دمشق - لامار أركندي
تكتظ عيادة طبيبة الأطفال سيما إبراهيم ، بعشرات الأطفال القادمين من ريف محافظة الحسكة ، ومن داخل المدينة بعد تخصيصها الأحد ، من كل أسبوع يومًا لمعالجة الأطفال دون مقابل مادي ، كمبادرة إنسانية حملتها على نفسها في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وأوضحت الطبيبة الشابة في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن هدفها مساعدة المحتاجين ومد يد العون لهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة ، وسعيها تخفيف آلام الأطفال عماد المجتمع مستقبلًا ، لتقليل الأعباء المادية المترتبة على الأهالي في حال تعرض أطفالهم للعديد من الأمراض التي زاد انتشارها بنسب كارثية نتيجة ظروف الحرب التي تعاني منها المناطق السورية ، منذ بداية أزمتها التي دخلت عامها السابع .
تستقبل عيادة الطبيبة أكثر من 50 طفلًا من مختلف المحافظات السورية النازحين من مناطقهم المشتعلة في دير الزور والرقة والريف الحلبي واستقرارهم في الحسكة والقامشلي ونواحيها .
وتحدثت جليلة الفايز ، أم لأربعة أطفال نازحة من دير الزور مقيمة في الكلاسة في الحسكة ، عن الظروف المرضية لطفلتها حنان ذات الخمسة أعوام ، ومعانتها من التهاب الكبد الذي تحتاج لمراجعة الطبيب بشكل دوري ومنتظم مع مواظبتها على تناول الأدوية دون انقطاع .
وأضافت الفايز " تشرف الطبيبة سيما منذ بداية العام على مراقبة وضع ابنتي ، ولا تتردد في تأمين الأدوية لحالتها ، واحيانًا ترافقنا جارتنا في الحي مع أطفالهن ، لاسيما أن الشتاء يحمل أمراض الزكام والرشح المعدي ، ضمن العائلة والمدرسة والعمل وينتقل بسهولة إلى الأطفال ، لولا هذه المبادرة الإنسانية من الطبيبة ، لعجزنا عن معالجة أطفالنا وتخفيف آلامهم".
واعتبرت الدكتورة سيما إبراهيم ، مبادرتها الإيجابية هو واجب إنساني يحتم عليها ,وهو وفاء للقسم الطبي الذي عاهدته على نفسها كطبيبة وكإنسانة , ودعت زملائها من الأطباء أن يتخذوا خطوتها كمبادرة جماعية لتخفيف معاناة المواطنين الذين أجبرت ظروف بعضهم أن يفقد أطفاله لحياتهم بعد عجزهم عن معالجتهم ، أو لتأخر تلقيهم العلاج في بداية المرض ، والعجز الطبي فيما بعد عن معالجته بعد وصول المرض لمراحل متأخرة لعدم تلقيه العلاج في الوقت المناسب .
وكشفت إبراهيم عن تبرع بعض الخيرين وأخذهم على عاتقهم مهمة توفير الدواء بالمجان للفقراء والمحتاجين ، لا سيما الذين يعانون من الأمراض المستعصية ، ويذكر أن الطبية سيما إبراهيم هي من مواليد مدينة القامشلي ، اختصاصية طب أطفال خريجة جامعة "دمشق تبلغ من العمر 42 عامًا" .
أرسل تعليقك