جانبية، وتنطوي العملية التي تتم بالتخدير الموضعي على مئات من الحقن لخرز بلاستيك بحجم 0.2 مللي في شريان في الفخذ، ويتم توجيه الخرز من خلال أنبوب رفيع في الأوعية الدموية إلى البروستاتا، لمنع تدفق الدم للغدة المتضخمة بحيث تتقلص، وتابع الدكتور بيسكو " كان لدينا 9 من الأطفال المولودة لرجال استطاعوا مواصلة حياتهم الجنسية بعد العلاج" .
وعلى سياق متصل، رأى فريق الدكتور بيسكو، نجاح بنسبة 89% بعد ستة أشهر من العملية الجراحية، فيما بلغت نسبة النجاح 82% خلال 3 أعوام، و78% بعد أكثر من 3 أعوام، وشارك 200 مريض من مستشفى Guy's Hospital في ساوثامبتون العام في لندن، و16 عيادة أخرى في التجربة البريطانية، والتي تم تمويلها جزئيًا بواسطة منظمة NICE الطبية
فيما أفاد الدكتور ناجيل هاكينغ، الذي يقود الدراسة في بريطانيا، "إنه أمر مشجع للغاية، فدائمًا ما أكون حذرًا بشأن التقنيات الجديدة، ولكن يبدو أن تلك التقنية واعدة وآمنة"، بينما بين لويز دي وينتر من مؤسسة Urology Foundation، أن "هذا البحث مثير للغاية، ومع التقدم في العمر تصبح تلك المشكلة أكثر حدة".
وزعم تأكيد الدكتور بيسكو، أن جراحة البروستاتا يمكن استبدالها بتقنية سد الشريان، إلا أن البعض يقول أن تلك التقنية لن تكون مناسبة للرجال كافة، وأن البعض سيضطرون للخضوع لعملية جراحية تقليدية، إذ أكد هاكينج أن 40% من المرضى الذين خضعوا للتقنية، اضطروا في وقت لاحق للخضوع لعملية جراحية، ولكن تقنية السد مكنتهم من تأخير العملية مع الاحتفاظ بوظيفتهم الجنسية، ما يعني أن الجراحة تصبح أقل خطورة، ويكون لها خطورة وآثار جانبية أقل.
كما أضاف هاكينغ، أنه "حتى إذا احتاجوا إلى إجراء عملية جراحية ستكون عملية صغيرة"، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح أن تحل التقنية محل الجراحة تمامًا، لأنها تتطلب إخصائيين مدربين تدريبًا عاليًا، متابعًا "إنها تقنية ذكية لكنها ستكون خطيرة إذا ما أجراها شخص ما دون المهارات المطلوبة لذلك، لكني أعتقد أنها ستعطي الرجال خيار آخر إلى جانب الجراحة".
ويُعتبر إجراء جراحة مع سلك ساخن أو ليزر له نسبة نجاح عالية، لكنها تنطوي على آثار جانبية، مُمثلة في فقدان الوظيفة الجنسية والنزيف وسلسل البول، وتشمل أعراض تضخم البروستاتا، التبول المتكرر مع صعوبته، وصعوبة تفريغ المثانة بشكل كامل، وربما تكون تلك أعراض أيضًا سرطان البروستاتا، ولذلك يجب عرض أي شخص يعاني منها على طبيب مسالك بولية.
أرسل تعليقك